18 ديسمبر، 2024 6:46 م

الفكر الصدري / التخطيط الإلهي العام

الفكر الصدري / التخطيط الإلهي العام

“أن الهدف الذي استهدفه الله تعالى من إيجاد البشرية، وهو تطبيق العدل الكامل في ربوعها … يتوقف على مرور البشرية بظروف الاختبار والتمحيص”[1].
هذا ما كتبه “الصدر” في موسوعته، وحسب فهمي، إنه أعلى مستوى من الفهم والإفهام، في الخطاب الديني، بل وفي البيان الشرعي، حتى هذه اللحظة[2].
فما هو مفهوم التخطيط الإلهي العام؟ وما هي أوليات الموضوع؟
ويمكن الكلام فيه، بعدد من النقاط، هي كالتالي:
1️⃣ التخطيط الإلهي او “التخطيط الالهي العام لتربية الكون والبشرية” مصطلح أتى به الشهيد الصدر في صفحات موسوعته المهدوية. ويقصد به وجود هدف إلهي وراء هذا الخلق، ويتم تنفيذه بمراحل متتالية.
2️⃣ تكفلت أغلب صفحات الموسوعة بتوضيح هذا التخطيط. وقد كتبها في السبعينات، وهي اكثر من 4000 صفحة. تم طبع 5 اجزاء منها حتى اللحظة.
3️⃣ وأعتقد إنها المرة الاولى التي يرتقي فيها الخطاب الديني، ليقدم رؤيته حول الكون والمستقبل، بصيغة ثقافية وعلمية، مناسبة للذوق البشري العام، نسبيا.
4️⃣ يرى الصدر أن الكون والبشرية تتطوران، مع مرور الزمن، للوصول إلى مرحلة من التكامل، ثم تنتقل الى مرحل أعلى، في مسيرة لا متناهية من الرقي والتكامل.
5️⃣ تتطور البشرية بعد معاناتها حتى تصل إلى مرتبة “العصمة”… فتتولى ادارة الكون، تكوينيآ.
6️⃣ تنتفي الحاجة لوجود الأرض، أو الوجود المادي، فيتم حذفه من الوجود، بعد أن تنتقل البشرية الى عوالم أاكثر رقيآ وشفافية.
7️⃣ إن الإنتقال بين العوالم يكون تلقائيا، والمسيرة التكاملية تخضع لمعادلات وقوانين غير ثابتة، بل هي واعية لإختيار المسار الأفضل، طبقا للمشيئة الإلهية، التي تدير الوجود بلطف ورحمة، وصولا إلى سعادة وتكامل غير متناهي.
وللحديث بقية.
▪️▪️▪️ الهوامش▪️▪️▪️
[1] نص كلام الشهيد السيد محمد الصدر:
ثبت بالدليل الدال على التخطيط الإلهيّ العام، أن الهدف الذي استهدفه الله تعالى من إيجاد البشرية، وهو تطبيق العدل الكامل في ربوعها … يتوقف على مرور البشرية بظروف الاختبار والتمحيص، وهي الظروف التي يكون فيها الايمان صعباً ومحتاجاً إلى تضحية وقوة إرادة، وهي ظروف الظلم والانحراف، حيث يكون الاتجاه العام للعالم هو ذلك، ويكون الايمان استثناءً و شذوذاً، فيحتاج الالتزام به والسير على طبقه في الحياة إلى المرور بمصاعب وتضحيات، قد تكبر وقد تصغر تبعاً لظروف الفرد المؤمن وحاجاته العامة والخاصة. بينما لا يحتاج الظلم والانحراف، إلى أية كلفة، لأنه موافق للاتجاه العام والمصلحة الخاصة، في كثير من الأحيان. المصدر: السيد-الشهيد-الصدر /موسوعة-الامام-المهدي اليوم-الموعود /ص 43-44.
[2] قد يعترض القارىء اللبيب أو يعتبر هذا الكلام مبالغ فيه. لكن، بعد ملاحظة التطوير الفني الذي تقوم به الفضائيات البشرية، حاليا. لماذا نستغرب من تطوير بث السماء. او تحديث الاعلام الإلهي، لتنبيه البشرية وهدايتها.
نعم ، البيان الشرعي خاضع لعوامل الزمان والمكان والموضوع. وأعتقد ان ما اتى به الصدر هو أحدث نسخة من البيان. ويجسد أعلى مستوى من الوعي والإدراك في العقل الديني او الجانب الرسالي والتبليغي.