22 ديسمبر، 2024 11:58 م

الفكر الصدري/ أعلمية الصدر

الفكر الصدري/ أعلمية الصدر

” أن المناقشات الماركسية في اليوم الموعود خطوة متقدمة بعد فلسفتنا”[1]
هذا ما قاله الصدر في لقاء الحنانة (1997). وهو يقارن كتابه “اليوم الموعود” مع كتاب “فلسفتنا”. أي تفوق ما كتبه الصدر على:
1️⃣ أهم كتاب علمي “فلسفتنا” لإستاذه الصدر الاول.
2️⃣ وتفوق في اطروحته على أهم نظرية بشرية (الماركسية).
لذلك، يمكن القول، بعلمية وأعلمية الصدر -على الآخرين- بدلالة:
1️⃣ غزارة إنتاجه العلمي[2].
2️⃣ المستوى الرفيع والعالي لذلك الإنتاج العلمي.
⚫ الفكر الصدري:
إن الحديث عن أهم إنتاج بشري -حسب فهمي- يجرنا الى ذكر السيد محمد محمد صادق الصدر (رض) والذي اغتالته السلطة الديكتاتورية في 1999..
▪️ وهذه محاولة لتوثيق الجوانب العلمية والحركية لهذه الشخصية الوطنية، التي ضحت من اجل العراق وشعبه..
⚫المائز الصدري:
النشاط والانتاج العلمي والثقافي الصدري، الغزير، وتميز بالتالي:
1️⃣المائز الاول: اطلاعه على الموروث والمشهور، وفرز مكوناته، وتشخيص الصالح منه لاجل المحافظة عليه، وتجديده، فضلا عن تحديد الموروث الغير صالح، لاجل معالجته.
2️⃣المائز الثاني: ايجاد البديل العصري، المناسب في الشكل والمحتوى لاحتياجات المرحلة.
3️⃣ المائز الثالث: استناد الاخراج العلمي والثقافي الى منهجية رصينة، تراعي الكيفية المثمرة عند الضخ والبث المعلوماتي، ولها معدل زمني متناسق مع مستويات القواعد الشعبية، ومتناغمة مع تطور المستوى والوعي الجماهيري. ويمكن ايراد عدد من الامثلة على ذلك[3].
هذه بعض من إمتيازات المنظومة الصدرية.
وللحديث بقية..
▪️▪️الهوامش▪️▪️
[1] المصدر/ محمد الصدر/ كتاب مواعظ ولقاءات/ طبعة هيئة التراث/ ص22.
كتب مولانا الشهيد السيد محمد الصدر، عن كتاب اليوم الموعود، وقارنه مع كتاب “فلسفتنا”، كالتالي:
” أن المناقشات الماركسية في اليوم الموعود خطوة متقدمة بعد فلسفتنا، لا يمكن لفلسفتنا أن يتكفلها في الحقيقة وهي أكثر تفصيلاً، وأيضاً نصوص الماركسيين بألفاظهم ذكرتها، وليس طبعاً، السيد في فلسفتنا يتكلم كأنما هو الذي يتكلم، لا أنا قلت وسبحان الله حينما طبع ذكره بعواميد ضيقة بأنه هذه هي نصوص الروايات عن المعصومين، وكذلك نصوص الماركسيين، وكذلك نصوص أخرى كلها مفروزة في الحقيقة، وثم استنتجت النتيجة التي أريدها أن اليوم الموعود إنما هو من اختصاصنا – أي من اختصاص الله سبحانه وتعالى – وليس من اختصاص من يؤمن بالمادية وينكر وجود الله سبحانه وتعالى”.
[2] أو إنتاجه العلمي، فضلا عن غزارته. ويمكن للقاريء اللبيب أن يسأل: كيف تنسب صفة “عالم” الى من ليس لديه إنتاج علمي.
أي، هل يمكن ان نطلق صفة “كاتب” على شخص لا يقرأ ولا يكتب. أو نقول فلان شاعر، وهو لم ينطق بيت شعر واحد.
ويرى الكثير: أن الرسالة العملية، ليس إنتاجا جديدا، فهي من إنتاج الطوسي وليس غيره. والتعديلات لا تعني إنتاجا جديدا.
[3] المثال الاول: اثناء مرحلة ازمة الفكر الديني وثقافته، في السبعينات، وغلبة الفكر المادي في الساحة الفكرية، اصدر الفكر الصدري منتجا ثقافيا، وهو الموسوعة المهدوية، وهو استكمال لكتاب (اقتصادنا) الذي كتبه الصدر الاول (رض).. وكان الجزء الرابع من الموسوعة بعنوان (اليوم الموعود) ..وبالرغم عدم شهرة (اليوم الموعود) الا انه مكمل لكتاب (اقتصادنا).. ذلك الانتاج الثقافي الذي حقق تغييرا في المعادلة الفكرية، وانجز نصرا دينيا بارزا، وقل مثيله، وتميز اقتصادنا بالتالي:
1️⃣اولا: انفتاحه واطلاعه على الفكر المادي، باعتباره انتاجا فكريا بشريا، وبكونه، أي الفكر الماركسي او الراسمالي، محاولة فكرية باحثة عن الحل في مناخ ازمة واقعية. وشخص الفكر الصدري العلة الاساس وراء هذا الانحراف الفكري البشري، وباعتباره داءا فكريا يستحق العطف والمعالجة .
2️⃣ثانيا: تفكيك الفكر المادي، وابراز مبانيه وخطوطه الاساس، وانطلاقاته واهدافه والياته، وبحيادية وبتجرد. ويشار في هذا المقام، الى ان اتباع الاتجاه المادي، والماركسي خاصة، نصحوا بعضهم بقراءة –أقتصادنا- للتعرف على تفاصيل فكرهم.
3️⃣ثالثا: ونتج من هذا التفكيك، أي تفكيك الشهيد الصدر للفكر المادي، الكشف عن خطأ المباني والاسس التي استند اليها الفكر المادي عموما، وبالتالي كشف العورة لهذا الفكر عند اتباعه ومنظريه، الى درجة اقرارهم بذلك. وقد كان اقتصادنا سببا لرجوع عدد كبير من المثقفين الى طريق الحق والاسلام الاصيل.
4️⃣رابعا: كان اقتصادنا خاضعا لمنهجية رصينة في توضيح ابعاد الموضوع، ثم مناقشته، وبمعدل بث فكري واع، مستندا الى معرفة دقية بالمحتوى الفكري الواقعي، ومنتجا لتطوير ذلك الفكر، واخراجه من الوهم الى المنطق، ومنتجا للهداية. وهذا الكلام ينطبق على (اليوم الموعود) بشكل ادق.. واكثر عمقا وشمولية، كما وصفه الصدر الثاني، لان (اليوم الموعود) يرد الاشكالات التي وجهت لاقتصادنا.. ويسد النقص.. ويستند الى نصوص الماركسيين ويحللها وينتقدها..بعلمية وموضوعية..
ويمكن للقارىء الاطلاع على مقطع يتعلق بهذا الموضوع على الرابط التالي: