23 ديسمبر، 2024 8:46 ص

الفقيه بين الدين والدولة

الفقيه بين الدين والدولة

المقدمة للولوج الى صلب الموضوع لابد لنا من الوقوف على عبارة فصل الدين عن الدولة ، هذه العبارة التي هي من مختلقات العلمانيين والذين لا يعون ماذا تعني بل انها مجرد افرازات تستهدف الدين والا الدين والدولة لا ينفصلان ولا يلتقيان لان كل طرف له خصوصيته ،والدين اكبر من الدولة ، فالدولة هي مجموعة من الأفراد يمارسون نشاطهم على إقليم جغرافي محدد ويخضعون لنظام سياسي معين متفق عليه فيما بينهم يتولى شؤون الدولة .

اما الدين هو الاستسلام والتسليم الكامل لله تعالى، وعبادته قولاً وفعلاً، وتعريف اخر هو أنَّ الدين وعي عميق وإدراك لوجود الإله والإيمان به، ويشمل اليقين المطلق بأن الكون والعالم والوجود كله قد وُجِد عن طريق قوة فوق طبيعية هي الخالق أو الإله .

فالذي يؤمن بالله ويلتزم بعبادته لا يحق له ان يكون ضمن الدولة ؟ ومن كان ضمن الدولة لا يحق له ان يعبد الله ويؤمن به ؟

فمدعو العلمانية يرفضون ان يكون لرجل الدين حق في ادارة الدولة ومن باب اخر يقولون الدين لله والوطن للجميع فان الله عز وجل الذي يامرنا بعبادته يامرنا بالالتزام بقوانينه ، فالذي يؤمن بالعلمانية عليه اتباع قوانين العلمانية والذي يؤمن بالله عز وجل ليس عليه اتباع احكام الله عز وجل اي منطق هذا يدعيه العلماني ؟ ولان الله عز وجل خالقك وخالق الكون فتراه يميل باطنا الى الالحاد والبعض جاهر به .

بالنسبة لرؤية الفقهاء بخصوص دور الفقيه في ادارة الدولة فانها اراء مختلفة ولكل راي حسب ظروفه هو صحيح ، بالنسبة لايران وولاية الفقيه ففي الوقت الذي كانت تعاني من ظلم ودكتاتورية الشاه قام الفقهاء بدورهم وضحوا بانفسهم واعطوا شهداء وثارت الجماهير معهم وليس بانقلاب غادر كما في بقية الدول لتسقط الشاه وياتي العلماني لينتقد دور الفقيه في ادارة دولته التي حررها بدمائه ، فهل سمعتم ان علماني قام بثورة ضد طاغوت ؟

واما في العراق فان دور الفقيه هو دور ارشادي توجيهي يخدم المواطن في المجالات التي تتاح له وافضل من ادى هذا الدور هما الشيخ الكربلائي والسيد الصافي ، فتجد المشاريع التي انجزت بكل مجالاتها جاءت مكملة لمشاريع الدولة خدمة للشعب العراقي وهي في نفس الوقت تقوم بدورها الديني من حيث نشر الثقافة الاسلامية عبر الاعلام او المهرجانات او المؤلفات او المؤسسات الثقافية .

من خلال قراءتي لدور المرجعية ارى ان المرجعية لا تحبذ تدخل رجل الدين بالسياسة في العراق ليس لانه غير كفوء بل فيهم من هو اكفأ من البرلمانيين بل لان السياسة في العراق لا تسير وفق ضوابط سليمة فقد لوثها الدخلاء وكم من نصيحة قدمتها المرجعية عبر خطب الجمعة لهم فلا مجيب ولا مطيع .

فالدور الذي قامت به العتبتان الحسينية والعباسية في مؤازرة الحكومة في الجانب الاقتصادي والصحي دور مشهود له اضف الى توفير فرص عمل لالاف الشباب .

نعم يقوم بعض المسؤولين بزيارات للعتبة الحسينية خصوصا والالتقاء بسماحة الشيخ الكربلائي للتدوال فيما يخص النهوض بالعراق وليس لاملاء اوامر على المسؤول ، فمنذ ان اغلقت بابها المرجعية بوجه السياسيين لا علاقة لها اطلاقا باي قرار سياسي اتخذ من قبلهم سواء بتنصيب مسؤول او تشريع قانون، المرجعية فقط توجه وتحذر عندما يكون القانون فيه اعوجاج ، واما الذين يتقولون عليها والذين يهذون باتهامات لا اساس لها من الصحة فانهم يعبرون عن فشلهم وفراغهم الثقافي بل بعضهم اداة يقوم بدوره للنيل من المرجعية ووكيليهما حسب اوامر من جندهم.

ولله درهما عندما لا يردا على هذه التفاهات لانهما على ثقة تامة بما يقومان به ، ولست بصدد عد مشاريع العتبتين الصحية والزراعية والتجارية الموجودة على ارض الواقع التي نهضت بجزء من الجانب الاقتصادي في العراق ونهضت بالخدمات الصحية وفي نفس الوقت لم تنافس الدولة بل تؤازرها في اقامة المشاريع الضرورية للبلد.

بالامس ازروا الدولة في طرد داعش واليوم يؤازروها في القضاء على وباء كورونا ودورهما مشرف بكل ما تحمل الكلمة من معنى