احد الامثال العراقية الشعبية يقول (اطعم الفم تستحي العين) وبما ان عيوننا تشاهد سوء الحالة الامنية التي يصنعها “العراقيون” انفسهم بأنفسهم وكل ما يحدث هو طلباً للحصول على لقمة تخلو من الذلة. فلا اظن بأن هناك من لا يتفق معي على ان اغلب العراقيون انظموا الى عصابات او مليشيات او جماعات مسلحة متطرفة كأخرها داعش للحصول على المأكل والمشرب وهما وغريزتان لا غناء عنهما. فالازمة التي حصرنا “نحن العراقيون” انفسنا بها هي الفقر. وهنا يتحم علينا اولاً ان نحول الازمة الى مشكلة, ثم نبدأ بتشخيص المشكلة وقد نجد علاجاً بسيطاً قد لا يكلف سوى مرتب شهري بسيط لكل عائلة او فرد كما تفعل الدول المتقدمة التي تسرق نفطنا من خلال خياناتنا المتكررة.
فمن الطبيعي جداً ان انظم انا “كأنسان” الى اي فئة او جماعة وتحت اي عنوان كانت في سبيل الحصول على القوت, هذا بأستثناء المعصومين منا طبعا. فالنظام السابق بحصاره ولد لنا جيلاً جائعاً. اما ما بعده فهو شيء طبيعي نتيجة للأول, لكن هذا لا يعني ان نقف مكتوفي الايدي, خاصة وان علاج هذا السرطان ” الفقر” بسيط نوعاً ما في زمن “فليسات روتشرد”, فلو افترضنا بأن هناك عائلة لا معيل لها خاصة وان هذه العوائل لا تعد ولا تحصى اليوم, فكيف سيأكلون؟ كيف سيشربون؟ بأي سقف سيتغطون؟ وكيف وكيف وكيف؟!
اذن فهل سيكون طفل هذه العائلة بروفيسوراً ام رجل مافيات “حجي”؟ اكيد “حجي” لكن من عيار القتلة, خاصة وان اغلبنا يشاهد البرامج التحقيقية التي تبثها فضائيات تنشر اقوال المجرمين على الحبل! ولو حللنا غسيل اعترافاتهم لوجدنا الباعث امر واحد لا ثاني له وهو الفقر!
وعلاج هذا المرض المميت لا يمتلكه سياسي ولا رجل دين ولا شيخ عشيرة ولا قائد مليشياوي, العلاج في ايدينا “نحن” ومتى ما عرفنا كيفية استخدامه ذلك اليوم سنكون شعباً لا ينام قبل ان يأكل وجبة الكالاكسي!