امتيازات النواب ، حديث الشارع وشغله الشاغل هذه الايام ، الراتب التقاعدي الفاحش لاعداد آخذة بالازدياد هو ما تتحدث عنه غالبية يقول ان التصويت لهذه الفقرة من ” الكبائر، والكارثة ان الجميع صوت لها بالقبول والايجاب ، “الا ما رحم ربي” والطامة الكبرى ان القانون وبضمنه الفقرة المعنية لا يمكن ان تمر الا بتصويت الغالبية ومنهم نواب الكتلة الاكبر في البرلمان “دولة القانون” والكتل الاخرى “العراقية” و”الاحرار” و”المواطن” و”الاكراد” .
عمار الحكيم اعلن انه سيفصل اي نائب عن كتلته يثبت تصويته على الفقرة 37 ، وهذا ما اشعل الساحة السياسية وجعلها تغلي ، يقول مقربون من الحكيم ان الاخير وبخ نواب كتلة المواطن وعنفهم لانهم خالفوا توجيهات المرجعية وخيبوا ظنه ، يقول آخرون ان الحكيم اطلق حملة دعاية انتخابية مبكرة باتخاذه هذا الاجراء ضد اعضاء كتلته ، وان النواب المفصولون انما هم اكباش فداء للانتخابات الناس ، يقولون ان النائب الفلاني خدم 4 سنوات وهاهو اليوم يتقاضى راتبا تقاعديا لم يحلم به “نوري سعيد” الذي شكل اكثر من ثلاثة عشر وزارة ، ولا فكر به الزعيم عبد الكريم قاسم الذي قدم للعراق خلال 4 سنوات مالم يقدمه حزب البعث في 4 عقود ، الفقرة 37 في قانون التقاعد تتحدث عن رواتب وامتيازات الرئيس ونوابه واعضاء البرلمان والوزراء ، واعداد هؤلاء في تزايد مستمر ، ومن صوت على هذه الفقرة بالايجاب وضعه الناس في القائمة السوداء دون قبول اي عذر ، اجمع العراقيون على امر كما لم يفعلوا سابقا، وتحت قبة البرلمان هرج ومرج ، الجميع يتحدث عن “برائته” من هذه التهمة والجميع البرلمانية المقبلة او ربما الطعم الذي رماه الحكيم في “سنارة” الانتخابات لاصطياد اكبر عدد ممكن من الاصوات ، وعلى اختلاف الرؤى وتنوع التحليلات فان ما صدر عن الحكيم احرج العملية السياسية برمتها ووضع خصومه في مأزق امام شعبهم ، فلا هم يستطيعون ان يفعلوا كما فعل ، لان ذلك يعني التخلي عن اسماء لها وزنها داخل الكتلة ، ولا هم بقادرين على الصفح عنهم وترك الامور تسير على سجيتها ، بينما يستطيع عمار الحكيم ان يفصل من اعضاء كتلته من يشاء متى شاء دون خوف او وجل لانه ببساطة يعتقد انه ماض على خطى المرجعية التي لاتهاب احدا ولا تخاف في الله لومة لائم.
اسقط عمار الحكيم ورقة التوت عن نوابه ووضع الاخرين في مأزق ، ومهما كانت النتائج فانها ستصب في مصلحة المواطن لان الجميع سيتسابق ويجتهد لكي يظهر بمظهر لائق امام مريديه وان لا يكون اقل من عمار الحكيم في موقفه الاخير.