الحظ غالبا ما يدير وجهه للفقراء ، وعادة ما يحتاجون الى معجزة او قيام المصلحين بتغير ظروف المعيشة وهذا نادر ألحدوث ، ألا ان الصراعات بين الكتل السياسية وتزامنها مع موعد الانتخابات أجبر الكتل على تزيين وجها المكفر وتحسين ملامحه القاسية بوجه اهلهم ووطنهم ، مما استدعى الموافقة على صرف اموال طائلة من ميزانية 2013 المقدرة 118 مليار دولار لطبقة الفقراء والمحتاجين ، وهي حقوق مؤجلة كانت تحت الطاولة وتحت رحمة ناس جاعوا ثم شبعوا ، هنا بعض المصادق فقد تم صرف منحة الطلبة 100-150 الف ، وصرف مائة الف لكل متقاعد راتبه دون 400 الف دينار ،اضافة الى زيادة مخصصات البطاقة التموينية ، ورواتب الشؤون الاجتماعية للفقراء والعاطلين ، وصرف مبالغ لإعادة مجاهدي الاهوار الى الخدمة ، وصرف مليارات الدنانير لمحافظة صلاح الدين كتعويض خسائر الفيضانات ولمحافظة الانبار عدة مليارات اخرى للأعمار ،وشمل الصرف محافظة النجف وكربلاء ، وتخصيص مبالغ لدرجات وظيفية جديدة اضافة لأمور عدة ، وكما هو واضح ان اغلب هذه الامور تصب في مصلحة الفقراء .
هنا نطرح سؤال هل كان الفقراء سبب مباشر لهذه الزيادة ، اقول هم سبب غير مباشر فقد شعرت ألأحزاب بان المواطن فقد الثقة بهم ، وشاح بوجه عنهم رغم محاولة بعضهم تحفيزه وتخويفه تحت مسمى الطائفية ، وقرب موعد الانتخابات جعل المبادرة بيد الفقراء ، ولكنه الاستثناء سادتي نحن نحتاج الى حلول وقاعدة ثابتة ، لا نريد طريقة مرة تصيب وعشرة تخيب ، على الفقراء ان ينتخبوا من يمثلهم ويحمل همومهم وينفذ بقوة ، ليساهم بتغير الكثير من القرارات التي رزخ تحتها وذبحته بغير سكين ، الى متى الفقراء يقضون حياتهم بشق الانفس وعسر ،الى متى ينتمون الى طبقة تترفع عليهم وتخدعهم ، ان يوم الانتخابات هو يوم المصير ورد ألاعتبار ، فلا تساهل ولا حسن الظن ينفع ،بل سوء الظن حتى يثبت العكس ، فقد سلب المال وهتك العرض وماتت الضحكة ويتم الاطفال ، لا رجوع لقادة يجنون الجاه والمال لبطونهم المنتفخة وعقولهم الجامدة وطبعهم المقيت ، الفرصة سانحة والوقت مناسب لكسب جولة لان الدرب طويل والموانع كثيرة ، وأخيرا لا بد من نشكر الشرفاء الذين كانوا صادقين مع انفسهم ووطنهم رغم ان صوتهم لم يصل بقوة .