اجتاز الشارع راكضا صوبي بلهفة وبحميمه احتصنني وهزني بعنف وتطايرت الكلمات من شفاهه الذابلات وسحنتة الصفراء الممزوجه بسمار العوز والفاقة والفقر .اين يشترون بطاقة الناخب!!!! اين !!! اريد ان أأكل الكباب !!!
كان هذا (حسن عبد ) واحدا من ضحايا حروب ابو الليثين التي خرج منها بسبعة عشر سنة بين الالزامية والاحتياط خالي الوفاض بعمرة الخمسيني وعللة وجور النظام الديمفراطي الجديد ونصف دستة من الصبيان العراة في (حي عدس )باطراف الناصرية .جعلتة مشروعا ادميا حانقا يائسا ناقما على ادوات و وبراغي العملية الديمقراطية وبالاخص على مستحدثات المفوضية الرشيدة .
وحالما انتشرت اخبار بيع بطاقة الناخب الالكترونية ووصول سعرها الى اكثر من 1000 دولار حتى تسائل الكثيرون ومنهم (حسن عبد )عن اماكن البيع ومن يشتريها واعرب الكثير من المواطنيين وجلهم من الفقراء استعدادهم التام والفوري لاجراء مثل هذة الصفقة واعتبروها فرصه لا تعوض في ظل اجواء الياس والاحباط التي جنوها من ماسبق من ترهات العملية السياسية وخيانة وتنصل ممن انتخبوهم من وعودهم والتزامهم
ورغم اصدار المراجع الدينية، فتوى حرم بموجبها بيع بطاقة الناخب الإلكترونية التي تتولى المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق توزيعها في عموم مناطق العراق وطبع منها أكثر من 21 مليون بطاقة، هي مجموع المواطنين العراقيين المسموح لهم بالمشاركة في الانتخابات البرلمانية .الا ان الفقر اصم بل واعمى وناشد الفقراء المراجع ورحال الدين والشرفاء ان يجدوا لهم ماوى ورغيف خبز بعد ان استطالت بيوت الصفيح وزادت اعداد المتسولين بالطرق العامة وانهارت المنظومة الاخلاقية والعرفية واضحت الاف العوائل تبات على الطوى ومستعده للتنازل عن الكثير من الثوابت لاشباع البطون وستر الاجساد .
وبانتشار معلومات مفادها شراء جهات مجهولة البطاقة بمبالغ تراوحت أول الأمر ما بين 100 و300 دولار. لكن، طبقا لمعلومات هي الآن مثار جدل واسع النطاق في الشارع العراقي، يتراوح «سعر» هذه البطاقة الان في بعض أحياء بغداد حاليا ما بين 1000 و2000 دولار، أو ما يعادلها بالعملة العراقية. وازاء هذة الثروة التي تعادل رواتب العاطلين ومبالغ الرعاية الاجتماعية مئات المرات فان الكثيرين يصرح علنا من انهم يودون ااكل الكباب والعيش ولو ليوم كما يعيش الساسه والبرلمانيين في ظل
استمرار ظروف العيش الخانقه و الأزمات الدائمة من بطالة وجهل وانهيار خدمات وتضخم اقتصادي وتدني مستوى معيشة وتلوث بيئي وتدني مستوى صحي وازمات سكن ونقل وغيرها .
انما يتلقاة اليوم فقراء الشعب العراقي هو التنويم المغناطيسي الجماعي من قبل بعض القادة من الزعماء السياسين وابواقهم الماجورة وقتلتهم ولصوصهم .نعم ..إننا في عراق ..مدار من قبل أناس مريضون بشكل لا يصدق ! وإن الفجوة بين ما يتصور ومايجب لنا وما يجري بارض الواقع هو هوة سحيقة في غاية العمق ! أن صناعة القناعات بالقضاء والقدر وقبول الواقع وانتظار الفرج هو تسطيح وتسفية للعقل العراقي والتشويش عليه وجعله محدود التحليل والتركيز بل والقيام بشله وإظهار عجزه عن الفهم او إيجاد الحلول والبدائل وتغليب اللاوعي الجمعي على الوعي المتدني للقادة والاتباع في العراق .
ويبدو ان السبيل الوحيد لإنقاذ العراق يمكن في ثورة شعبية على الفاسدين والمفسدين يقودها نخبة تقدمية مخلصة مثقفة ومنظمة تؤمن بالعمل الجمعي والعقل التكافلي في صنع القرار وبانتخاب الممثليين الحقيقين لنا وما ذلك على العراقيين النجباء بعسير .