النجاح الصاعد الذي حققته كتلة المواطن في انتخابات  مجالس المحافظات “لمن يعتبر” … تعد درسا قاسيا لبقية الكتل السياسية … والمعيار سيكون ما حصلت عليه المواطن من تمثيل مقارنة بما كانت عليه سابقا … وإذا تركنا المقارنة مع دولة القانون الخاسرة لهذه الانتخابات مع كل السلطة  والنفوذ الذي بحوزتها ، وقارنا نجاح كتلة المواطن بما حصلت عليه مع كتلة الأحرار … فالنتيجة ان كتلة الأحرار راوحت في موقعها ولم تحقق نجاحا يذكر … مع العلم ان لها 40 مقعدا في البرلمان ولها 6 وزراء ومنها نائب رئيس مجلس النواب ” الذي يعتبر منصب سيادي ” …استشراف المستقبل ووفق ما ذكرت … فان كتلة الأحرار ستخسر الكثير في الانتخابات البرلمانية القادمة …
السيد عمار وفي إحدى خطبه الثقافية بعد الانتخابات … قال ” نحن نأينا بكتلتنا عن الحصول على مناصب في الحكومة الحالية … لاننا توقعنا عدم نجاحها وتخبطها في الفساد …” … وبالتالي  من صوت للمواطن …مطمئن على أنها كتلة ” نظيفة ” … وهذا سيكون دليلها لما حصلت عليه من مناصب في مجلس المحافظات الأمر الذي يعزز قوتها للدخول في الانتخابات البرلمانية القادمة …
قبل تشكيك الحكومة الحالية … وبزعامة نصار الربيعي عن الأحرار … ظهر دليل واضح على ان نصار كان يساوم  المالكي حول الحصول على اكبر عدد من المناصب  في الحكومة لصالح كتلة الاحرار … ووصل الأمر  ان المالكي اصطحبه معه في زيارته الأخيرة لسوريا  وقبل تشكيل الحكومة ليعلن بعدها عن ان نصار حصل على وزارة العمل والشؤون الاجتماعية …ولهذا السبب سار نصار ملتصقا  بالمالكي … فنصار وبحجة كتلة الأحرار كان يريد الحصول لنفسه على منصب وزير ولو كان قد حصل على منصب وزير الزراعة باعتباره الأقرب لتخصصه كطبيب بيطري… لكان هناك كما يقول المثل “باب وجواب ” … لكن ان يستلم وزارة لايعرف عنها شيئا …بحجة انها استحقاق انتخابي فهذا خارج التمنطق … على كل حال ، منذ أيامه الأولى …وضع برنامجا لسياسته في الإدارة مخاطبا الحكومة … أعطونا فلوس فنوزعها على المشمولين بالرعاية الاجتماعية …  لكن لم يسأل نفسه حتى كم منحة المشمولين بالرعاية …يعرف انها 50 الف دينار يدفع نصفها المشمول أجرة نقل للوصول لاستلامها …وبالتالي فهي مهزلة بكل إبعادها الإنسانية والأخلاقية … وماذا فعل لتغيير هذه المهزلة … التي  تشمل في اغلبها سكان المناطق التي صوتت له … الجواب لاشيء إطلاقا … بل العجيب ومنذ استلامه لمنصب الوزارة ابتعد  ووضع نفسه في برج عاجي … واعتزل الإعلام والمساهمة في الشأن العام … لذلك لم يخرج بأي تصريح إعلامي حول الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتلاحقة  التي يدور في فلكها الشعب بل أكتفى  بالصمت لصالح دولة القانون … عدا مرات قليلة استجاب للانسحاب من مجلس الوزراء  اضطرارا للاستجابة لنداء مرجعيته …وزارة العمل والشؤون الاجتماعية هي الوزارة  المعنية بشؤون الفقر والبطالة والضمان الاجتماعي… ماذا كان انجاز الربيعي لهؤلاء المستضعفين … الجواب … صفرا …ماذا سيقول انه حقق من مكاسب تصلح لتكون قوة لكتلة للأحرار  في الانتخابات البرلمانية القادمة … الجواب حصوله هو على كافة امتيازات المنصب وتقاعد كبير … وطز في فقراء الشعب العراقي …