18 ديسمبر، 2024 6:42 م

الفقراء في ضمير كل انسان حي

الفقراء في ضمير كل انسان حي

الفقراء الطبقة الأضعف في مجتمعنا العراقي وجميع المجتمعات في اي مكان في العالم، لم تنصفهم جميع الديانات ولا الطوائف، بل كانوا كبش فداء لتحقيق نوايا شريرة داخل بعض النفوس المريضة الذي لا تريد للعالم خيراً، العراق مثلاً اكثر دولة في العالم يوجد فيها رجال دين وساده وحكماء ودعاة إسلاميين ومئات آلاف من المساجد ومئات من الأضرحة الشيعية ، وأكثر رجال التاريخ الإسلامي قبل 1400 سنة دفن في مناطق جنوب العراق، علماً كل ما قلته اعلاه غير موجود في الدول الغربية المتقدمة ومع هذا تتصدر الدول الغربية العالم في العدالة الإنسانية وتطبيق مبادئ حقوق الإنسان، لكن عراقنا صاحب اكثر اضرحة في العالم واكثر رجال دين يقع في ذيل القائمة لدول العالم بالنسبة للظلم والفساد وانتهاك حقوق الإنسان، لنسأل نفسنا لماذا العراق دولة مسلمة ويوجد هذا العدد الهائل من رجال دين واضرحة ودعاة اسلاميين بهذا السوء وتفشي الفساد وكثرة الفقراء؟ لكن هل الإسلام في العراق يختلف عن الإسلام في بعض الدول؟ لإن لو عممنا على الإسلام سيء وجميع مبادئه ظلم الإنسان وهدر كرامته وتجويعه وسرقته بإسم الدين، لكن في دول الخليج ايضاً إسلام وشعبها يعيش في نعيم ومنشورة داخل مجتمعة التسامح والسلام والمحبة والقانون فوق كل شيء. رغم توجد انتهاكات لحقوق الإنسان ضد النشطاء والإعلاميين لكن من الناحية المعيشية افضل بكثير من العراق.

انا لا اريد امدح نفسي واصبح ملاك ( لا) انا شرعت بكتابة هذا الكتاب وانا سعيد جداً بما اكتبه عن فلسفتي وعن الظلم الذي حل بي، في احد واجباتي الإنسانية كان مطلوب تقييم لعدد محدود للعوائل الاشد ضعفاً في المجتمع واكيد عمل الهلال الاحمر التقييم بكتاب رسمي من المركز العام، وفعلاً عملنا مسح ميداني للعدد المطلوب لكن عدد العوائل يفوق هذا العدد، فسجلت عوائل اضافية وعاهدتهم بالحصول على المساعدات، وفي خضم الاجهاد ورفع الأسماء للمركز العام نسيت استبيان العوائل الإضافية لكون صادف عطل في سيارتي، وشغلني عن ارسال اسمائهم للمركز العام كالتماس للموافقة عليهم، وعند مجيء المساعدات وتوزيعهن على العوائل الذي اجريت استبيان لهم، وعند مجيئهن لإستلام مساعداتهن مع نساء المنطقة ولإني لم ارسل اسمائهم لذلك لا توجد مساعدات بأسمائهن، ولعدم ارجاعهن بدون مساعدات اخبرتهن اسمائهن موجودة بالوجبة الثانية وبعد ساعه سوف آتي بنفسي للمنطقة بتسليمهم المساعدات، وفعلاً اشتريت براتبي مساعدات وتعبئتهن بأكياس نفس المواد للهلال الأحمر وسلمت مساعداتهم ، هنا ليس خسارة راتبي وليس رياء او تملق المسألة اخلاق وإنسانية ليس للدين او الطائفة اي شان بالموضوع، المسالة إنسانيتك وحبك للسلام في فلسفتك هو الذي يدفعك لعدم ارجاع المحتاج ورسم الخيبة في وجهة بدل البسمة، عليك ان تجاهد في رسم البسمة في وجوه المحتاجين وهو هذا الفوز الكبير لضميرك واخلاقك ومبادئك وفلسفتك الذي آمنت بها، ان الإنسان آلة سلام ومحبة ان وقفت في جانبه وادخلت السرور في قلبه.

الإنسانية لا تموت حتى لو كان هناك آلاف بائعي الضمير، الماء الصافي لا يعكر صفوه نقطة سوداء، نحن تحكمُنا العنصرية، والتمييز بين الأديان هذا واقع حال ليس خلاف عليه، الإنسانية لا يحملها ضعاف النفوس لكونها ثقيلة كثقل الضمير في جسد ميت. الإنسانية مدرسة لا يستطيع فهمها صغار العقول، الإنسانية لا يحملها رجل الدين أو الحاكم أو السياسي الذي تتغلب مصالحه المادية على المصالح الإنسانية، وعندما أقول لا يحملها أعلاه لإنهم هم من سرقوا الوطن وهم من عاثوا فساداً في كل مفاصل الدولة العراقية، ولو كان غير ذلك لوجدنا عراقنا يختلف ما هو عليه من أشلاء دولة منتهكه فيها الكرامة، الإنسانية ان لا اجعل طفل تغرغر عيونه من شدة الجوع او صبي يحمل الاثقال على ظهرهُ لكي يعيل عائلته او يدفع عربانه صغيرة لإيصال حملها لبيوت الأغنياء، الإنسانية يجب الحاكم على الوطن ان يبحث سبب وجود الفقراء والمتسولين والذي لا يملكون سكن من الفقراء في بلد يتميز بخيرات لا تُعد ولا تحصى ويعالجها أفضل من وعود كاذبة وهتافات وخطابات، الولاء للإنسانية أفضل من الولاء لأشخاص هم كانوا سبب تجويع شعبنا وسبب لإنتهاك حقوقنا وكرامتنا.

القضاء على الفقر من واجبات الحاكم الذي ائتمنهُ الشعب لقيادة البلاد، وايضاً من واجبات رجال الدين لتكثيف خطبهم للقضاء على الفقر والدفاع عن حقوق وكرامة الإنسان، والمشكلة في بلادنا لا الحاكم ولا رجال الدين يحملون المقومات الإنسانية، لذا تجد كلاهما فاسدين، والدليل هذه السنين الطويلة من حكمهم للعراق لم نرى تغيير في المستوى المعيشي للعائلة العراقية، والقضاء على الفقر بسيط لا يحتاج جهد كبير، فقط يستعين الحاكم بخبراء واختصاصيين لوضع دراسة كاملة للقضاء على الفقر، ولكن النية ليس موجودة في ظل هذا الفساد المتفشي في جميع مفاصل الدولة العراقية وتحت جناح وحماية بما يسمى برلمان العار، المسألة ليست مسألة دين فقط لكون البرلمان يتألف من جميع الديانات والقوميات، المسالة مسالة ضمير واخلاق إذاً كيف تطلب القضاء على الفقر في دولة سياسيها بلا ضمير واخلاق؟