من السنن القديمة الحديثة في مجتمعنا العراقي بصورة خاصة الفصل العشائري بمختلف انواعه ومسمياته فمنهم من يسميه الدية (ذكرت بالقران الكريم ومن قتل مؤمنا خطا فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة الى اهله )النساء92 عن المقتول والخسائر المتراكمة عن الاضرار التي تلحق باحد الاطراف من الطرف الاخر فمنذ ان ترعرعنا وكبرنا ونحن نسمع ونشاهد الفصول العشائرية (الباطلة والمحقة) واخذ الفصل العشائري ينمو معنا ويصبح من اهم تقاليدنا وتراثنا الذي لايستطيع اي شخص التخلص منه رغم الثقافة التي يحصل عليها لانه مرتبط بمجتمع تربطه العشائرية وغياب الدولة العصرية المبنية على تنظيمات المجتمع المدني .فعند حدوث مشكلة مهما كانت صغيرة تصر (بعض) العشائر على اخذ مبلغ من النقود كفصل ويحسب كتنكيل او تعويض او رد اعتبار والمسميات كثيرة تجنبا لوقوع حالات ومشاكل اكبر بين الطرفين فيتم التدخل من طرف ثالث تكون مسؤوليته التهدئة وتقريب وجهات النظر والا تكون العواقب وخيمة والنتائج ليست بالحسبان لاسامح الله مع وجود الدولة طبعا التي لاتحرك ساكنا ما ان تسمع بقضية عشائرية ,ليس في احدى الولايات الامريكية او التركية كما يصور لنا مراد علم دار ورامبو طبعا , فيتم نهب البيوت وحرقها ووووالخ من ردود الفعل المتسرعة.وكأن هذة السنة نزلت على صدر محمد في القران الكريم معادلة لسورة الاخلاص والكوثر (استغفر الله) .او حالها حال الشعائر الدينية كالصفا والمروة.
قد يكون الفصل العشائري حلا مناسبا وجيدا بالرغم من استغلال العشائر والافراد ومما يساعد على نمو هذة السنة ممايساعدها غياب منظمات المجتمع المدني والدولة المعاصر المجتمعية والنقابات والتوجه العشائرية والتحزب مما يجعلنا نعاني من التخلف ,فلو كانت هناك نقابة للاطباء والمعلمين والمهندسين بالمعنى الحقيقي لما تجرأ اي شخص ان يتعدى على طبيب او مهندس بحجج واهية مجرد التنكيل والتعويض مما يجبر اغلب الاطباء واصحاب الشهادات من الهجرة بعيدا من الفصل العشائري لائذاً بمنظمات المجتمع الاوربية .
الى الان وانا اتكلم عن مجتمع قد تسوده الامية والجهل ,اما في الاونة الاخيرة وفي العراق الجديد بكل شي ظهرت للعيان ظاهرة جديدة من الفصل السياسي (ليس باحتساب مدة ترك العمل للموظفين) وهو شى متطور من الفصل العشائري ولكن بجلسة قضائية تضاهي او تزيد عن الجلسة العشائرية فتطل علينا بين الحين والاخر دعوى قضائية على احد البرلمانيين او السياسين لتعويضه لكلمة قالها او حديث تفوه به الطرف الاخر وتكون قيمة الفصل العشائري السياسي اكبر بكثييييير من الفصل العشائري فيقدر بالمليارات مما يعكس المردودات المالية للسياسين في العراق ويدل على ترفهم الفاحش الذي يتمتع به سياسيوا عراقنا الجريح الذين اصبحوا مضرب امثال الفنانين العرب . ليتركوا الفقر والفاقة لعامة الشعب لخوفهم الكبير وخدمتهم لابناء وطنهم من الثراء او العيش ببحبوحة ليبقوا فقراء وضعيفي الحال تطبيقا للمقولة الشهيرة ((الفقراء احباب الله)).