23 ديسمبر، 2024 6:40 ص

الفقد الكهربائي.. خسائر ودلالات

الفقد الكهربائي.. خسائر ودلالات

من المشكلات المركبة والمربكة، التي تعاني منها بعض المنظومات الكهربائية هي الارتفاع في نسبة الضياعات الكهربائية إلى حدود عالية، مؤثرة بسلبيتها على الجانبين الاقتصادي والفني في عمل المنظومات الكهربائية.
صنفت هذه الضياعات، في ضوء مسبباتها، إلى نوعين: إدارية وفنية، فالضياعات الإدارية تتعلق بظواهر التجاوزات على الشبكة الكهربائية وسرقة التيار الكهربائي والربط المباشر من دون المرور بمقاييس الطاقة لحسابها، وهذا النوع من الضياعات يرتبط بالعامل البشري المتمثل بالمواطن وموظفي دوائر الكهرباء ومن الممكن الحد منه بوسائل مختلفة جانباً منها يتعلق في وضع أنظمة وتشريعات صارمة لمنع حصول سرقة التيار الكهربائي أو التجاوز على مكونات الشبكة الكهربائية بوصفها من الممتلكات العامة، أما الجانب الآخر فيتعلق بما هو متبع من سياقات وأساليب خاصة بالمراقبة والتفتيش المستمر في أجزاء الشبكات الكهربائية ومتابعة سلوك العاملين في قطاع الكهرباء، الذين يتعاملون، بنحو مباشر، مع المواطنين.
إن انحسار قيمة الضياعات الإدارية هو أحد الدلالات على هيبة الدولة وسلوك المواطنة السليم.
أما الضياعات الفنية فترتبط، بصفة مباشرة، بنوعية المواصفات ومستوى كفاءة المعدات المستخدمة في مكونات المنظومة الكهربائية، ابتداءً من محطات التوليد وخطوط النقل ومحطات التحويل الثانوية إلى محطات التوزيع الكهربائية المنتشرة ومحولاتها، فكلما كانت نسبة هذه الضياعات واطئة كانت دليلاً على كفاءة المنظومة الكهربائية العالية والسليمة، من جانب اخر فإن ارتفاعها سوف يفقد الشبكة الكهربائية متانتها فزيادتها عن المعدلات المقبولة ستكون سببًا مباشراً لحدوث الأعطال المختلفة لمعدات المنظومة الكهربائية نتيجة للأحمال غير المحسوبة وارتفاع درجات الحرارة.
تجدر الإشارة، هنا، إلى أن أغلب شبكات التوزيع في العراق هي شبكات هوائية بأسلاك متعبة مع قدراتها القليلة على تحمل التيار المطلوب وهذا عامل اساس لهدر الكثير من الطاقة الموزعة المطلوب إيصالها الى المواطنين.
تعد نسبة الضياعات الكهربائية من الطاقة المنتجة في الشبكة الوطنية في العراق وحسب ما هو معلن (٢٥ بالمائة) عالية جداً إذا ما قورنت عالمياً واقليمياً .
وتزداد هذه الظاهرة في مواسم الصيف لتصل إلى أكثر من (٥٠ بالمئة) مما يسبب هدرًا كبيرًا وخطراً على المستويات الفنية والمالية ، لذا فمن الضرورة وضع الخطط الشاملة والجدية لتأهيل مفاصل الشبكة كافة وتحديثها من أجل مواكبة الطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية وسد احتياجات المجتمع منها وبكفاءة عالية.