22 ديسمبر، 2024 10:04 م

الفـضـائـح .. عنـد اهـل السـياسـة .. وهـدنـة موسـم الانـتخـابـات

الفـضـائـح .. عنـد اهـل السـياسـة .. وهـدنـة موسـم الانـتخـابـات

الفـضـيـحـة .. والفسـاد .. هي عـبـارات تـتردد في الأوسـاط الـشـعـبـيـة عـن الـكـثـير من سـاسـة أهـل العـراق في الوقـت الحاضر على الآقل .
فــإن الفـضـيحـة لا تـصـبح فضيحـة إلا عـنـدما يـعرف النـاس بـهـا ، ولا يـعرف النـاس بــأمــر الفـضيحة إلا اذا كان هـنالك من يـسـتـفيد مبـــاشرة
مـنها ، وغـالبـا ً ما يكـون هـذا المـسـتـفيــد هـو نفـسـه مـصـدر الـفـضـيحة عـنـدما يسـرب مـعـلومات حولهـا الى الاعـلام .
من خـلال قـراءاتـنا للكـتب العـامة ، هناك مقـولة دبلومـاسـية .. كـمـبدأ .. غالـبا ً ما تعـتـمد .. وهو مـبدأ (( اتـفـاق الجـنـتـلمان )) .. وهـــــــو
بـطبيـعـته اتـفـاق غـير مـكتـوب مـحـسـوس وغير مـلمـوس يـقـضي بـأن يـراعـي الخـصوم بـعضـهم البـعض ، فـلا يـسـتغل أحدهـم نـقطـة ضعـف
مـعـيـنة عنـد الآخر .. والعكـس بالعكـس , وحـين تـنـسـحب قـاعـدة (( اتـفاق الجنتـلمان ) على صـعـيد السـياسـة الداخـلية في بلـد مـعين ، يـكــون
السـبـب الرئـيس بـهذا ( الاتـفاق ) فـي مـعـظم الاحيان حول ( الفـضائـح ) ..
لا أفــضـحـك … فلا تـفـضـحـني أو أفـضـحـك ان انـت فـضـحـتـنـي .. وعـنـدما تـصان هـذه الـقاعـدة يسـمح الخصـوم لانـفسـهم بـالـلجــوء
الى شـتى أنـواع الهـجـمات ذات الطـابــع الـسـياسـي .. ولكن أحيانا ً .. تصبح الفـضـيـحة ســلاحـا ً فــتاكـا ُ لا يـجـرؤ أحـد على المطالبة رسـمياً
وعـلنـاً بـمنـع اسـتعماله وإلا كان ذلك فـضيحـة فـي حـد ذاتـه ، فـمن يـتصور أن يأتي يـوم من الايـام أن يـكـتب أهـل السـياسـة ( تـعهـداً خطـيـاً )
بـعــدم نـشـــر الـفـضـائــح !!!
وهـــل يــتزامـن مـوســم الفـضائـح مــع موســم الانـتـخابات ؟؟
رئـس الوزراء الاسـبق في العهـد الملكـي المرحوم ( عبد المحسن فهـد السعدون ) انـتـحر في عام 1929 لمجـرد انـه سـمع من بعض الساســة
آنـذاك على اساس ( انـه عميـل للانـگــيز ) .. فكيف يتهم بمثل هذا الاتهام وهـو الذي يعـرف نـفسـه وطـنياً وليـس تـابعـاً لبريطانيـا .. فلـمجـــــرد
إانـه سـمع مـثل هـذا الكلام مـتداول بين اهل السياسـة .. فأقـدم على الانـتحار .. وكتب وصيته لابنـه .. وملخصها ( سـئـمت هذه الحيــاة التي لـم
أجـد فيها لـذة وذوقا ُ مشرفا ً .. الامـة تـنـتـظر الخـدمـة والانگليز لا يـوافـقـون .. ليس لي ظـهـر والعراقـيـون طـلاب اســتـقـلال .. وضـعفـاء
عـاجـزون وبـعـيـدون كـثيرا ًعـن الاســتـقلال وهم عاجزون عن ذلك … يــظـنون اني خـائن للوطن وعبـدا للانگيز .. ما اعظم هـذه المـصـيـبة
انا الفدائي الاشد اخلاصا ً لوطني ، قـد كابـدت انواع الاحـتقـارات وتـحمـلت المذلات في سـبيل هذه البقعـة ….. الخ )
هــل فـكرت ياسـياسي .. يـا وزيــر .. يا مســؤول .. بـإن على الاقــل ان تـعتزل السـياسـة .. وانـت ( صـوفـتـك حـمرة ومـعـروف ) كما يقـول المثــــــل العراقي .
الـمـتـتبـعون لما يـجري على الـصـعـيـد السـياسـي من تـحـضيرات للانـتـخابات البرلمانيــة الـقادمــة .. فـيـظهـر ان هنـاك ( هـدنـة غير معلنـة )
بين السـاسة .. شـعارها ( تـكــف عـني … أكــف عــنك ) .. والبادي أظلم !