بعض الدول الإقليمية توهم العرب بأنها على عداء شديد مع هذه القوة أو تلك بالكلمات والخطابات , والتصريحات الرنانة المحشوة بالوعيد والتحديات الطوباوية الفارغة , لكن أفعالها وما تقوم به في المنطقة يفند ذلك ويقدم أدلة دامغة وساطعة على أنها تخدم أجندات تلك القوى التي تدعي معاداتها والوقوف ضدها , وبهذا الأسلوب فأنها تضلل وتخدع أبناء المنطقة العربية وتجندهم لتنفيذ مشاريع الطامعين بهم , وهم في أوهام سكرة الخطابات الفتاكة التي تنطلق من أفواه الدجالين والمرائين , والمنافقين أصحاب الوجوه المتبدلة الممطوطة الشمعية الطباع والمواصفات , والتي يمكن صبها في أي قالب مطلوب.
خطابات عدائية هجومية خدّاعة , وأعمال تحقق أهداف الأعداء المعنيين وتغنيهم عن الجهد والعناء , فما يريدونه يتحقق بإرادة الهدف المُسخر لتدمير ذاته وموضوعه.
وهذه اللعبة السيئة توظف الدين والمذهبية والطائفية , وتؤجج العواطف والإنفعالات وتعطل العقل وترجمه وتمنعه من التبصر والإدراك , بل وتزندقه وتكفره وتلعنه , وتدعو للتبعية والخنوع والإستعبادية المطلقة لهذه العمامة وتلك اللحية , وتمنح رموزها القدسية بل وترتقي بهم إلى مصاف الألوهية وتخرجهم من خانة الآدمية.
لعبة إنطلت على الملايين من العرب المغرر بهم , وما تساءل واحد منهم لماذا كل البلاء يصيب العرب ولا يصيب المدعين بالعداء لأعداء العرب والساعين للفتك بوجودهم , بل لا يُسمح لهم بطرح هذا السؤال لأنه من المحرمات والذي ينطق به هو من ألد أعداء العرب والدين , وعلى العرب أن يخنعوا وينفذوا ويتحولوا إلى سجير فهذا دورهم ومصيرهم ورسالتهم في الحياة , وما هم إلا لخدمة الدين بالموت الزؤام والدمار والخراب , وفي كل يوم في ديارهم مجاميع مصنعة مدربة ومسلحة وممولة تستبيح ممتلكاتهم وتقبض على حياتهم وتقتل المسلمين العرب أنفسهم بإسم الدين.
أيها العرب المغفلون المنومون المخمورون بشراب المذهبية والطائفية , إستفيقوا من سكركم وتأملوا حاضركم ومستقبلكم وفكروا بما ينفعكم , ولا تعيشوا كالبيادق لهؤلاء الكذابين المراوغين الذين لا تهمهم إلا مصالحهم وبلدانهم , ولا يعنيهم من شأنكم شيئا سوى أن يحمّلونكم أحطابا يسجرونكم بها وأنتم لا تشعرون.
فالأفعال تفند الأقوال , وما أصاب أصحاب الخطابات اللهابة شيئا مما أصابكم , وإنما بأفعالهم قد أسهموا بتحقيق أفظع الدمار والخراب ببلدانكم , فهل أنتم في صحوة أم تغطون بنومة لا يقظة بعدها؟!!
أيها العرب لا تخدعكم الكلمات , فالسياسات خدع وأكاذيب ومراءات وتمرير مشاريع , وإعداد أكلات تكون الشعوب المغلوبة على أمرها مطهية في قدورها الولائمية الكبرى!!
فاستفيقوا وتنبهوا فقد تبين الخط الأحمر من الخط الأبيض , والغثيث من الطيب ياعرب!!