23 ديسمبر، 2024 3:20 م

الفضيحة في الثقافة العربية

الفضيحة في الثقافة العربية

الفضيحة في اللغة جاءت من إفتضاح السر، ولكنها تحمل بين طياتها السر المشين فقط، وليس إفتضاح كل سر فضيحة، وهي بذلك تكون فعل سئ ومعيب، من جهة إجتماعية ودينية، وعلى الأكثر من الجهة الإجتماعية، حيث يكون عملك في السر، وعند معرفة الناس به تكون(الفضيحة).

في بداية تسعينيات القرن الماضي، عرض تلفزيون العراق مسلسل”حسن البابلي”؛ كان المسلسل من ملفات المخابرات العراقية؛ قام بدور البطولة الفنان العراقي الكبير”حسن حسني(الذي لا نعلم الآن من أخباره شيئاً!)”، يحكي المسلسل قصة شابٍ خاطبٍ لفتاةٍ يُحبها، ولم يتزوج منها بعد، وهو من عائلة محافظة، ذات سمعة جيدة جداً، من سكنة بغداد، ذهب”حسن” لإكمال الدراسة في أوربا، حيث كان يُتنبأ له أن يكون عالماً كيمياوياً(عالم ذرة)، فتجري أحداث القصة، أن يتعرف على فتاة أجنبية، ثم تكون عشيقته، يتضح فيما بعد أنها عميلة للمخابرات الاسرائيلية(الموساد)، حيث يتم تصويرهما في حال المضاجعة وممارسة الجنس، ثم تحاول المخابرات الاسرائيلية تجنيد”حسن”، للعمل لصالحها، مهددةً إياه بأرسال شريط الفديو إلى أهله وخطيبته!، يعني”الفضيحة”!

فيعيش”حسن” حالة من الخوف والرعب، ويكاد يضعف لولا أن تداركه يد المخابرات العراقية؛ المهم أن “حسن” أُغتيل على أرض الواقع في بغداد، فيما بعد، ولم يُظهر المسلسل ذلك.

هنا سؤال يطرح نفسه: هل خيانة الوطن وهي الفضيحة الكبرى والعار الأبدي، والتي تؤدي بصاحبها إلى الإعدام، أشد وقعاً أم فضيحة ممارسة الجنس؟!

إن الثانية لا تعدو شيئاً يذكر أمام الأولى(خيانة الوطن)، هذا أولاً، وأما ثانياً وكلاهما مهم في مقالي هذا، ما الفضيحة في ممارسة الجنس؟! وأيُّ إنسانٍ سوي لا يمارس الجنس؟! أليس الجنس أمر طبيعي، مثل الأكل والشرب والنوم، وغيرها من الحاجات والممارسات البشرية الطبيعية؟! فما الفضيحة في ذلك؟! إن الفضيحة والعار كل العار في الأعتداء على حقوق الآخرين وإغتصابها، سواءً في الجنس أو في غيره، بل هي الخيانة العظمى لجميع مجتمع الانسانية، وفاعل هذا الإعتداء يجب أن يكون هو المفضوح وليس الضحية! إن ما يحدث في مجتمعنا هو العكس دائماً(وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ)!

اليوم تقوم داعش بإغتصاب النساء، وبيعهن تحت ذريعة فتوى المجرمين(جهاد الكفار)! والمشكلة أن الضحايا بدأت بقتل نفسها! والجاني حر طليق! لا يَجدُ من يردعه، بل يجد الفتاوى التي تبرر له فعله الشنيع! مع سكوت عجيب من المجتمع الدولي!

بقي شئ…

ثمة قاعدةٍ تقول”الأهم فالمهم”، ولا أهمُ من كرامة الإنسان وحفظها.

الفضيحة في الثقافة العربية
الفضيحة في اللغة جاءت من إفتضاح السر، ولكنها تحمل بين طياتها السر المشين فقط، وليس إفتضاح كل سر فضيحة، وهي بذلك تكون فعل سئ ومعيب، من جهة إجتماعية ودينية، وعلى الأكثر من الجهة الإجتماعية، حيث يكون عملك في السر، وعند معرفة الناس به تكون(الفضيحة).

في بداية تسعينيات القرن الماضي، عرض تلفزيون العراق مسلسل”حسن البابلي”؛ كان المسلسل من ملفات المخابرات العراقية؛ قام بدور البطولة الفنان العراقي الكبير”حسن حسني(الذي لا نعلم الآن من أخباره شيئاً!)”، يحكي المسلسل قصة شابٍ خاطبٍ لفتاةٍ يُحبها، ولم يتزوج منها بعد، وهو من عائلة محافظة، ذات سمعة جيدة جداً، من سكنة بغداد، ذهب”حسن” لإكمال الدراسة في أوربا، حيث كان يُتنبأ له أن يكون عالماً كيمياوياً(عالم ذرة)، فتجري أحداث القصة، أن يتعرف على فتاة أجنبية، ثم تكون عشيقته، يتضح فيما بعد أنها عميلة للمخابرات الاسرائيلية(الموساد)، حيث يتم تصويرهما في حال المضاجعة وممارسة الجنس، ثم تحاول المخابرات الاسرائيلية تجنيد”حسن”، للعمل لصالحها، مهددةً إياه بأرسال شريط الفديو إلى أهله وخطيبته!، يعني”الفضيحة”!

فيعيش”حسن” حالة من الخوف والرعب، ويكاد يضعف لولا أن تداركه يد المخابرات العراقية؛ المهم أن “حسن” أُغتيل على أرض الواقع في بغداد، فيما بعد، ولم يُظهر المسلسل ذلك.

هنا سؤال يطرح نفسه: هل خيانة الوطن وهي الفضيحة الكبرى والعار الأبدي، والتي تؤدي بصاحبها إلى الإعدام، أشد وقعاً أم فضيحة ممارسة الجنس؟!

إن الثانية لا تعدو شيئاً يذكر أمام الأولى(خيانة الوطن)، هذا أولاً، وأما ثانياً وكلاهما مهم في مقالي هذا، ما الفضيحة في ممارسة الجنس؟! وأيُّ إنسانٍ سوي لا يمارس الجنس؟! أليس الجنس أمر طبيعي، مثل الأكل والشرب والنوم، وغيرها من الحاجات والممارسات البشرية الطبيعية؟! فما الفضيحة في ذلك؟! إن الفضيحة والعار كل العار في الأعتداء على حقوق الآخرين وإغتصابها، سواءً في الجنس أو في غيره، بل هي الخيانة العظمى لجميع مجتمع الانسانية، وفاعل هذا الإعتداء يجب أن يكون هو المفضوح وليس الضحية! إن ما يحدث في مجتمعنا هو العكس دائماً(وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ)!

اليوم تقوم داعش بإغتصاب النساء، وبيعهن تحت ذريعة فتوى المجرمين(جهاد الكفار)! والمشكلة أن الضحايا بدأت بقتل نفسها! والجاني حر طليق! لا يَجدُ من يردعه، بل يجد الفتاوى التي تبرر له فعله الشنيع! مع سكوت عجيب من المجتمع الدولي!

بقي شئ…

ثمة قاعدةٍ تقول”الأهم فالمهم”، ولا أهمُ من كرامة الإنسان وحفظها.