23 ديسمبر، 2024 12:49 ص

الفضائع الجنسية تطال الكنيسة الكاثوليكية (5)

الفضائع الجنسية تطال الكنيسة الكاثوليكية (5)

ليس السياسيون وحدهم الذين يملؤون خزائنهم بأموال الشعب، بل باباوات الكنيسة عرفوا بذلك منذ القدم، حيث المقولة الشهيرة للبابا الالماني جوهان تيتزل(1465 – 1519م): “بمجرد أن ترمي الدرهم داخل هذا الصندوق الصغير.. ستتطهر روحك من المعاصي وترتاح من عذاب الضمير”! هكذا كان البابا (جوهان)، والبابا الايطالي ليو العاشر( 1513 – 1521م) الذي لحقه لا يعطيان لنفسهما حق غفران ذنوب الآخرين فقط، وإنما يشجعان الناس على دفع المال لتنمحي خطاياهم دون اعتراف لكاهن ولا دعاء!، وقد علقوا لائحة للأسعار، كل ذنب بثمنه، ابتداء بالكذب ثم الزنا إلى القتل، حتى تقوى النشاط الاقتصادي لكنيسة “پيترز باسيليسكا” (كنيسة بطرس) وتدفق على باباواتها وكاردينالاتها وأساقفتها المال من حيث لم تحتسب!
وقد استمر الوضع كذلك إلى أن زادت حنقة الناس والعاملين بالكنيسة، وانفجر أحد الرهبان الالمان الملقب ب(مارثن لوثر)، الذي طرح وثيقة يفضح فيها هذه النشاطات بعنوان: “95 أطروحة في عام1517م”!!.
لم تكن مفاجأة أن يصدر البابا يوليوس الثاني (1433 – 1513م) للملك الإنكليزي هنري الثامن( 1491 – 1547م) إعفاءً بالطلاق، الذي كان وقتها محرما في الكنيسة الكاثوليكية، ويسمح له بالزواج من حبيبته الإسبانية “كاثرين”، فقد كان البابا نفسه متزوجا قبل أن يلتحق بالكنيسة! لكن الرهبانية لم تنزع من قلب “خوليوس” حبه للمعاشرة، فقد أنجب على الأقل ابنة واحدة غير شرعية، وهي المعروفة، وكانت له أكثر من عشيقة!، ففي سنة 1511م وجهت الكنيسة ضده اتهامات لممارساته الجنسية البذيئة واصفة إياه حرفيا باللوطي: “اللوطي المغطى بقرحات مثيرة للاشمئزاز”!!!.
كان البابا المذكور معروفا بقضائه أغلب الوقت مع أطفال صغار، وذكور يمارسون البغاء، وكان أول بابا عرف بإصابته بمرض “الزهري”، وفي يوم من أيام الجمعة سنة 1508م، أصيب بقروح مرض الزهري لدرجة لم يستطع تقديم القداس!، وعرف أيضا بصداقاته مع الفنانين، ومن بينهم الرسام (مايكل أنجيلو) الذي أجبره على رسم سقف الكنيسة.
اتفق المؤرخون جميعا على أن أسوأ بابا في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، هو البابا ألكسندر السادس(1431 – 1503م) مؤسس السيمونية (= شراء المناصب) والمحسوبية، سليل عائلة “بورجيا” الشهيرة، عرف بحفلات الثمالة والعربدة، وأشهرها سنة 1501م التي أثارت حنقة الكنيسة وسكان مدينة روما، والتي سماها حفلة: “تنافس العاهرات”! حيث رقصت 50 امرأة من جميلات القرون الوسطى فوق طاولة البابا وأصدقائه، وكان أكثرهم جماعا تلك الليلة هو الفائز، حيث منحه البابا ملابس ومجوهرات ثمينة أخذ ثمنها من صندوق الكنيسة!!.
ونتيجة لتلك الحفلات، فقد أنجب البابا “ألكساندر السادس” 6 أولاد و3 بنات مع نساء مختلفات، وفرق عليهم وظائف ضمنت لهم حياة كريمة داخل الكنيسة، بين قساوسة وباباوات!!!، وأشيع أن أحد أبنائه البررة سممه بتفاحة ليأخذ مكانه في قيادة الكنسية!
فلو قمت بزيارة كنيسة “سيستن” بالڤاتيكان ستذكر البابا سيكستوس الرابع (1414 – 1484م)!! وهو بابا أنجب ستة أطفال، والسابعة من علاقة مع شقيقته… كان يجمع الضريبة من أرباح الباغيات، ويجمع الرشاوى من القساوسة مقابل جلب العاهرات وممارسة البغاء داخل غرفهم بالكنيسة، ورغم وجود النساء في دور الرهبان، لم يمنع ذلك انتشار الشذوذ الجنسي في تلك الحقبة بين رهابي الكنائس، كما يقول المؤرخون!
وأخيرا فضيحة ليس لها علاقة لها بالجنس!، هذه الفضيحة لها علاقة بالانتقام، وهي ليست قصة فلم مختلقة، إنما حقيقة البابا ستيفن السادس(896 – 897م) الذي أراد الانتقام من سلفه البابا فورموسس(891 – 896م)، رغم أن هذا الأخير كان قد مات مسبقا!!، وعلى ما يبدو أن تنصيب “ستيفن” على رأس الكنيسة لم يكن بمحض الصدفة، ولم يشف لا تنصيبه بابا للكنيسة ولا موت سلفه غليله حول ماهية الصراع الذي كان بينهما؛ فقرر “ستيفن” حفر قبر “فورموسس” وانتشال جثته بعد 9 أشهر من وفاته، ثم ألبس الجثة ووضعها على كرسي وأخذها ليحاكمها في قاعة المحكمة!، حوكمت الجثة، وقرر القاضي أن قيادة (فورموسس) للكنيسة باطلة، وأن أيا من القرارات التي اتخذها خلال مرحلة بابويته ملغاة ولن تأخذ بعين الاعتبار ابتداء من وقت صدور الحكم، ولم يكتفي “ستيفن” بذلك الحكم العدل على جثة، إنما قطع ثلاث أصابع كان يستعملها “فورموسس” خلال خطاباته قبل أن يعيد الجثة مكانها!.
لكن القدر لم يغب طويلا حتى حكم على )ستيفن( حكما أعدل من الأول، حيث قام شغب عارم بروما واقتحم المشاغبون الكنيسة واعتقلوه وجعلوه في زنزانة انفرادية، وعثر عليه لاحقا ميتا بالخنق!، هكذا استمرت فضائح الكنيسة الكاثوليكية عبر التاريخ.. حين تتحول الكنائس إلى مجالس خمر وقلع ملابس.. ويتحول الرهبان إلى فضائح جنسية تهز أركان الفاتيكان وتقوّض مصداقية الكنيسة. المصدر: موقع هسبريس. في 14/2/2013م.
ومن جانب آخر فإن القرار المفاجئ لاستقالة البابا “بنيديكتس السادس عشر” من قيادة الكنيسة الكاثوليكية بالڤاتيكان، والذي أعلته رسميا يوم 28 من فبراير/ شباط عام 2013م، شكل صدمة لدى المسيحيين عامة، وانقساما داخل الكنيسة بين مؤيد ومعارض لهذا القرار الذي لم يتخذه أحد قادة الكنيسة منذ 600عام، إذ أن الترتيب الطبقي داخل الكنيسة، والذي يكون أعلاه البابا القائد، وتحته الكرادلة، لم يسبق أن عرف عودة أحد الباباوات طبقة إلى الأسفل، كما سيحدث الآن حين يعود البابا “بنيديكتس” بعد استقالته إلى رتبة كاردينال تحت قيادة البابا الجديد الذي يخلفه!
ولذلك يقترح كثيرون أن تكون استقالة البابا بمثابة نهاية عمله داخل الكنيسة، وأن يذهب ويستريح في أحد أديرة الرهبان المشيّد عند حدود دولة الڤاتيكان!!!، فمنذ زمن والأقاويل تتناقل عن الاستغلال الجنسي للأطفال من طرف القساوسة الكاثوليك الأمريكان، أقاويل تعود إلى سنة 1950م مع ظهور أحد الاساقفة الذي ظل يحذر من العواقب الوخيمة التي ستلطخ سمعة الكنيسة من جراء هذه الجريمة الشنعاء، لكن تستر الكنيسة وصمتها انتهى سنة 2002م، حين نشرت صحيفة (بوستن ڭلوب) الامريكية تحقيقا معمقا في شهر يونيو/ حزيران عام 2002م، عن الكاهن (جون جيوڭان) الذي اشتبه به التحرش بأكثر من 150 طفلا على مدى فترة 30 سنة، وقد أدين الكاهن (جيوڭان) بعشر سنوات سجن نافذ، وقُتل بعد سنتين من صدور الحكم، لكن الفضيحة الحقيقية هي أن الكنيسة كانت تعلم بجريمة (جيوڭان)، وكانت طوال تلك الفترة تنقله من “أبرشية” إلى أخرى، لتبعده عن التهم والأقاويل، وكانت ترسله للعلاج النفسي!! وبقيت تتستر عليه حتى بعد خلعه من منصبه سنة 1998م.
وبعد الكشف عن قضية ذاك الكاهن المغتصب، خرجت مئات القضايا الأخرى إلى النور، بما في ذلك ملف كنيسة (لوس أنجلوس)، حيث دفعت الكنيسة 600 مليون دولار لتسوية القضية مع ضحايا عقود وعقود ممن تجرعوا ظلم الاغتصاب في صمت!!!.

 

المدارس والمعاهد الكاثوليكية تنهارعلى وقع الفساد والشذوذ الجنسي
أظهرت وثائق رسمية إيطالية لتسجيلات تعود لاتصالات هاتفية تحسست عليها الشرطة تورط مرتل في جوقة الفاتيكان بشبكة دعارة مثلية، أمّن من خلالها عددا من الرجال المستعدين لممارسة الشذوذ الجنسي مع موظف حكومي إيطالي، يتمتع في الوقت عينه بمنصب ضمن حاشية البابا بنيديكتس السادس عشر، بالمجموعة المعروفة بـ”نبلاء صاحب القداسة.”
وجاء اكتشاف هذا الدور للمرتل النيجيري (طوماس شندو إيهيم)، والميول الشاذة للموظف (أنجيلو بالدوتشي)، خلال تحقيقات كانت ترمي إلى كشف إمكانية وجود فساد في صفقات حكومية، كان بالدوتشي يشرف على تحديد الشركات الفائزة بها، وبينها أعمال البناء في مطار بيروجيا، وتعمل مجموعة “نبلاء صاحب القداسة” ضمن مناصب شرفية دون رواتب، وهم بمثابة حجّاب للبابا، وتتركز مهماتهم في استقبال رؤساء الدول والحكومات ومرافقتهم إلى مكتب البابا.
وكانت الشرطة الإيطالية قد قبضت على بالدوتشي مع ثلاثة موظفين كبار آخرين ورجل أعمال بتهمة الحصول على رشى لقاء تسهيل الفوز بصفقات حكومية، وقالت الشرطة إن الرشى توزعت على شكل مبالغ مادية أو هدايا عقارية وخدمات جنسية، علماً أن القضاء لم ينظر بالقضية بعد. وأعرب فرانكو كوبي، محامي بالدوتشي، عن غضبه حيال كشف الصفقات الجنسية لموكله وطبيعتها، وقال إن عرض الأمور الشخصية التي لا صلة لها بالتحقيقات على حد قوله “معيبة،” كما رجح أن يقوم بملاحقة المصادر التي عرضت تفاصيل حياة بالدوتشي الخاصة.
وكانت مجلة (بانوراما) الإيطالية قد أجرت مقابلة مع المرتل النيجيري إيهيم، قال خلالها إنه كان يجلب الرجال إلى بالدوتشي ليمارس الجنس معهم مع مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك ممثلين ورياضيين وعاملين في عرض الأزياء، وصولاً إلى طلاب في معاهد لاهوتية. وبحسب إيهيم، فإن بالوتشي كان يفضل الرجال الذين هم فوق سن الأربعين، ويرى أن الشباب في منتصف العقد الثاني من عمرهم “صغار جداً بالنسبة له.”بحسب سي ان ان.
وتشير وثائق تسجيلات الاتصالات الهاتفية عدد من المحادثات حول القضايا الجنسية بين بالدوتشي وإيهيم، حيث يقول المرتل النيجيري للمسؤول الإيطالي خلال اتصال معه: “لدي ثلاث أو أربع قضايا جيدة جداً لك إن لم تكن مشغولاً.. بينهم رجلان من كوبا.. لقد رأيتهما يا أنجيلو وهما يشكلان فرصة جيدة.. يمكن تدبير شيء ما فوراً.”
وفي اتصال آخر قال إيهيم لبالدوتشي: “إذا كنت ترغب يمكنني أن ارتب حضورهما بشكل متتالي،” فيرد بالدوتشي: “من هم الأفضل بين من عرضت علي” فيجيبه إيهيم: “الأفضل هما من ذكرتهما لك أول الأمر، رجل من بالونيا والثاني من روما.” وزعم المرتل النيجيري الذي يبلغ من العمر 39 سنة أنه كان يقوم بهذه المهمة لمساعدة عائلته مادياً في نيجيريا.
بالمقابل، ذكر مصدر رفض كشف اسمه في الفاتيكان، أن البابا قرر إعفاء إيهيم من منصبه ضمن جوقة الفاتيكان، أما بالنسبة لبالدوتشي، فأشار المصدر أنه لن يتمكن حالياً من ممارسة مهامه ضمن مجموعة “نبلاء صاحب القداسة” بسبب وجوده في السجن،” وأضاف أن القضاء لم يدن الموظف الإيطالي بعد، متوقعاً أن يكون هناك موقف آخر للكنيسة في حال حصل ذلك. المصدر: شبكة صباح، بقلم صباح جاسم.
وفي السياق نفسه صرحت مديرة إحدى المدارس التابعة للكنيسة الكاثوليكية في ألمانيا بضرورة حل مجلس إدارة المدرسة بصفة كاملة ليتسنى للمدرسة أن تبدأ بداية جديدة بعد فضيحة الاعتداء على بعض تلاميذها جنسيا. وقالت (مارجاريتا كاوفمان) مديرة مدرسة أودنفالد الواقعة في جنوبي ألمانيا إن الاتهامات التي وجهت للمدرسة أساءت لسمعتها وأن حل هذه المشكلة يتمثل في حل مجلس إدارتها بصورة كاملة لتمهيد الطريق أمام بداية جديدة. وصرحت كاوفمان لصحيفة (فرانكفورترروندشاو) الصادرة غدا الاثنين قائلة “أعتقد أن مجلس الإدارة الذي أنتمي إليه لابد أن يستقيل بصفة كاملة”، ومع ذلك أبدت كاوفمان رغبتها في إدارة المدرسة التي تقع في دائرة هيبنهايم جنوب ولاية هيسن الألمانية، مضيفة أنها “ستقوم بمهامها المنوطة بها كمديرة للمدرسة حاليا بصورة كاملة”. وأعلنت كاوفمان التي تدير المدرسة منذ عام 2007م أنها ستقدم “المساعدة من الخارج” في التحقيقات الدائرة بشأن الفضيحة التي أساءت لسمعة المدرسة. ويضم مجلس إدارة المدرسة سبعة أشخاص من بينهم مديرتها كاوفمان.
الفاتيكان: من الخطأ التركيز على الكنيسة وحدها
وقال الفاتيكان رداً على هذه الانتهاكات التي تجري في المعاهد والمدارس التابعة له، انه من الخطأ القاء اللوم في اساءة معاملة الاطفال على الكنيسة الكاثوليكية ونفى اتهامات بأنه حاول التستر على أعمال تحرش جنسي بالاطفال لرجال دين تابعين له في انحاء اوروبا، واعترف الاب ( فيديريكو لومباردي) المتحدث باسم الفاتيكان “بعمق الازمة التي تمر بها الكنيسة” بعد ظهور ادعاءات جديدة في الاسابيع الاخيرة بشأن انتهاكات جنسية واسعة من جانب رجال دين في المانيا والنمسا وهولندا. ولكنه أنكر ادعاءات ساقها وزير في الحكومة الالمانية بأن الفاتيكان تواطأ للتستر على انتهاكات جنسية للاطفال، وزعمت تقارير الشهر الماضي ان قساوسة كاثوليك استغلوا جنسيا أكثر من 100 طفل في المدارس اليسوعية هناك بحسب رويترز.
وقال لومباردي لراديو الفاتيكان “ارتكبت اخطاء من جانب المؤسسات وأعضاء في الكنيسة وهناك لوم مستحق خاصة بالنظر الى المسؤولية التعليمية والاخلاقية للكنيسة.”واضاف “ولكن كل شخص موضوعي ومتنور يعلم ان الامر اوسع كثيرا وتركيز الاتهامات على الكنيسة وحدها يجعل الامور تخرج عن نصابها.” واستشهد لومباردي بتقرير حديث للسلطات النمساوية أورد تفصيلا 17 حالة انتهاك في مؤسسات ذات صلة بالكنيسة الكاثوليكية ولكنه تضمن ايضا 510 حالات في مؤسسات اخرى. وقال “سيكون من الافضل القلق بشأن هذه ايضا.”
وجاءت أحدث الادعاءات بعد سنوات من فضيحة مدوية في ايرلندا والولايات المتحدة، ودفعت الكنيسة الامريكية الكاثوليكية نحو ملياري دولار لتسوية قضايا مع ضحايا منذ عام 1992م. وقالت الكنيسة الكاثوليكية الهولندية انها ستطلب تشكيل لجنة تحقيق مستقلة للنظر في أكثر من 200 تقرير عن مزاعم بانتهاكات جنسية من جانب قساوسة وذلك ردا على ظهور مزيد من الضحايا.
وغضب الالمان بسبب تقارير عن اساءة معاملة من جانب القائمين على المدارس اليسوعية وادعاءات بالضرب وانتهاكات جنسية في ثلاث مدارس كاثوليكية في بافاريا من بينها واقعة ذات صلة بجوقة راقية أدارها شقيق بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر من 1964 الى 1994م. واعترف جورج راتسينجر (86 عاما) بانه صفع التلاميذ على وجوههم لتأديبهم ولكنه نفى معرفته باي انتهاك جنسي.