23 ديسمبر، 2024 12:07 ص

الفضائع الجنسية تطال الكنيسة الكاثوليكية

الفضائع الجنسية تطال الكنيسة الكاثوليكية

(2)
الكنيسة الكاثوليكية هي أكبر مؤسسة غير حكومية للتعليم والرعاية الصحية في العالم. ومثلت هذه الكنيسة القوة الروحية الأساسية في تاريخ الحضارة الغربية، وتقوم الكنيسة بإدارة المدارس والجامعات والمستشفيات والملاجئ ودور العجزة حول العالم. وكوَّن الكاثوليك في بعض الأقطار التي تسكنها غالبية كاثوليكية أحزابًا سياسية قوية، وكان للكنيسة الكاثوليكية أثر كبير في تاريخ أوروبا السياسي والثقافي والأدبي والفني. لقد أثرت الكنيسة الكاثوليكية على الفلسفة والثقافة والعلوم والفن الغربي، يعيش الكاثوليك في جميع أنحاء العالم من خلال البعثات والشتات والتحولات. الدينية منذ القرن العشرين، يعيش الغالبية في نصف الكرة الجنوبي بسبب العلمنة في أوروبا، وزيادة الاضطهاد في الشرق الأوسط.
تعرف هذه الكنيسة بالرومانية بسبب جذورها التاريخية التي ترجع لمدينة روما، وبشكل عام فإن مصطلح “الرومانية الكاثوليكية” بدأ استخدامه في بريطانيا في القرن التاسع عشر وذلك للتمييز بين كنيسة روما والكنائس الأخرى التي تدعو نفسها كاثوليكية أيضاً، وعبارة “الكنيسة الرومانية” تستعمل رسمياً للحديث عن أسقفية روما، أما لفظة “الكاثوليكية” فتعني باليونانية “الجامعة”، ويعتبر إغناطيوس الأنطاكي أول آباء الكنيسة استعمالاً لهذا المصطلح، ويمكن تعريف الرومان الكاثوليك ببساطة على أنهم مسيحيون في شركة إيمانية مع البابا.
حسب التقليد الكاثوليكي والمذهب الكاثوليكي فقد تأسست الكنيسة الكاثوليكية من قبل السيد المسيح في القرن الأول في منطقة يهودا(= بيت القدس وأطرافها) ضمن الإمبراطورية الرومانية، ويسجل العهد الجديد أن السيد المسيح بدأ بالتعليم وعين الرسل وعلمهم لمواصلة عمله.
الكنيسة الكاثوليكية تقول أن الروح القدس حل على الرسل (= الحواريين)، في حدث يعرف باسم عيد العنصرة. المذهب الكاثوليكي يعلم أن الكنيسة الكاثوليكية المعاصرة هي استمرار للمجتمع المسيحي في وقت مبكر، فإنه يفسر اعتراف بطرس وجدت في إنجيل متى وتعيين المسيح الرسول بطرس وخلفائه الباباوات أساقفة روما ليكون الرئيس الزمني لكنيسته، وهو المذهب المعروفة باسم الخلافة الرسولية.
خلافاً لمعظم الديانات في الإمبراطورية الرومانية تطلب المسيحية من أتباعها على نبذ جميع الآلهة الأخرى، وهي ممارسة اعتمدت من اليهودية مما كان يعني رفض المسيحيين الانضمام لإحتفالات وثنية ولم يتمكنوا من المشاركة في الكثير من ميادين الحياة العامة، وهو ما تسبب في خوف غير المسيحيين بما في ذلك السلطات الحكومية، من اغضاب الالهة؛ مما قد يهدد السلام والرخاء للإمبراطورية؛ فبدئت الاضطهادات مما أدى إلى السمة المميزة لفهم الذات المسيحية حتى تم قبول المسيحية في القرن الرابع الميلادي في مرسوم ميلان عام 313م، الذي أصدره الامبراطور قسطنطين الاول (306 – 337م)، وفيما بعد تبنى الإمبراطور ثيودوسيوس الأول(347 – 395م) المسيحية في عام 380م، وجعل منها دينًا وحيدًا للامبراطورية في العام 391م، بعدها قسم ثيودوسيوس الأول (يطلق عليه أيضًا اسم العظيم) الإمبراطورية الرومانية الى قسمين: الاول القسم الشرقي منحها لولده آركاديوس وسماها الامبراطورية الرومانية الشرقية (وجعل عاصمتها القسطنطينية)، والقسم الثاني الغربي لولده هونوريوس وسماها الامبراطورية الرومانية الغربية (مع عاصمة بلاده في مدينة ميلانو).
وبعد تدمير الإمبراطورية الرومانية الغربية عام 476م على يد الهون، كانت المسيحية الغربية عاملاً رئيسياً في الحفاظ على الحضارة الكلاسيكية: الفن الكلاسيكي ومحو الأمية، وتجدر الاشارة إليه أن الاشارة إليه أن البابا بنيديكتس السادس( 480 – 543م) من نورسيا قد أسس الرهبنة الغربية وبدى لها تأثير هائل على الثقافة الأوروبية عن طريق الاستيلاء على التراث الروحي للكنيسة الرهبانية في وقت مبكر، وخلال هذه الفترة أصبحت أيرلندا مركزاً للتعلم والتبشير في وقت مبكر وساهمت بانتشار المسيحية في جميع أنحاء قارة أوروبا.
وخلال العصور الوسطى كان للكنيسة الكاثوليكية تأثير على الحضارة الغربية من العصور القديمة إلى العصور الحديثة، ففي عصر النهضة اشتهر العديد من الناس مثل: رافاييل، مايكل أنجلو، ليوناردو دافينشي، بوتيتشيلي، انجيليكو فرا، تينتوريتو، تيتيان، برنيني وكارافاجيو وغيرهم من الفنانين الذين رعتهم الكنيسة، أما الرهبان الكاثوليك فعملوا نوتات موسيقية من أجل تلحين القداس في جميع أنحاء الكنيسة؛ مما ساعد على تطوير الموسيقى والتلحين وأدى هذا التقليد الكنيسة برعاية مباشرة إلى نشوء وتطور الموسيقى الكلاسيكية الأوروبية ومشتقاته الكثيرة.
قام القديسان فرنسيس الأسيزي ودومينيك دي غوزمان مؤسسي الاخويات اليسوعية (الجزويت) والدومنيكية خلال القرن الثالث عشر بتأسيس الكثير من المؤسسات الصحية والتعليمية وغيرها من المؤسسات الاجتماعية، وساهموا في اغناء الناحية الفكرية أيضاً.
وتشترك الكنيسة الرومانية الكاثوليكية بالمعتقدات الدينية الأساسية نفسها للكنائس المسيحية الأخرى، خصوصاً الكنائس الأرثوذكسية الشرقية والمشرقية، بما في ذلك قبول تعاليم الكتاب المقدس (بحسب فهمها له) وقبول العقائد المقررة في المجامع الكنسية خلال القرون الميلادية الأربعة الأولى (مجمع نيقية 325م ومجمع القسطنطينية 381م).
وعلى أية حال ذلك فلعقيدة الخلافة الرسولية أهمية عظمى في الإيمان الكاثوليكي، لأنها تؤكد أن البابا (ممثل السيد المسيح على الأرض) والأساقفة يمتلكون – بدرجات مختلفة – السلطة الروحية التي وهبها المسيح لتلاميذه، فما يقرره البابا منفرداً أو مع بقية أساقفته في المجامع الكنسية يعتبر معصوماً عندما يتعلق بقضايا التعليم العقائدي أو الأخلاقي.
وبخصوص تنظيم الكنيسة يوجد داخل الكنيسة الكاثوليكية مجموعة من التقاليد الكنسية، فإلى جانب التقليد الروماني اللاتيني الذي ينتمي له غالبية الكاثوليك، تحتضن الكنيسة خمسة تقاليد شرقية تتبعها كنائس كاثوليكية شرقية، جميع هذه التقاليد والمرجعيات لها تنظيمها الخاص وقيادتها الذاتية تحت سلطة البابا، وهي محمية من أي محاولة لتحويلها للتقليد اللاتيني.
الكنائس الكاثوليكية الشرقية:
التقليد البيزنطي: كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك، تتشارك به مع الكنائس الأرثوذكسية الشرقية (التي لا تتبع روما)، ويتواجد أتباعها في تركيا وسوريا والاردن ولبنان وفلسطين.
التقليد الأنطاكي: الكنيسة المارونية والكنيسة السريانية الكاثوليكية، هو أيضاً تقليد الكنيسة السريانية الأرثوذكسية (التي لا تتبع روما)، ويتواجد اتباعها في لبنان وسوريا والاردن وفلسطين.
التقليد الإسكندري: الكنيسة القبطية الكاثوليكية، هو أيضاً تقليد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية (التي لا تتبع روما)، ويتواجد أتباعها في مصر حصراً، وبصورة قليلة في أثيوبيا والسودان.
التقليد الكلداني: الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية، هو أيضاً تقليد الكنيسة النسطورية (التي لا تتبع روما). ويتواجد أتباعها في العراق حصراً.
التقليد الأرمني: الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية، تتشارك به مع الكنيسة الأرمنية الرسولية الأرثوذكسية الشرقية (التي لا تتبع روما). ويتواجد أتباعها في لبنان حصراً وبصورة أقل في سوريا والعراق.
بغض النظر عن الكنائس الكاثوليكية الشرقية والإرساليات، تنتظم الكنيسة الكاثوليكية في أبرشيات (مفردها أبرشية) يرأسها أسقف يعين بشروط خاصة من قبل البابا، وتتألف كل أبرشية من مجموعة رعيات تمتلك كل واحدة منها كنيسة أو مبنى للصلاة وقسيس. يدير البابا الأساقفة بشكل أساسي عن طريق تشريع عام، وتنشغل حكومته المؤلفة من مجموعة من الكرادلة بأمور ذات أهمية عامة، كالإرساليات والعلاقات الدولية.
ومن جانب آخر هناك أخويات أو تنظيمات رهبانية للرجال والنساء: كاليسوعيين والدومنيكان والكبوشيين والكرمليين وغيرهم، تتقاطع مع الحدود الأبرشية، يكون مجال عملها الحياة الديرية والأنشطة غير الرعوية وأيضاً في المدارس، وتدير الجماعات الرهبانية عادةً إرساليات في الخارج ومستشفيات ومؤسسات تعليمية مختلفة المستويات، ويعتمد أعضاءها بشكل رئيسي على المعونات، بينما يعتاش قساوسة الكنائس المحلية من رواتب ثابتة يحددها الاساقفة.
والسواد الأعظم من رجال الدين الكاثوليك هم من القساوسة، يدربون عادة من أربع إلى ست سنوات في معاهد لاهوتية تتبع أبرشية المنطقة أو جماعة رهبانية أو الفاتيكان،ولا يسمح لرجال الدين الكاثوليك بالزواج (مع وجود استثناءات في الكنائس الكاثوليكية الشرقية التي تبيح زواج الكهنة فقط الذين لم يصلوا الى رتبة الاسقفية).
أما نسبة الكاثوليك في كل دولة حول العالم، فلا يوجد احصائية عالمية محددة لعدد الكاثوليك في العالم وذلك مع وجود معايير مختلفة لتحديد عضوية أو هوية الكاثوليكي، ومع ذلك فمن المقدر أن نسبة الكاثوليك بين جميع الكنائس المسيحية تبلغ النصف، مما يجعل الكنيسة الكاثوليكية أكبر الجماعات أو الطوائف الدينية في المسكونة بعدد أتباع يتجاوز المليار مؤمن موزعين على الشكل الآتي (بحسب إحصائية 2005م)
الأمريكيتين: 49.8 % من كاثوليك العالم (تقريباً 541 مليون).
أوروبا: 25.8 % من كاثوليك العالم (تقريباً 282 مليون).
أفريقيا: 13.2 % من كاثوليك العالم (تقريباً 143 مليون).
آسيا: 10.4 % من كاثوليك العالم (تقريباً 113 مليون).
أوقيانوسيا: 0.8 % من كاثوليك العالم (تقريباً 9 مليون).