عاشراً: فرنسا
لقد شكل مجلس أساقفة فرنسا الكاثوليكي مجلس تحقيقي في انتهاكات جنسية بالكنيسة الكاثوليكية الفرنسية، واستند المجلس في ديباجة القرار إلى أن آلاف الأطفال كانوا ضحايا انتهاكات ارتكبها رجال دين كاثوليك منذ عام 1950م، حسبما ذكر (جان مارك سوفيه) رئيس اللجنة التي أعدت التقرير. ويُعَدّ الكشف عن الانتهاكات في فرنسا أحدثَ هزّة تعصف بالكنيسة الكاثوليكية بعد سلسلة فضائح مماثلة في بلدان مسيحية كاثوليكية وبروتستانتية عديدة حول العالم خلال السنوات العشرين الماضية. وقال سوفيه إن الانتهاكات كانت ممنهجة، مضيفاً أن الكنيسة أبدت “لا مبالاة عميقة وتامة بل وقاسية طوال سنوات”، وفضّلت حماية نفسها على حماية الضحايا، وأضاف أن الكنيسة لم تكتفِ بعدم اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع الانتهاكات، بل غضت الطرف عنها بتقاعسها عن الإبلاغ، وفي بعض الأحيان تركت الأطفال في معيّة المنتهكين وهي على علم.
وأوضح رئيس لجنة التحقيق جان مارك سوفيه، لدى عرضه التقرير أمام الصحافيين أن هذا العدد يصل إلى “330 ألفا إذا ما أضفنا المعتدين العلمانيين العاملين في مؤسسات الكنيسة الكاثوليكية” من معلمين في مدارس كاثوليكية وعاملين في منظمات للشبيبة وغيرهم.
وأكد سوفيه “هذه الأعداد ليس مقلقة فحسب بل مروعة وتستدعي تحركا أكيدا”. وقال إن المشكلة قائمة، وأضاف أن الكنيسة أظهرت عدم اكتراث تامّ بالضحايا حتى القرن الحادي والعشرين، ولم تبدأ تغيير موقفها حقاً إلا عام 2015م -2016م.
واحتسبت هذه الأعداد نتيجة تقدير إحصائي يضم هامش خطأ قدره 50 ألف شخص على ما أوضح رئيس لجنة التحقيق المستقلة، وقال سوفيه الذي تولى رئاسة اللجنة في 2018، إن الكنيسة الكاثوليكية أبدت “حتى مطلع الألفية لامبالاة عميقة لا بل قاسية حيال الضحايا”. وأضاف أنه بين 1950م والعقد الأول من الألفية ” لم يتم تصديق الضحايا أو الإصغاء إليهم واعتبروا أنهم ساهموا بطريقة أو بأخرى بما حصل لهم”، وعرض سوفيه نتائج التحقيق أمام مجمع الأساقفة الكاثوليك في فرنسا والرهبانيات ومسؤولين عن جمعيات الضحايا.
ومن جانبها، أعربت الكنيسة الكاثوليكية الفرنسية الثلاثاء عن شعورها بـ”العار والهول” بعد صدور التقرير طالبة “الصفح” من الضحايا. وقال رئيس مجمع أساقفة فرنسا (المنسنيور إريك دو مولان بوفور) قائلاً: “أود في هذا اليوم أن أطلب منكم الصفح، أطلب الصفح من كل واحد وواحدة”. وكان مجلس أساقفةٌ كاثوليك فرنسا قد شكل لجنة التحقيق المذكورة في نهاية عام 2018م لإلقاء الضوء على الانتهاكات واستعادة ثقة الناس في وقت يتضاءل فيه الحضور في الكنائس. ونددت اللجنة التي تتألف من 22 عضوا بظاهرة “نُظمية” منتشرة جدا في الكنيسة، واقترحت “الإقرار بمسؤولية الكنيسة”. وأوضح رئيس اللجنة جان مارك سوفيه “المبدأ التوجيهي الأول الذي توصي به اللجنة هو الإقرار بمسؤولية الكنيسة بما حصل منذ البدايات”، وطلبت أيضا “تعويضا” ماليا لكل الضحايا. https://www.bbc.com/arabic/world
ونقلت صحيفة لوفيغارو الفرنسية عن تقرير اللجنة أن أكثر من 216 ألف طفل وقعوا ضحايا لانتهاكات أو اعتداءات جنسية ارتكبها رجال دين كاثوليك في فرنسا حتى 2020م، وأشار رئيسها إلى أن “اللجنة نفسها حدّدَت نحو 2700 ضحية، لكن دراسة واسعة النطاق أجرتها مجموعات بحثية واستطلاعية قدرت وجود نحو 216 ألف ضحية”، وأردف: “هذا العدد يمكن أن يصل إلى 330 ألفاً إذا ما أضفنا إساءات المعتدين العَلمانيين العاملين في مؤسسات الكنيسة الكاثوليكية من معلمين في مدارس كاثوليكية وعاملين في منظمات للشبيبة وغيرهم”. وأضافت صحيفة لوفيغارو إن اللجنة كشفت أن نحو 3000 شخص من كهنة ورجال دين شاذين تورطوا في جرائم جنسية طالت أطفالاً في الكنيسة الكاثوليكية، مشيرة إلى أن هذه ” تقديرات الحد الأدنى”، وأنها تعدّ المتوسط التقديري لأعداد تتراوح بين 2900 كحد أدنى و3900 كحد أقصى، وقالت الصحيفة إن معدل الأطفال الذين تعرضوا لانتهاكات جنسية في الكنائس يصل إلى ضعف الانتهاكات التي تحدث في أوساط أخرى مختلفة، بينها المدارس ومنتجعات العطل والمرافق الرياضية والمركّبات الثقافية.
والأرقام السابقة تعبّر عن متوسط الانتهاكات الجنسية التي تَعرَّض لها الأطفال خلال 70 عاماً بين عامَي 1950م و2020م، فيما كان 80% من المُعتدَى عليهم أطفالاً ذكوراً، مقابل 20% من الإناث. وقال جان مارك سوفيه رئيس اللجنة التي أعدت التقرير، إن اللجنة جعلت كلام الضحايا “أساس عملها”، فأطلقت في بادئ الأمر دعوات لجمع شهادات على مدى 17 شهراً. وتلقت اللجنة 6500 اتصال أو تواصل من ضحايا أو أقرباء ضحايا، ثم عقدت 250 جلسة استماع طويلة أو لقاءات استقصائية، ودقّقَت في كثير من المحفوظات التي تعود إلى الكنيسة ووزارتَي العدل والداخلية وأرشيف صحفي وغيرها. وأشارت صحيفة لو فيغارو إلى أن 56% من حالات الاعتداءات الجنسية هذه حدثت بين عامي 1950م و1970م، و22% منها بين 1970م و1990م، و22% أيضاً بين عامَي 1990م و2020م، إذ يُعَدّ ثبات النسبة المئوية هذا دليلاً على عدم تحسُّن أوضاع حماية الأطفال في الكنائس منذ أكثر من 30 عاماً. وخلص تقرير اللجنة الوطنية الفرنسية أن نحو 3 آلاف من مرتكبي الجرائم الجنسية بحق الأطفال شغلوا مناصب داخل الكنيسة الكاثوليكية منذ خمسينيات القرن الماضي.
ومن جانبها أعربت الكنيسة الكاثوليكية الفرنسية الثلاثاء (الخامس من أكتوبر/ تشرين الأول 2021) عن شعورها بـ”العار والهول” بعد صدور تقرير خلص إلى أن الانتهاكات الجنسية على الأطفال ظاهرة منتشرة في الكنيسة، طالبة “الصفح” من الضحايا. وقال رئيس مجمع أساقفة فرنسا المنسنيور (إريك دو مولان بوفور): “أود في هذا اليوم أن أطلب منكم الصفح، أطلب الصفح من كل واحد وواحدة”، بعدما أفاد تقرير لجنة التحقيق المستقلة عن تعرض أكثر من 216 ألف طفل لانتهاكات أو اعتداءات جنسية ارتكبها رجال دين كاثوليك في فرنسا بين 1950م و2020م. وأكد مؤتمر الأساقفة الفرنسي اليوم مجددا وجوب تقديم تعويضات مالية للضحايا، وذكر رئيس مؤتمر أساقفة فرنسا المطران (إريك دي مولين بوفورت) لإذاعة فرانس إنفوك “لا يمكن للمرء إصلاح ما لا يمكن إصلاحه”، وأضاف أن الكنيسة يجب أن تعترف بالضحايا وتعترف بخطئها، ولم يعلن المطران عن أي شيء محدد بشأن مبلغ التعويض المحتمل. https://www.alquds.co.uk
موقف البابا فرانسيس من فضائح الكنيسة الكاثوليكية الفرنسية
ومن جانبه أعرب البابا فرانسيس الأربعاء 6/10/2021م عن شعوره “بالخجل” إزاء التقرير، الذي نشر الثلاثاء حول الاعتداءات الجنسية في الكنيسة الكاثوليكية الفرنسية منذ 1950م، معتبرا أنها “لحظة عار”، ودعا في الوقت نفسه المسؤولين الدينيين إلى :”الاستمرار في بذل كل الجهود لكي لا تتكرر هذه المأساة”، وأضاف “أعرب عن حزني وألمي للضحايا على الصدمات التي عانوا منها وعن خجلي وخجلنا جميعاً لعدم قدرة الكنيسة لفترة طويلة على وضع هذه المشكلة في محور اهتماماتها”. https://arabic.rt.com/world
وكشفت تقارير جديدة عن تورط أرفع رجل دين كاثوليكي في فرنسا، الكاردينال (فيليب باربارين)، في التستر على حوادث اعتداء جنسي طالت صبية صغارا في الكشافة، ونفى رئيس أساقفة ليون الكاردينال فيليب باربارين، الاتهامات الأخيرة الموجهة إليه، حول عدم إبلاغه السلطات عن اعتداءات جنسية حدثت في الأبرشية الكاثوليكية التابعة له في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، وفي رده على الاتهامات، قال الكاردينال الفرنسي: “لا أرى فيم أنا مخطئ بالتحديد، لم أحاول إخفاء شيء، ناهيك عن التستر على هذه الحقائق الرهيبة”.
وتبرز قضية رئيس الاساقفة الكاردينال فيليب باربارين وسط مجموعة جديدة من الفضائح الجنسية التي أخذت تتكشف، وهزت الكنيسة الكاثوليكية برمتها، حيث اعترف أحد المقربين من البابا فرانسيس، الكاردينال الألماني( رينهارد ماركس)، بأن “الملفات التي ربما وثقت تلك الأفعال الرهيبة واحتوت أسماء المسؤولين عنها، إما أنها أتلفت أو لم توجد بالأساس”.
وكان البابا فرنسيس كتب في شهر حزيران/يونيو عام2021م أن: “الكنيسة بأسرها تشهد أزمة بسبب مسألة الانتهاكات، ولا يمكن للكنيسة المضي قدماً من دون معالجة هذه الأزمة”. وأضاف، “سياسة النعامة لا تؤدي إلى نتيجة”، مشدداً على أن الكنيسة الكاثوليكية لا يمكنها “تحمّل عبء إخفاء الحقائق”، وهي بحاجة “للاعتراف بخطاياها”، وجاء كلام البابا فرنسيس في معرض ردّه كتابياً على طلب الكاردينال الالماني (راينهارد ماركس) رئيس أساقفة ميونيخ، إعفاءه من مهماته على خلفية سوء إدارة ملف انتهاكات جنسية داخل الكنيسة والتستر على فضائح، في جرعة دعم قوية لشخصية إصلاحية تندّد بشدة بإخفاق الكنيسة الألمانية في التصدي لهذه الممارسات.
وعقد البابا فرانسيس على إثر هذه الانتهاكات مؤتمرا كاثوليكيا دوليا لبحث ظاهرة الاعتداءات الجنسية التي تجتاح الكنيسة الكاثوليكية بكافة مستوياتها، حيث وصف البابا المعتدين بـ “أدوات الشيطان” و بـ “الذئاب المفترسة”، متعهدا بمعالجة الظاهرة بجدية قصوى. وكان البابا فرانسيس قد اجتمع مع كبار الكنيسة في العالم ومسؤولي جمعيات دينية في شهر فبراير/ شباط عام2019م وسط أزمة تمر بها الكنيسة بسبب فضائح الاعتداءات الجنسية على قاصرين. وطلب البابا من المسؤولين الكاثوليك لقاء ضحايا هذه الاعتداءات في بلدانهم ودعا البعض منهم إلى الفاتيكان. وقال البابا فرانسيس أمام حشد تجمع في ساحة القديس بطرس للصلاة الأحد “أدعوكم إلى الصلاة من أجل هذا اللقاء الذي أردته عملا يعبر عن مسؤولية رعوية في مواجهة تحد عاجل في عصرنا”. والتقى البابا رؤساء نحو مئة مؤتمر أسقفي من كل القارات، مع كبار أساقفة الفاتيكان ورؤساء الكنائس الكاثوليكية الشرقية ومسؤولي جمعيات دينية، وقبل أن يتوجهوا إلى روما، طلب منهم البابا فرانسيس أن يلتقوا ضحايا تجاوزات جنسية في بلدانهم. ودعي بعض الضحايا أيضا إلى الفاتيكان، وقام البابا بعزل الكاردينال الأمريكي السابق ثيودور ماكاريك في يوم السبت المصادف23/2/2019م البالغ 88 عاما والمتهم بتجاوزات جنسية قبل حوالى نصف قرن في سابقة تاريخية حيال كاردينال في قضية اعتداء جنسي. https://www.france24.com/ar