23 ديسمبر، 2024 5:25 ص

الفصل في رؤيا الانبياء ومعرفة معبود التكفيريين

الفصل في رؤيا الانبياء ومعرفة معبود التكفيريين

ثبت عند الفريقين ان رؤيا الانبياء صادقة ولها مصداقها الواقعي في الخارج ولابد من تحققها، ويذكر لنا القران الكريم الكثير من الشواهد منها رؤية ابراهيم عليه السلام انه يذبح ولده حين قال: “إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ”. فاذا بولده النبي اسماعيل عليه السلام يقول له: “يا أبتِ إفعل ما تؤمر” وهو دليل على ان رؤية الانبياء هي وحي من الله لا يقبل الشك ولا يمكن ان يكون اضغاث احلام كما لدى العامة.
هذا الامر متفق عليه، لكن المارقة والتيميين اتباع النهج التجسيمي التشبيهي قد وضعوا الاحاديث التي تجسم الله تعالى جل شأنه وتصفه بأنه شاب امرد جعد الخ من الصفات التجسيمية التي يؤمن بها بن تيمية واتباعه الفكر التكفيري وحسب ما جاء في رواية الشاب الامرد التي ذكرها البخاري ومسلم.
وقد نقض المحقق العراقي الصرخي الحسني تلك العقيدة التيمية الباطلة عندما أورد حديث مروي عن ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها يثبت ان رؤيا الانبياء صادقة وهي مثل فلق الاصباح. حيث ذكر المحقق الصرخي في محاضرته السابعة من بحث (وقَفَات مع.. تَوْحيد التَيْمِيّة الجِسْمي الأسطُوري) ضمن سلسلة بحوث: تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الاسلامي الرواية التي تقول: “{{عَنْ عَائِشَةَ (رضي الله عنها) أَنَّهَا قَالَتْ: {أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) مِنَ الْوَحْىِ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ فِي النَّوْمِ، فَكَانَ لاَ يَرَى رُؤْيَا إِلاَّ جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ، فَكَانَ يَأْتِي حِرَاءً فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ – وَهْوَ التَّعَبُّدُ …}… قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: (فَالِقُ الإِصْبَاحِ) ضَوْءُ الشَّمْسِ بِالنَّهَارِ، وَضَوْءُ الْقَمَرِ بِاللَّيْلِ}}.
وهنا بيّن المحقق الصرخي قائلا: (هل يوجد شك في ضوء الشمس بالنهار؟ هل يوجد شك في ضوء القمر بالليل؟ لا يوجد شك، فبهذا اليقين، وبهذا الوضوح، وبهذه التمامية وبهذا العلم والجزم والاطمئنان واليقين تتحقق الرؤيا كما قالت السيدة عائشة: فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح).
وقد علّق المحقق الصرخي على تلك الرواية قائلا “أين ربّ التكفيريين الشاب الأمرد من فَلَق الصُّبْح كضَوْءِ الشَّمْسِ بِالنَّهَارِ، وَضَوْءِ الْقَمَرِ بِاللَّيْلِ، فهل يُنكِر التيمية هذه الاحاديث الصحيحة ويسقطونها حتى من مسلم والبخاري أو انهم يعترفون ويُقِرّون بأنهم على نهج شيخهم ابن تيمية يقولون ويصرّحون ويؤكّدون أنّ رؤيا الربّ الشاب الأمرد الجعد كانت في اليقظة وعبثا حاولوا انكارها؟!!! (نحن ذكرنا سابقًا: أي تمثيل أي تشبيه أي جسمية فهي غير مقبولة لا عقلًا ولا شرعًا سواء أكانت في المنام في اليقظة في حالة المعراج أو في حالة الآخرة أو في أي وقت من الأوقات.
لقد حاول التكفيريون المارقة من اتباع بن تيمية ان ينكروا ان رؤيا النبي (صلى الله عليه واله وسلم) تلك كباقي الرؤى التي هي وحي من الله، لكنهم فشلوا ودلسوا وكذبوا على البسطاء المساكين رغم أنهم لا ينكرون إمكانية رؤية الله تعالى بعد الموت في الجنة، وهي ايضا ضمن النهج التجسيمي لهم، وبذلك يثبت ان توحيدهم هو شرك بعينه لكنهم يخدعون الناس بتلك التسمية الرنانة التي تجذب لهم البسطاء ممن لا يستخدم عقله وفكره في تحليل الامور جيدا.
وقد أوضح المحقق الصرخي الهدف والغاية الرئيسية للتكفيريين التيميين من كل تلك الاحاديث الموضوعة بقوله: “أريد أن أؤسس هنا بأنّ خط الصحابة، خط أم المؤمنين عائشة غير خط التوحيد التيمي الأسطوري الخرافي، وهم ليس عندهم المهم هو الخليفة الأول أو الثاني أو الثالث أو حتى معاوية وباقي الأمراء من بني أمية وآل مروان، بل المهم والغرض الرئيس عندهم هو التوحيد الأسطوري الجسمي الخرافي، هذا هو المهم عندهم، هذا هو الذي يقتلون الناس عليه، هذا هو الأصل والأساس ومنبع التغرير بالناس وبالآخرين، كلمة مزوقة، عنوان مزوق، عنوان براق، عنوان خادع، عنوان يغري المقابل ويغرر بالمقابل، فيغرر به فيقتل الآخرين تحت هذا العنوان، ما أحلى وما أروع وما أقدس عنوان التوحيد، وما أردأ وأسوأ وأقبح وأكفر من عنوان الشرك، إذن توحيد مقابل شرك، فكيف لا يهتم هذا الذي يعتقد أنه موحد؟!! كيف لا يهتم لقتل الآخرين، لذبح الآخرين، وسفك دماء الآخرين؟!! إذن لاحظ في كل الخطوط التاريخية الفقهية العقائدية في خط التوحيد – وهو الأساس عندنا – خط الصحابة وأهل البيت سلام الله عليهم وعندهم في المقابل خط التيمية، خط المكفرين، خط الدواعش، خط التوحيد الخرافي الأسطوري الجسمي، علينا أن نميز بين هذا وهذا، نميز بين خط الصحابة وبين الخط الأموي التوحيدي الجسمي الخرافي التكفيري التيمي ، لأنه هو الأساس وهو المنظر لهم”.
وبهذا يتبين للجميع ان الغرض الاساسي من طرح كلمة التوحيد لا تعني ان هؤلاء فعلا موحدون بل تعني جذب الناس بتلك العبارة وبذلك المنهج التنظيري فقط اما الفعل والواقع فيثبت انهم مجسمون بشكل لا يمكن ان يقبل الشك، وكتب صحاحهم مليئة بتلك الروايات التي تعكس التوحيد الجسمي للتيمية.