في البداية لابد من الأشارة الى ان العراق وعبر تأريخه . لم يسبق له وأَن تعرض لما يمر به من حالة صعبة وبكل جوانب الحياة . كما لم يسبق للشعب العراقي عبر سِفره الخالد أَن خضع لحكام جاروا عليه كالجور الذي يقع عليه اليوم ! دليلنا فيما نقول أَن عروق الحياة لم يسبق لها أَن توقفت كما هي عليه الآن حيث تعيش حالة من الموت السريري .كما أَن الشعب الذي سَجَل مآثر بطولية وثورات ضد الأستعمار والظلم وأَخرج بريطانيا العظمى من أرضه حين نظم ثورته المعروفة ب ( ثورة العشرين ) . الشعب اليوم وكأنه واقع تحت تخدير عام لايحرك ساكناً رغم ان مستقبله مهدد بشكل مخيف !
لاأحد يستطيع ان يوصف الخراب الحقيقي الذي وصل اليه العراق . وكل محاولات الوصف تقف عاجزة عن الشرح الوافي لما آلت اليه أمور البلد ! زمن مخيف وحقود جاء لنا بطبقة قيل عنها سياسية وهي لاتفقه في السياسة شيء . بل طبقة كانت في الشتات تعيش على المعونات تتسول بأسم الدين والمظلوميات وعندما دخلت العراق على الحمار الأمريكي سخرت كل امكانيات النصب والأحتيال العالميةالتي تعلمتها من الشوارع لتخريب العراق ونهب ثرواته وقتل ابناء شعبه وبدم بارد لايعرف للأنسانية طريق !
تَعَكزّوا على دكتاتورية النظام السابق وظلمه . وأذا بهم يتفوقون في الظلم والقتل الممنهج للوطن والوطنية وأنطلقت حكومة الجعفري لتؤسس لطائفية وزرع بذور الفرقة ولتأتي حكومة المالكي لتشرع بتكريس طابعاً متخلفاً أُمياً دكتالتورياً لتستبدل حزب البعث الواحد بحزب الدعوة الواحد بالأستفادة من ذات السياسة التي اتبعت في نشر حزب البعث . سياسة احتكار القرار والاستيلاء على الموازنات وتقديم الهبات وشراء الذمم وتوزيع الهدايا والمسدسات من اجل اعادة الحياة لمشروع القائد الضرورة وبتسمية اخرى أطلقها عشاق العبودية والتبعية والذل حين وصفوا المالكي ب ( مختار العصر ) ! وعن أي مختار يتحدثون ؟ هل المختار الذي ثأر لدم الأمام الحسين ؟ أم لمختار النهب والسلب وتدمير الشعب وزرع بذور الفتن والضغائن بين أطيافه ؟ أم مختار النَّصب مثلما توجه الصديق الناشط المُغَيب بسؤال لم نجد ةله اجابة حين قال ( هل يوجدج في العالم رئيس وزراء نَصّاب ؟ ) وهو يشير الى سندات الأراضي التي وزعت زوراً لأغراض انتخابية !
ثلاث حكومات مرت على العراق جعلت العراق خراب وكأنه مكان للأشباح . منطقة محصنة شيدها الأمريكان لحماية العملاء ليشرعو بتنفيذ اجندة مشبوهة تهدف الى تدمير العراق بالكامل فتوجهوا الى الصناعة ودفنوها ثم لحقوا بها الزراعة لتنهار بالكامل وتترك الأراصي فريسة للتصحر ثم قطاع الصحة لتدميره بالكامل ولتزداد الوفيات بسبب شح الأدوية والمنشآت الصحية وانهيار شبكات الطرق وشح واضع في مياه الشرب فضلاً عن تدمير قطاع الكهرباء الذي انعش عمليات استيراد المولدات والوقود رغم اننا بلد منتج للنفط !! خطط مدبرة لتحويل العراق الى بلد هامشي تتفوق عليه اثيوبيا التي تعد من افقر بلدان العالم لكنها شرعت ببناء سد النهضة العملاق الذي سيجعل منها بلد مصدر للكهرباء قريباً !
كل دول العالم تتسابق من اجل التطور وتأمين حالة من الأزدهار لشعوبها بأستثناء العراق فأن ساسته أعطوا شرعية لبيع كل شيء ليستولوا على أموال الشعب بشكل علني فيتم تحويلها الى عقارات وحسابات خارجية ومع عمليات النهب عمليات قتل ممنهج طالت العلماء والبسطاء حتى افرغ العراق من رجالاته الذين يحبونه ليحل محلهم مجموعة من الفاشلين الفاسدين بائعي الضمائر ومشعلي الأزمات والمصفقين للسراق حتى استحال العراق وخلال 10 سنوات الى بلد مفلس ومخرب بالكامل . .
من يأمل في الأصلاح عليه ان يشرب من ماء البحر ! فالمالكي الذي خرج من الباب دخل من الشباك بصورة اخرى يمثلها العبادي . فالأول استنزف الموازنات واشعل الحروب الداخلية والثاني يحاول التغطية على الاول فيتجه الى المواطن ليحمله اعباء الضرائب والرسوم الجديدة وتخفيض الرواتب لسد حاجة الموازنات الجديدة ومن اجل استمرار الحيتان بالنهب والسلب . !
على مايبدوا انها خطة مدبرة تجعل من العراقي جائع وفقير رغم وجود بدائل كثيرة تنمي الموارد دون المساس برواتب الموظف او فرض ضرائب عليه ! لكننا أمام حالة من الأستنتاجات . ألاول ان حكومة العبادي تتعمد ان يبقى الحال على ما هو عليه كون الأستقرار ليس في صالحهم كونه سيكشف ما لم يكشف من عوراتهم وعمالاتهم ! والأستنتاج الثاني ان حكومة العبادي تشتهر بالجهل والغباء والأمية بحيث لاتستطيع أن تنفذ برنامجاً لتعظيم الموارد البلد ! والأستنتاج الثالث ان الحكومة تتعمد جر البلاد الى الفقر والجوع لأجبار الناس على الأنتفاضة حتى تتورفر لها فرصة الهزيمة وترك العراق بعد أن نهبت كل شيء فيه وهو الأستنتاج الأكثر واقعية والذي يشير الى ان حكومة العبادي وبسياستها الحالية انما تكمل الفصل الأخير من خطة تدمير خراب العراق . اللهم العن كل من اساء للشعب وسرق قوته وقتل شبابه وزجه في حروب عبثية . وتباً لنا على سكوتنا وخنوعنا …