على مدى أكثر من قرن ونيف , تسيدت العقائد المتنوعة في مجتمعات الأمة وجميعها باءت بالفشل .
ودخلت لعبة الدين في ميدان الصراع البيني لتحطيم الدنيا والدين معها , عقائد ماركسية وقومية ودينية , إشتبكت وأنهكت بعضها وما فاز إلا أعداء الأمة والدين.
مد عقائدي متنوع , شعارات لا تتجاوز الكلمات , تحشيد شعبي للنيل من الأمة بإسم تحريرها من أعدائها!!
وإنتهى كل شيئ في ليلة وضحاها , وكأن ما كان بالونات محشوة بالضلال والبهتان والأكاذيب فتحقق تفجيرها , وإحلال بالونات مؤدينة محلها , لتهيمن على الوعي وتستلب إرادة المواطن وحقوقه , وتحول الوطن إلى غنيمة والشعب إلى أسرى.
وإمتزج الدين بالبارود , وتوفرت الأسلحة والأموال , والمجاميع المحشوة بما يخولها القضاء على كل مسلم لا يرى ما تراه , لأن من صدق الإيمان سفك دم المسلم بعد تكفيره بفتوى غاشمة.
السلطة الدينية بسطت هيمنتها على المجتمعات وأزهقت روح الدين , ودفعت بالأجيال المعاصرة إلى السقوط في قيعان التيهان وإضطراب القيم والأخلاق , والتمسك بالضلال والفساد , وأضحت الرذائل فضائل , والحق باطل , وما فاز باللذات إلا الجهول , التابع المجهول , في عالم معلول.
التأريخ يخبرنا بأن الدين في الكرسي لا يصلح للحياة , فالعقائد الدينية تفترف الخطايا والآثام الجسام حال جلوسها على كرسي السلطة , فجميعها تنفي وجود الآخر حتى من الذين من دينها , فتكفرهم وتزندقهم وتستحضر المعاذير لإبادتهم.
التوهمات المطلقة بالنزعات القومية والوحدوية وغيرها من المنطلقات , التي أوجعت الأجيال وأبادت العديد منهم , ما وصلت إلى ما نطقت به من شعارات , وناضلت في سبيله من أهداف.
رجوعٌ نحو حاديةِ الوجيعِ
وتبريرٌ لفاعلةِ المُريعِ
غلافُ الدين مُتبعٌ بقومٍ
فتاواهم مسوّغة الفظيعِ
تقدمْ أنتَ من صنفِ الخطايا
فلا تسألْ عن العملِ الشنيعِ