بسم الله الرحمن الرحيم (وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لايحب الفساد ) صدق الله العظيم
منذ الغزو الامريكي على العراق تتوالد الازمات وتتعقد يوما بعد يوم وكأن الأمريكان والذين لم تعرف البشرية أكثر منهم برابرة لم يكفيهم الحصار الذي حرق الاخضر واليابس ولمدة ثلاثة عشر عاما ، ولم يكفيهم استخدامهم اليورانيوم المنضب ولم يكفيهم تدمير البنية التحتية في عدوان 1991 ولم يكفيهم.. ولم يكفيهم .. الى اّخرجرائمهم المرتكبة بحق العراق … جاءوا بطبقة سياسية اقل مايقال عنها انها زمرة الصدفة زمرة النهب زمرة نكرة زمرة لصوص ساقطين .. بدءا من مجلس بريمير وصولا الى حكومات المحاصصة التي تعاقبت تحت سقف ( الديمقراطية المزعومة) في العراق حيث كانت ولا زالت الزمرة توزع المنافع والمكاسب فيما بينها وتقتسم العراق . تلك الأحزاب والشخصيات التي افترشت الحسينية والجامع ووضعت العمامة سواء كانت سوداء او بيضاء وتكلمت بأسم مظلومية مئات السنين والثأر من الاموات والاحياء ؟ الثار من من ؟ لتنال من الجسد العراقي المثخن بالجراح والألم والدموع والاهات ! وتقدم للعراقي وصفة طبية فيها السم الزعاف واقل مايقال عنها انها زادت الطين بلة ومن كان من العراقيين لديه وعكة صحية أصبحت لديه عقد وأمراض مزمنة وأصبحت المستشفى هي بطاقة الدخول لساحة الموت وليس الشفاء !
تصور بعض العراقيين (وخدعوا ) رغم التحذير للشعب من الاصوات الشريفة من اكاذيب وخداع السياسيين لكن البعض تصوروا ان يجدوا فيمن حضر على مائدة السلطة أن هؤلاء يملكون شيء من الشرف والحس الوطني والقومي والديني وانهم سيضعون حلولا لمشاكل العراق مشاكل هذا البلد الجريح في كل شيء في سيادته وارضه ومائه وثروته ، جريح فيمن مات وفيمن قتل على ايدي الغزاة او قتله الارهاب الذي جلبوه ..
يا سياسيو العراق ماذا قدمتم لنا اخبرونا بالله عليكم اذا كنتم تخشون الله وأنبيائه وأوليائه .. المستشفى ، الكهرباء ، الصناعة ، الزراعة ، الري ، الامن ، البيئة الصالحة للعيش ، الماء النظيف ، قتلتم ابناء العراق الاكفاء وطاردتموهم بحجة الانتماء أو الولاء للنظام السابق وفي حقيقة الامر اردتم التخلص منهم بسبب حبهم العراق ماذا فعلتم غير انكم جعلتم ارض العراق صحراء قاحلة ان اقل مايقال عنكم انكم فرطتم في هذا البلد أنكرتم لقمة العيش الكريم فالفقراء زادوا فقرا وانتم زدتم فحشا وشرا .. ازدتم كفرا ونهبا
اليوم 2 تموز انقطعت الطاقة الكهربائية عن عموم العراق عدا محافظات المنطقة الشمالية ( وهذا تساؤل آخر ) لماذا ؟ ومن وراء هذا العمل ؟ ومن وراء تفجير الأبراج ؟ أمر غريب أمر يدعو للاستفسار من وراء ذلك ؟ ومع موجة الحر غير المسبوقة ورئيس وزرائه خارج العراق ودولة نصفها مسافرة ( خطيه ما متعودين على الحر ) بماذا سيخرج علينا ماذا وراء هذه المسرحية ومن هو مخرجها ؟؟ هل الاستيلاء على السلطة وإسقاط حكومة الكاظمي بعد خلق الفوضى والاقتتال هو السبب ؟ جائز نعم جائز .. هل تجيير الموضوع لصالح من يقف ورائها خدمة لاغراضها الانتخابية ؟؟ جائز . نعم . جائز .. هل دفع ازمة الكهرباء الى الذروة ثم الظهور امام العراقيين بان لديهم الحلول اللازمة خدمة لأغراضهم السلطوية والانتخابية ؟؟ نعم جائز .. كل الاحتمالات جائزة فالشيطان قد تقمص السياسيون !
أسئلة تتبادر الى الذهن ويتداولها العراقيين المنكوبين بالسلطة والكهرباء والماء ؟؟ ماذا يعني قطع التيار الكهربائي ؟ يعني توقف الدولة ( اذا كانت هناك دولة ) يعني شلل الاقتصاد ( اذا كان هناك اقتصاد ) يعني الشلل التام للحياة العامة والخاصة وكأن العراقيين ينقصهم ذلك الى جانب وباء كورونا المنتشر في العراق …. بوابة الموت للعراقيين المثخنين بجراح السلطة الفاسدة جراح الطغمة الفاسدة التي تتسيد على رقاب البلاد والعباد جراح العوز جراح البطالة جراح الفقر جراح الظلم .. وجاء انقطاع الكهرباء يزيد المعاناة .. من وراء ذلك .. احزاب السلطة ؟ وراء ذلك .. الخارج ؟ وراء ذلك سيقول اعداء امريكا انها امريكا وسيقول انصار امريكا انها ايران ( وضاعت علينا الطاسة بين الفريقين )
ما هذه المسرحية الجديدة القديمة وفي هذا الظرف بالذات … هنالك من يستفيد من خلق هذا الشلل في البلاد .. وقد يكون غرضه الفوضى التامة وتوقف الحياة بجميع مظاهرها لكي يخرج من يخرج للنهب والسلب ثم ليأتي من أحزاب السلطة ( وهي المسؤولة عن الأزمة ) ليرفع شعار اعادة الامن واعادة الكهرباء وان كان صوريا ( لان اعادة الحياة الى الكهرباء يحتاج الى وقت وسنين ) .. إنها مسرحية فيها من الكوميديا السوداء مافيها ومن الكوميديا الهزلية مافيها ( هذا هو المضحك المبكي ) .
أين تكمن الأزمة ، الكارثة ، البلاء الذي يعيشه العراقيون ! اذن ؟ هل الازمة قانونية ونقص الصلاحيات او تقنية ! او مالية ام نقص في الوقود الذي يجهز الى محطات توليد الطاقة ام الازمة لان العراق عاش حروبا .. كلا الجواب كلا .. وقبل الجواب لأذكر القارئ الكريم أن النظام الوطني السابق وفي ظل الحصار الظالم على العراقيين تمكن النظام من اصلاح المنظومة الكهربائية بالرغم من نقص المال وعدم السماح باستيراد اية معدات لإصلاح المنظومة الكهربائية علما انه في ظل النظام ( الدكتاتوري ) لم يعرف مثل هذه الازمة وبهذا الشمول ! انها الحقيقة شاء من شاء وابى من ابى !
اين الحل ؟ الحل ليس باللجان اوالدعم المالي والتقني واللوجستي وان كان كل ذلك مهما والحل ليست باستقالة الوزير الصدري وماقدمه حول استقالته من حيثيات تبرأ منها لاحقا ( بعد تهديد السيد وملائكته للوزير) !!
ان ازمتنا من العمق انها شاملة ومدوره ابتدأت على ايدي فرسان النظام الجديد عندما بدأ خفافيش الظلام في ادارة بلدا وجره الى الكارثة بدأوا بادارة بلدنا وعيونهم وجيوبهم وسمعهم وابصارهم على النهب والسرقة .. ولعل أول من سن سنة سيئة هو ( بطل المقاومة الوطنية ويسمي نفسه منقذ العراق ) ايهم السامرائي اول وزير للكهرباء وتحت مشاركة وغطاء اياد علاوي بدأ بسرقة منظمة لملايين او مليارات الدولارات باسم منظومة الكهرباء ومثل السرطان انتشر الفساد بين كافة موظفي الكهرباء من الوكلاء ونزولا .. وجاء بعده على نفس الخط كافة وزراء الكهرباء السرقة وتخريب مايمكن تخريبه كما لاننسى دور نوري المالكي بسرقة اكثر من 10 مليار دولار مخصصة للكهرباء بمشاركة شريكه علي شمارة .. !!
نعود لنقول ان الأزمة تكمن في النظام السياسي وإنسان هذا النظام الفاسد ولصوصه الذين لا يحرمون حراما ولايحلون حلالا .. الحل يكمن في تهديم النظام السياسي نظام 2003 واقتلاعه من جذوره والاتيان بنظام جديد يديره انسان جديد .. فالانسان قبل المال والثروة والقانون .. فالانسان هو خالق الثروة وليس العكس وان اي حركة في التاريخ سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية لاتنال النجاح بدون الانسان النموذج .. اعطني مجموعة ( قلة ) نزيهة وكفوءة وذي ارادة سياسية وطنية ستحل ازمة الكهرباء وكل أزمات العراق بسنوات قليلة .. ندائي الى لجنة النزاهة اذا كانت نزيهة وعادلة ووطنية فعليها الإتيان بجميع وزراء الكهرباء من 2003 ولحد اليوم تاريخ استقالة الوزير حنتوش وكشف المستور وغير المستور عما فعلوه في وزارة الكهرباء .. واتمنى ان تتطلع اللجنة عما كتبته صحيفة ألمانية بشأن هروب شركة سيمنس من العراق بسبب دور الوزير قاسم الفهداوي هو وكحابه ومطالبة الشركة برشاوي للسماح لها بالعمل ( وللعلم فإنه قد دفع رشوة 5 مليون دولار ربما الى الحلبوسي حتى يحصل على الحصانة البرلمانية حاله حال الوزير الذي قبله عفطان )
وقبل الوزراء يجب محاسبة من هم اكبر من الوزراء والذين كانوا مسؤولين عن سرقة اموال الكهرباء ابتداءا من نوري وعلاوي ومقتدى والنجيفي
واخيرا لابد من الاشارة الى موقف الانذال موقف الانذال في ازمة الكهرباء وهي إيران التي قطعت امدادت الغاز ما لم يدفع العراق مليار ونصف دولار .. والنذل الاّخر هم السفلة الجالسون في اربيل سرعان مااعلنوا ليس لدينا فائض من الكهرباء لنعطي خارج منطقة شمال العراق .. وهي ورقة ضغط على بغداد .. ماذا نتوقع من الانذال غير ذلك .
اما انت يامقتدى الصدر فانت احد اللصوص المسؤولين عن تخريب العراق ولعل رسالة وزير الكهرباء المستقيل قد وضح الامور بانكم المسؤول عن فساد الكهرباء وقبله قطاع الصحة وغيره .. .ولقد حصل عمك وابوك على شتائم وسب ودعاء بتلقي العذاب في جهنم لاّل الصدر من على الاقل من ثلاثين مليون عراقي ويوميا وعلى مدار الساعة .. وانتم تستحقون هذه المسبة والشتيمة ..
وانت ياكاظمي فيا وسفه على العراق عراق آلاف السنين يحكمه شخص مثلك ..
يااشباه الرجال .. ايها الفاسدون يا احزاب السلطة يا عابدي المال الا تخجلوا من طفل يرفض الذهاب الى مدرسته ويشتم مدرسته لأنها لاتتوفر على حمام او رحلة نظيفة ، الا تخجلوا من عجوز خذلته المستشفى ولم يجد دواء مرضه المزمن ، الا تخجلوا من يتيم أو ارملة ليس لديهم ما يأكلونه ؟ لا .. انكم لا تخجلوا
ازمة الكهرباء لم تاتي من فراغ إنها تراكم فسادكم وعجزكم وركضكم وراء السلطة .. هل من المعقول ان بلد غني بانسانه وثرواته ليس فيه كهرباء اوماء نظيف او مستشفى او مدرسة او شارع مثل بقية البلدان .
ارحلوا عنا دعوا العراقيين يقررون حياتهم وبدونكم فانتم الطاعون الاسود وعلى العراقيين كل العراقيين ان يبرأوا منكم امام الله والتاريخ وانفسهم
عاشت ثورة تشرين الباسلة والمجد لشهداءها الابرار