بداية لنتفق على أمر مهم، هو ان كل الاحزاب والكتل السياسية الموجودة في العملية السياسية قد تجاوزت على الدستور العراقي منذ عام 2006 وليومنا هذا، وبسبب فشل جميع الكتل في إكمال النصاب الدستوري لانتخاب رئيس الجمهورية، بعد أكثر من عشرة أشهر على إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية الاخيرة، وهذا بحد ذاته سبب رئيسي للدعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة، يحل البرلمان نفسه قبل موعد اجرائها ب 60 يوما حسب ما نص عليه الدستور، وبدون الحاجة الى “تشكيل حكومة جديدة” لجعلها حكومة تصريف اعمال، لان حكومة الكاظمي الحالية هي حكومة تصريف أعمال.
لاحظنا في الفترة الاخيرة تطورات كبيرة في المشهد السياسي العراقي، اطرافه، الكتل السياسية من جانب والشارع العراقي من جانب اخر، بغض النظر عن من يقود الشارع العراقي الان شخص او كتلة، وبشهادة الكتل واحزاب المنظومة السياسية، من هم حاليا أعضاء في البرلمان العراقي، اعترفوا ان التيار الصدري هو من يقود الشارع العراقي الان، كونهم، اي التيار الصدري، حاليا هم ليسوا أعضاء في البرلمان العراقي، بل هم من عامة الشعب، نعم وهم ليسوا “ثلث” مكون من عدة كتل، ولكنه الكتلة الاكبر التي فازت بالانتخابات، وهذا جمهورهم بالاضافة الى اطياف الشعب العراقي الاخرى.
وبما ان الكتلة الصدرية “المستقيلة” هي كانت الكتلة الاكبر الفائزة بالانتخابات الاخيرة، وحاليا هم من عامة الشعب وليسوا نواب في البرلمان، فمن الطبيعي يكون جمهورهم هو “الجزء الاكبر” في الشارع العراقي، وبما ان الشعب هو مصدر السلطات وشرعيتها، حسب ما نصت عليه المادة الخامسة من الدستور العراقي، فان الشعب الان، وبسبب التجاوز على سيادة القانون والدستور، يطالب بأنتخابات مبكرة، على ان يحل البرلمان نفسه، ويقوم رئيس الجمهورية بالدعوة الى انتخابات عامة خلال مدة اقصاها ستون يوما من تاريخ حل البرلمان “حسب المادة 64 من الدستور العراقي”.
ان حجج ومماطلة الكتل والاحزاب السياسية الموجودة حاليا في البرلمان العراقي وتلاعبهم بمقدرات الشعب العراقي، بان يجب ان يكون العمل بموجب الدستور ويجب سن بعض القوانين، والذي كنتم أول من تجاوز على الدستور والقوانين ولازلتم، أصبحت اسطوانة مشروخة، وحتى اذا اردتم تشكيل حكومة، فستولد ميتة في ظل نظام سياسي منهار.
عليكم التعجيل في التصويت على حل البرلمان لتحديد موعد للانتخابات المبكرة من قبل رئيس الجمهورية، للحفاظ على جمهوركم، “قد” تخسرون في الانتخابات القادمة بعض المقاعد خيرا من خسارة معظمها، واجعلوا الاعتصامات سلمية ومسيطر عليها الان، خيرا من فقدان السيطرة عليها ويحصل مالا يحمد عقباه، وليكن شعاركم جميعا “العراق اولا”، وليس مصالحكم.
اما من تساقطت الاقنعة من على وجوههم، وانفضح امرهم، واصبح لعبهم على المكشوف، و بالضد من توجهات ومطالب جمهورهم، ومن ادعو بأنهم مستقلين وظهر انهم تابعين لكتل واحزاب، جمهورهم بعيد كل البعد عنها، نقول لهم اياكم والترشيح، لان الشعب سينتفض ويرد عليكم وعلى الفاسدين والفاشلين، من خلال التصويت في الانتخابات القادمة، وان “الله يمهل ولايهمل”.