22 نوفمبر، 2024 9:52 م
Search
Close this search box.

الفساد مرض مزمن

مثلما هنالك امراضا عضويه مزمنه كمرض السكري وضغط الدم بنوعيه ومرض فقدان المناعه المكتسبه(الايدز) وتسمى اختصارا بامراض العصر وذلك لارتباط مسبباتها بحركة العصر السريعه وحالات القلق الناتجه منها فان الفساد ايضا مرض مزمن ولكنه من طرازخاص جدا يصيب المجتمعات الانسانيه بدلا من الافراد حيث تعمل على اضعاف المناعه الاجتماعبه المكتسبه ضد جميع الامراض الاجتماعيه الناجمه منه (الفساد) كالجهل والاميه والبطاله والرشوه والمحسوبيه والاختلاس …….

ولا يخفى على كل ذي بصيره بان الفساد كمرض السرطان ينخر في اجسام المجتمعات الانسانيه من الداخل ويحيلها الى اجسام مجوفه خاليه من القوه والقدره على متابعة الحياة بصوره سويه ومن ثم يجهز عليها اجهازا تاما ومحكما ويحيلها الى خراب تام ….

ان رجال الفساد ومروجيه مثلهم كمثل الطفيليين الذين يمتصون دماء الضحيه حتى الموت من دون ان يرى لهم اثر ظاهر للعيان وكل عملهم يتم في الخفاء وبعيدا عن الانظار وهذا هو مكمن الخطوره ….

لا يقتصر الفساد على بلد دون اخر فهو منتشر الى حد كبير في جميع بلدان العالم ولكن بدرجات متفاوته من بلد لاخر ولكن يمكن القول ولسوء الحظ ان بلدنا (العراق) اصبح مرتعا للفساد وذلك من جراء تعرضه المستمر لسياسات خاطئه جدا وحروب عبثيه متتاليه واحده تلو الاخرى مما اصبح وبجداره البلد رقم واحد على راْس قائمة البلدان الفاسده للاسف الشديد بحيث وصل الحال بنا الى درجه اصبحنا عاجزين عن تشخيص الفاسدين الحقيقيين واستئصالهم

وبما ان الفساد اصبح مرضا مزمنا وباتت جذوره تتعمق في كل مناحي حياتنا فاننا امام كارثه حقيقيه تهدد وجودنا واقتصادنا واجيالنا الحاليه والقادمه وهذه نتيجه حتميه ومؤكده لهذا الواقع المريض ويجدر بنا ان نشخص مكامنه الحقيقيه ونضع حلولا جذريه وقاسيه لاجتثاثه والا سوف يجتث وجودنا واقتصادنا ومستقبلنا ومستقبل ابناء شعبنا باسره ,,,,,

ان الامراض الاجتماعيه المزمنه لايمكن معالجتها بين ليلة وضحاها ولا يمكننا محو اثارها بجرة قلم او بعصا سحريه او بالامنيات لان المطالب الملحه للمجتمعات لاتتحق بالتمني والكلام المنمق …. اننا اما مشكله حقيقيه وصعبه تحتاج لحلها اوقاتا من الجهد والمثابره والكفاح والتضحيات الجسيمه لان اساطين الفساد والمفسدين لا يقفوا مكتوفي الايدي امام رياح الاصلاح التي تهب عليهم لاغراق سفنهم وتدمير مخططاتهم القذره ,,,,,,,

اننا نحتاج الى قادة حقيقيين وواعين وشجعان ومثقفين وكرام يقرءون الواقع الفاسد قراءه متمعنه ودقيقه ويضعون حلولا واقعيه لمعالجة جوانب الفساد المختلفه وابعاد المفسدين تدريجيا عن الساحه السياسيه والاقتصاديه وعن جميع مراكز القرار المؤثره اضافة الى وضع مناهج علميه واخلاقيه تدين الفساد والمفسدين وتعريهم وتكشفهم على حقائقهم اضافة الى كل ذلك يجب محاكمة المفسدين محاكمه عادله وشفافه ومصادرة جميع الاموال المنقوله وغير النقوله ممن تثبت ادانتهم وتورطهم في جرائم الفساد كبرت ام صغرت ,,,,,

ان عملية الاصلاح عسيره جدا وليست سهله ابدا وتتطلب تضحيات كبيره جدا لضمان اعادة الامور الى نصابها وتسير الحياة بصوره سلسه وعادله حتى ولو نسبيا تمهيدا للقضاء على جميع مظاهر الجهل والمرض والبطاله التي اصبحت ظاهره مستفحله في مجتمعنا المبتلى بالفاسدين ,,,

موعدنا جميعا في الانتخابات القادمه على ان يكون شعارنا : القضاء على الفساد والمفسدين وابعادهم عن حلبة الحكم والمسؤوليه وليكن بعلم الجميع اننا مساهمون جميعا بقدر او باخر في انعاش الفساد والمفسدين بقصد او بدون قصد بسبب سوء اختيار المرشحين وعدم التدقيق في تاريخ كل منهم ,,,, قد يتصور البعض بان هذا الامر غير ممكن ولكن رغم صعوبته فلا مستحيل في الامر ابدا مادامت الارادات الحيه تنبض بالحياة والامل ….

أحدث المقالات