19 ديسمبر، 2024 5:19 ص

الفساد مرض خطير 

الفساد مرض خطير 

كلمة الفساد كانت على مدى السنوات التي أعقبت الاحتلال الاكثر تداولا على الالسن وفي ( الفضاء ) ، وعلى ( الارض ) ، واشدها وقعا على النفس ، والجيب ، والبطن ، والعقل …
وقصص الفساد التي نسمع عنها في الاعلام ، ووسائل التواصل ، تعطي للمتابع تصورا عن الحالة الصحية والنفسية للفاسد ، وهي أنه مريض ، ويعاني من فراغ روحي ، وخلل عقلي ، لأنه يتصور أن السعادة تكمن في ما يملك الانسان ، وتزداد بتصاعد الرصيد المادي .. فلماذا كل هذا الغرام بالمال ، و( يغوص ) البعض في مستنقعات الفساد بسببه ، ويتفنن في وسائله ، وطرق اخفائه ( المفضوحة ) …؟.. ولماذا يخسر نفسه في هذا الانحدار ..؟. وماذا سيقول التاريخ عن هؤلاء ، وماذا تركوا لأحفادهم ، وان كان البعض وصل من العمر عتيا ، وسمع بنفسه حكم الشعب عن الفساد ، و مرتكبيه ، وكأن الأمر لا يعنيهم !! .. والفساد اصبح ليس وسيلة عند الفاسدين للنهب فقط ، وانما من وسائل التسقيط السياسي والاجتماعي ايضا ، وسلاحا في المعارك عندما تحتدم بين الخصماء ، وفي الحالتين يكون ضحاياها الشعب ، وتضيع امواله والحقائق عندما تختلط الالوان ، وتتداخل الخنادق ، ويصعب عليه التمييز، ويصبح مع الزمن الفساد مقبولا على طريقة المثل الشعبي ( اذا عمت المصيبة هانت ) .. وعندما يصبح الفساد ثقافة على حد وصف احد السياسيين .. تصبح الشفافية ضرورة وطنية واحد وسائل الحد من هذه الثقافة عن طريق اطلاع الجماهير على السياسات والمناهج وطريقة ادارة الدولة من قبل المسؤولين بمختلف درجاتهم الوظيفية بدءا بالعليا .. وانا اطالع ما نشرته وسائل الاعلام ، وتحقيقات الاستقصاء عن تلك القصص المخجلة والسقوط في مستنقع الفساد الآسن ، تذكرت كتاب الممرضة الاسترالية بروني ويبر ( أكثر
خمسة اشياء ندموا عليها ) ، جمعت فيه رغبات مجموعة من كبار السن تولت رعايتهم بحكم عملها ، استخلصت فيه تجاربهم من الحياة من خلال اسئلة وجهتها اليهم عن أشياء ندموا على فعلها ، أو عدم فعلها ، ويتمنون أن تعود عقارب الزمن للوراء للقيام بها ، وكانت تنحصر في خمسة أشياء من بينها ( أنهم كانوا يتمنون لو أدركوا معنى السعادة مبكرا بأنها حالة ذهنية لا ترتبط بالمال ، أو المنصب ) .. وهي حكمة بالغة تصلح للكبار والصغار ، يمكن الاستفادة منها قبل ان يقع المحذور .. ولات ساعة ندم …
فهل يعرف المريض ( بداء الفساد ) أن السعادة ليست في المال فقط ، بل في حالة الرضا الداخلي ، وقد يجدها في أشياء بسيطة ، وتكون في متناول يده ، وبما لا تكلفه شيئا من الوقت والجهد والمال … والسعادة حالة لا ترتبط بظرف أو عمر ، أو طبقة اجتماعية ، فقد يكون الفقير أقدر من ( الثري ) على أن يلتقط السعادة من أشياء ( غير مالية ) لا يعرفها الاغنياء .. ( ولو كانت السعادة تباع وتشترى ، لما ضحك فقير ، او أبتسم جائع ..) على حد تعبير احد الكتاب ..

أحدث المقالات

أحدث المقالات