22 ديسمبر، 2024 8:49 م

الفساد كالإرهاب ولكن القضاء على الفاسدين لا يحتاج قرع طبول الحرب

الفساد كالإرهاب ولكن القضاء على الفاسدين لا يحتاج قرع طبول الحرب

بعد تحقيق الانتصار على داعش الدم اعلن رئيس الوزراء ساعة الصفر لحرب جديدة ضد الفاسدين وقد وصفهم بداعش الفساد المالي والإداري وعليه اقول لا يختلف اثنان على ان الفساد والإرهاب وجهان لعملة واحدة ولكن رؤوس الفساد في العراق كبيرة ومتنوعة الاطراف والتصدي لها بشكل مباشر عبر قرع طبول الحرب وتحدي و وصفهم بالدواعش قد يجعل مهمة القضاء عليهم عسيرة لأن هذا الإجراء قد يؤدي إلى توحيد صفوفهم بسبب وحدة مصيرهم لأنهم سيدركون خطورة موقفهم بعد محاصرتهم في سفينة مخرقة واحدة او في جحر بائس واحد وان كانوا سابقا متناحرين فيما بينهم على الدوام فإنهم سيتحدون على عرقلة إقامة الانتخابات وعرقلة انجاز الموازنة وإدخال البلد في نفق الفراغ الدستوري حتى تحل الفوضى واللانظام في جميع مؤسسات الدولة لأن ذلك يحيل دون محاسبتهم وعليه اقترح بعث رسائل اطمئنان لهم وان كانت بشكل مؤقت وبعدها يتم سحب ملفات الفساد بهدوء وبشكل تدريجي فردا فردا افضل من التصدي لهم مجتمعين …
أن أفضل سبيل لتحصين مؤسسات الدولة من الفساد المالي والإداري في العراق هو أن نتحول من منظومة الرقابة البشرية إلى نظام الرقابة الإلكترونية لأننا لا نملك معاشر الأولياء او الأوصياء لإدارة هذه المنظومة ولاسيما بان النظام الإلكتروني لا يجيد التعامل مع الرشوة علما بأني عملت في إحدى الشركات العالمية في التسعينات تعمل بنظام الإدارة الآمنة الإلكترونية لا نحتاج في عملنا إلى بريد ورقي والنظام الالكتروني لا يسمح للفساد ويختصر الزمن بلا روتين وفي 2016 اطلعت من خلال دورة تدريبية بسيطة على نظام حديث للإدارة الإلكترونية في ألمانيا اسم النظام SAP وكلفة هذه المنظومة ربما تتراوح من 4 إلى 5 مليون دولار لكل وزارة وحتى نظام إعلان وإحالة المناقصات يتم إلكترونيا والأفضل اقترح التعاقد مع شركة عالمية مختصة بهذا النظام لتنصيب المنظومة وتشغيلها لمدة سنة مع تدريب كوادرنا عليها وكذلك الحال بالنسبة للبنك المركزي فبالإمكان التعاقد مع شركة عالمية لتنصيب نظام مصرفي آلي يحد من الفساد مع معالجة خطر مزاد العملة والذي يعد من أخطر الملفات على الاقتصاد العراقي بعد ملف جولات التراخيص وملف الاتصالات وأخيرا وليس اخرا اقول معالجة الفساد يتطلب العمل بهدوء ولا يحتاج إلى قرع طبول الحرب لان ذلك يؤدي إلى أحد خيارين امام رؤوس الفساد … فأما أن يؤدي إلى اتحادهم مع بعض لاستهداف الأمن والاستقرار وخلق الفوضى واللانظام أو يؤدي ذلك إلى هروبهم ..ولات حين مندم.