تحدثنا وتحدث الكثيرون عن موضوع الفساد ومغفل جدا من يعتقد ان الفساد يقتصر على سرقة واختلاس المال العام ووضعه
في جيبة او في حساباته الخاصة , الفساد اكبر واوسع واشمل من هذا كله وقد تكون سرقة المال العام هي اخف اشكال الفساد , في حجم تاثيرها على الوطن والمواطن , فالمحسوبيات وانعدام العدالة هي اخطر وابشع واكثر فتكا بالوطن من السرقة والاختلاس , ولسبب بسيط وواضح جدا وهو خلق جيلا محبطا حاقدا وناقما ويائسا ومحو اية ذرة من ذرات حب الوطن والعمل المخلص له , ولا الوم من وصل به الحال الى هذا , فعندما يحس بانه مواطنا من الدرجة العاشرة وان حقوقة مسلوبة منه بايدي اقوى واكبر من قدرته وقد سلبت منه تلك الحقوق ومنحت لغيرة من اقارب ومعارف المتنفذين واصحاب المناصب واباءهم واقاربهم ومعارفهم فلا يستطيع الا ان يكبت كل هذا في عقلة وفكرة وتجعل منه الشعور بانة لا قيمة له وبالتالي لا قيمة لما سيقدمه تجاه وطنه الذي جنى علية بفعل تلك الفئة الظالمة التي ارتأت ان المنصب هو للتنفع والتنفيع فقط.
إن سيطرة الحزب الواحد على سياسة البلاد ومقدراتها وعدم وجود حريات ديمقراطية تمكن الانتهازيين والوصوليين والفاسدين من اخذ مواقع لهم , وكانت تكفي لمثل هؤلاء أن يدعي قولا ان العراق للعراقيين ليصبح موضع ثقة ويتسلم مراكز هامة على الحدود وفي الجمارك وفي مراكز عدة .
والمصيبة الاخرى وهو نوع فيروس اخر اصيب به الوطن هم اؤلئك اصحاب النظريات الوطنية التي تدعو للحفاظ على الوطن وحمايته من السارقين وكل هدفهم نيل الثقة ومحبة المواطنين لإيصالهم لمجلس يتربع كل واحد منهم على كرسيه يقرر ما فيه مصلحة الوطن في العلن وفي السر يمرر قانون يخدم به نفسه ومصالحه .
ما نراه من اسماء تُعرض هنا وهناك وقد استطاع الفوتوشوب تحسين صورهم لكنه عجز عن تحسين داخلهم , تجعل قلوبنا تعتصر ألما لما سيمر على الوطن من وبال جراء مرض سيصيبه من فيروسات اشد فتكا به وستهد قواه لسنوات اكثر لكون هذه النماذج – سوداء الصورة –
لقد بتنا في هذا الوطن بأشد الحاجة لجهاز صيني مؤقت للضمائر التي نحتاجها لبعض المسئولين حين يتسلموا مناصبهم كي نضمن أنهم سيفلحون في خدمة الوطن . , فالذي نراه والدارج في وطني أن بعض المسئولين – ولا أريد أن أقول الغالبية كيلا أظلم الشرفاء منهم وكيلا أحبط القارئ – إذا اعتلوا منصبا أصبحوا صم بكم لا يرون الوطن , وكأن الكرسي يعمل غشاوة على أعينهم فيفقدوا الحس الوطني ويضربوا مصلحة المواطن وهمه عرض الحائط ..
وعليه أقول . يا مسئول :ألا تخجل من نفسك .؟. تنتظر من يذكرك بأن لك ضمير وقد حولته بجشعك ولا مبالاتك إلى ضمير غائب .. هل تعجز عن إيقاظه حتى لو عند نومك عسى ان
يعاتبك على ما جنت نفسك طوال النها