19 ديسمبر، 2024 1:08 ص

الفساد الفساد أما آن لهذا الوحش ان يرحل

الفساد الفساد أما آن لهذا الوحش ان يرحل

الفساد.. الطمع.. الجشع.. التطاول على حق الاخرين الذي بسببه ترتكب الجرائم.. الفساد هذا البعبع الرهيب الذي يدفع بالكثير الى الموت والسجن في حين يحقق للاخرين مراكز مرموقه وثراء فاحش وبناء وتحقيق الاحلام الورديه.. الفساد يزدريه ويمقته البعض بعظمة اللسان كونه يؤدي بالنتيجه الى الانحطاط الاخلاقي والسرقه في حين يعتبره البعض الاخر ليس كذلك لانه يؤدي الى اشباع سريع للذات ويحقق مالم يستطع اي شخص ان يحققه ويصوره البعض بانه فرصه عليهم اقتناصها.
الفساد والطمع صفتان سيئتان متلازمتان لا يفترقان وهما يجسدان مرض متأصل في الذات البشريه والانسانيه يتكون منذ الطفوله والحداثة ويتاثر بحدود التربيه الاسريه مع ان اسبابه كثيره منها الحرمان في الصغر والحاجه الى مجاراة الاخرين في الكبر. إنه مال يستحوذه من لا يستحقه سواء بطرق مشروعه ام غير مشروعه. البعض يعتبره عمل وفعل مشين في حين يفسره اخرون انه ليس كذلك .. الفساد كتصرف رفع اشخاص بعينهم واسقط اخرين وبواسطته استحوذ البعض على مراكز قياديه لا يستحقونها وشيدت قصور وفتحت حسابات ووضعت ارصده في البنوك واشتريت ضيع ومركبات من اخر طراز وجند خدم وحشم .. هذا الوحش الذي ندعوه بالفساد هو سرطان ينتشر في كل المجتمعات وفقا لنزعاتهم وحسب تركيبتها وطبقاتها وطبيعه توجهات ابنائها. حذرت منه الشرائع السماويه ووصفته بشتى النعوت كاي داء ينبغي استاصاله والتخلص منه لكن كيف؟ فهل الحديث عن الفساد يطرح من قبل البعض كمزاج ام نزوه ام واجب يجب الاحتياط منه من خلال تشخيص لغز اسراره لتجنب تداعياته.
البلد يزخر اليوم بالمشاكل الكثيره وبالمال الوفير وربما هي نعمه او نقمه نزلت من الباري عز وجل لاختبار عباده. لدينا مثل وتجربه واضحه في عام 2003 الذي يدعى بعام بريمر الحاكم الامريكي في العراق والذي افتتح عمله بإختيار وإختبار سياسيينا عندما اجتمع بكل كتله وحزب على انفراد وتم تقسيمهم حسب مكوناتهم الدينيه والمذهبيه بينما تولى توزيع المال الوفير وفتح الحقائب التي تشد لها العيون ويتندر البعض بروايته ان حاكم العراق بريمر وجه لمسؤول (حزب لملوم) وبعد ان تعرف على اسمه قال له (انت شيعي ولست شيوعي) ويقصد من ذلك ان الساحه تحتاج الى احزاب وكتل طوائف وليس احزاب سياسيه ( لانريد فتح المواجع )
تصوروا ماذا سيلحق بالشعب جراء إفساد عقول وضمائر السياسيين فقد دفع الشعب دماء غزيره منذ عام 2003 وهو عام انتشار النزعات الطائفيه المتعصبه. دماء اثمانها تظهر نهج وفكر غريب قد لا نجد له حلا يعيد اللحمه في الامد المنظور ثم جائوا هم بعينهم كسياسيين يتحدثون عن الفساد. اسسوا شركات اموال وتحولوا الى تجار اما السياسيون الجدد فقد سيطرو على مراكز الدوله وعندها اصبحت المناصب تباع من اصغر موظف الى مقام الرئاسات الثلاث وخزائن المال اصبحت مفتوحه لهم (اللهم بارك) ويتحدثون بلا حياء عن الفساد وهم منبعه ومصبه اذن عم من نتحدث اذا كانت المناصب من مكتب القائد العام تباع (قياده فرقه. قيادة لواء) فعندما نتحدث عن مآسي الفساد تذكرنا بصديق زاملناه في الجامعه وهو الاستاذ راضي حمزه الراضي هذا الرجل مجرد استلامه منصب هيئه النزاهه وكنت اعتبره رجل وطني بحق ولا ازال عند قناعاتي به فلا اصدق ما نسب اليه وجاء بعده الزميل في الجامعه ايضا هو السيد موسى الزيدي لاستلام هيئه النزاهه هذان هما مثل لمن سيقف بوجه امواج الفاسدين والمفسدين ليضع حدا للوحوش الطامعه التي انتشرت بشكل مخيف كالاخطبوط فهل استطاعا ان يواجها طمع الاخرين؟ كلا فقد دفعا ثمن وقوفهم بوجه التيار فجرفهم التيار . الاحاديث كثيره وكبيره ومفجعه خاصتا في المؤسسات العسكريه ودوائر الضريبه وعقارات الدوله والمقاولات فحدث ولا حرج. لقد تكونت واستفحلت مافيات من السراق وهم مزروعون في كل مرافق الدوله ولهم جذور خارجها فعن من نتحدث انتحدث عن تلك المليارات ( ال 900 مليار دولار) التي صرفت على مدى عشره سنوات وخصص منها 400 مليار للاستثمار فما الذي طفح منها لناخذ مثل الكهرباء فقد استثمر فيه 40 مليار دولار ولازالت المشكله كما هي حيث لم تحقق اي تطور . ولو دخلنا بشرح موضوع الشركات الوهميه وشبكات استيراد السلع الفاسده والمقاولات التي تباع لاكثر من شخص ويبقى السند الحامي لهذا الفساد موجود وتحديدا ذلك الذي يتحدث عن الفساد وهكذا. اذن الطمع ليس له حدود والخلل ليس في القوانين وانما بمن يفترض ان يحميها ويطبقها. فهم حماتها ولصوصها ولو تناولنا سلسله القيادات لكل انواع الفساد المالي والاداري وحسب التسلسل التنظيمي للمؤسسات ابتداءا من شيخ الفاسدين سيء الذكر نوري المالكي ولغايه يومنا هذا فيفترض ان نحجز لنا مكان في اقرب مستشفى.
الجميع يتحدث عن القيم وعن ضروره وضع حد للفساد وهم يحملون جينات شروره.. ويتكلمون عن الشرف وضروره الحرص للمحافظه على الموارد لمجرد الكلام لانهم سوف لن يفعلو شيءا واذا قرروا ان يفعلوا فعليهم ان يبدؤا بانفسهم اليس كذلك؟ سنرى

*[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات