الفريق الركن عبدالغني الأسدي.. ‏ إن استبعدتكم مفوضية الانتخابات من سجلاتها، فمكانكم في قلوب أهل الموصل

الفريق الركن عبدالغني الأسدي.. ‏ إن استبعدتكم مفوضية الانتخابات من سجلاتها، فمكانكم في قلوب أهل الموصل

في زمن نعيش فيه بعيدًا عن عملة نادرة تُدعى الوفاء، وبعيدًا عن زمن الأبطال والشجعان من الرجال المخلصين الذين باتوا من القلائل، يبقى اسمك أيها الفريق الركن عبدالغني الأسدي محفورًا في ذاكرة كل إخوانك في مدينة الموصل، وتبقى محبتك في قلوب أهلها، لا تزحزحها القرارات السياسية ولا تُنقص من قدركم الكبير القوائم الانتخابية. فمهما حاولت مفوضية الانتخابات أن تُقصي اسمًا كهذا من سجلات الترشيح، فإنها لن تقدر أن تمحوه من قلوب الملايين الذين يكنون له كل المودة والاحترام، ولا تستطيع قوانين المساءلة والعدالة أن تمحو ذلك الاسم والعنوان الكبير من صفحات المجد والبطولة التي كتبها بنفسه خلال أحلك وأصعب الظروف.
‏لقد كان الفريق عبد الغني الأسدي، رجل المعارك الصامت، كما أطلقت على اسم كتابي الجديد الذي سيرى النور قريبًا إن شاء الله، والذي يتحدث عن سيرة مقاتل عراقي حقق النصر مرتين، إحداهما في ساحة المعارك والأخرى بمحبة الناس له. لم يكن مجرد قائد عسكري، بل كان رمزًا للبطولة والتضحية هو ومن معه من المقاتلين الأشاوس في معركة الوجود حين دُكّت أسوار الموصل الحدباء في وجه الإرهاب، فكان أول القادة الذين لبّوا نداء الوطن، وساهموا بدمهم وجهدهم في تحرير المدينة.
‏منذ اللحظة الأولى عرفه أهل الموصل كأب حنون وأخ كبير، لا كقائد يفرض أوامره من وراء المتاريس العسكرية أو قائد يتغطرس برتبته على غيره. فالمقاتل معه، جنديًا كان أو ضابطًا، هو أخ له وصديق خارج الوحدة العسكرية. كان يُشارك الجندي طعامه ويأكل معه، ويستمع لمناشدات الأهالي وكأنهم أهله وأقرباؤه. ولذا، لم يكن غريبًا أن تحيط به الجماهير حين يمر بعيدًا عن حراسة البنادق وأصحاب البدلات المرقطة لأنه يعرف جيدًا أن أهله لا يمكن أن يفكروا بخذلانه.
‏أيها القائد البطل، لقد نقشت اسمك على جدران الوفاء قبل أن يُكتب على لافتات الحملات الانتخابية. قد تكون هناك أسباب إدارية أو قانونية وراء قرار مفوضية الانتخابات باستبعادك من الترشيح، ونحن لا نخوض هنا في التفاصيل ولا نسأل عن الأسباب، لأن هذا القرار لا يُقلل من قدرك شيئًا، ولا ينقص من رصيدك الشعبي الجماهيري. فنعرفك جيدًا أيها الأسد، لم تنتظر يومًا من الأيام كرسيًّا أو منصبًا ولا تحب ألقاب السياسة رغم أنك الأجدر بها، ونعرف جيدًا أنك سوف تبقى جنديًا للوطن مرفوع الرأس بالزي العسكري أو إن ارتديت الزي المدني…
‏واليوم، حينما سمعنا بهذا القرار ورغم امتعاضنا الشديد منه فإننا نقولها وبكل صراحة إن استبعادكم من القوائم الانتخابية لأسباب إدارية فإن قلوب أهل الموصل تحبكم أكثر لأنكم راعي الإنسانية. وإن غابت عنكم أصوات المفوضية، فهتاف الجماهير باسمكم لن يغيب. فأنتم في القلب، وفي الذاكرة، واسمكم في كل حيٍّ وشارعٍ من شوارع الموصل الأبية.
‏ختامًا سيدي وأخي الفاضل، قد تحرمكم السياسة من ورقة الترشح، لكنها لن تحرمكم من شرف الانتماء الشعبي. ويكفيكم أنكم نلتم وسام “محبة الموصل”، وهو الوسام الذي لا يمنحه إلا المخلصون لأرضها، الصادقون في ولائهم، الشجعان في زمن الخذلان. تقبل تحياتي باسم كل العراقيين الشرفاء الذين اهتزت مشاعرهم الصادقة عند سماع هذا الخبر…

أحدث المقالات

أحدث المقالات