23 ديسمبر، 2024 9:56 ص

الفريق أول الركن سلطان هاشم…وداعا للعسكرية العراقية!!

الفريق أول الركن سلطان هاشم…وداعا للعسكرية العراقية!!

برحيل وزير الدفاع الأسبق الفريق أول الركن سلطان هاشم ، فقدت المؤسسة العسكرية العراقية أحد أهم واكبر أبطالها الميامين، وأحد أكثر قادتها مهنية وخبرة ورفعة رأس ، وكان ضباط العهد السابق هم بناة العراق ومن دافعوا عن حياضه ، وأبلوا من أجل شعبه البلاء الحسن، ورفعوا راية العراق الى حيث تستحق المعالي ويستقر الشرف الرفيع، فكانت أوسمتهم التي حملوها على الصدور محل تقدير العراقيين واعتزازهم، وهم من حافظا على شرف بلادهم من الامتهان.

وبوداع أحد أعمدة العسكرية العراقية وقادتها الميامين الفريق أول الركن سلطان هاشم ، ودعت العسكرية العراقية أعرافها وتقاليدها ومهنيتها وعراقتها، وتحولت الى مجرد هياكل ، ليس بمقدورها ان تستنشق هواء العراق العذب أو تتذوق ماء فراته الطيب المذاق، وراح كل من هب دب، يعبث بمقدراتها على هواه.

بوداع رجل الكفاءة العسكرية الذي قاد مفاوضات صفوان ، وقد رفع إسم بلده وأبقاه مهابا بين الدول، وإضطر قادة عسكريون امريكيون ومن دول المنطقة ان ينحنوا إجلال له ، ولهيبة الرجل ولمكانته وأخلاقه، فكان عنوان الشموخ العراقي والعنفوان العربي، أسدا يعرف كيف يرغم الأعداء على ان يضعوا للعراق اعتباره، حتى في أحلك ظروف المعارك وأكثرها وطأة على قادة العساكر في الأيام الصعبة والحرجة ، وتلك التي شهدت فصولها حرب الخليج الثانية ، ومع كل هذا لم تنحني قامات الرجال الا لله الواحد القهار.

هو سلطان زمانه ، بكل معنى الكلمة ، هو القائد العسكري الذي قاد مفاوضات خيمة صفوان، وقادة العراق العسكريون رافعو الرؤوس ، ويشهد لهم قادة دول كبرى وفي المنطقة بأنهم كانوا اعلاما شامخة وشخصيات رفيعة ، وهم سلاطين العصر بأخلاقهم وشجاعتهم وبطولتهم، فكانوا محل تقدير العدا قبل الصديق، وهم من يرفع لهم العراقيون وكل عربي وفي الإنسانية قبعته إكراما لهم، وتشكل النياشين والأوسمة التي حملوها على صدورهم، كل تلك الصورة النادرة من البطولة ومن الشجاعة من القدرة على مواجهة جيوش أعتى الدول، وبقوا هيابين رؤوسهم مرفوعة الى السماء ، وترفرف اعلام الزهو والانتصارات فوق جباههم، هؤلاء هم من يستحقون الخلود في الدنيا والاخرة، وقد كتب الله سبحانه لهم جنات الخلد تجري من تحتهم الأنهار ، ويصدق فيهم قول رب العزة :” ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل احياء عند ربهم يرزقون”.

الا تعاليت أيها العراق الشامخ ، وانت تودع أبطالك ، ومن كانوا عنوان رفعة راسك ، وهم من حفظوا لنا شرف العراق والعراقيات، وذادوا عن تراب العراق وعن كل تراب العرب وثراه الطيب ، بوجه كل موجات الشر الغادرة التي إستهدفت بلدهم ، وها هم يتقلدون مكانات رفيعة بين حنايا القلوب العراقية الاصيلة التي حفظت لهم الود والعهد، بأنهم ابطال ساحاتها في الوغى ويوم تشتد النوائب، فكانوا الأمناء على العهد، وصانوا سيادة بلدهم وحافظوا على استقلاله، وان تبقى رايته مزهوة بين الأعالي.

لانقول وداعا أيها السلطان هاشم ، فتاريخ فخرك يكفينا عزة وكبرياء ،وقد أقمت لنا معالم فخر تذكرها الأجيال ، وترتفع بها هامات الرجال.. واذا ما رحل جسدك ، أيها السلطان، فستبقى روحك حية ، يحياها كل أبطال العراق وأبناءه البررة الميامين، ودعاؤنا ان يسكنك الله جنات عدن تجري من تحتها الأنهار أيها الشهيد الخالد..فقد رويت بدمائك الطاهرة أرض الرافدين المعطاء، ونعم الأرض التي أنجبت ليوثا مثلكم ، فلكم منا كل تحية وتقدير..وانا لله وانا اليه راجعون.