نشرت احدى الصحف الامريكية ، خبر وفاة عضو الكونغرس الامريكي أرلن سبكتر عن عمر تجاوز الثمانين، بعد ان قضى معظم فترة عضويته في الكونغرس والتي بلغت 30 عاما ، نائبا معتدلا عن ولاية بنسلفانيا .كان غالبا على تضاد مع قيادة الحزب الجمهوري الذي ينتمي اليه ، حيث عمل جاهدا للحيلولة دون وصول روبرت بروك مرشح الرئيس الجمهوري رونالد ريغان الى المحكمة الاتحادية العليا . وسبكتر احد ثلاثة نواب جمهوريين صوتوا في الكونغرس لصالح مشروع الحوافز الذي دفع به الرئيس اوباما ، الذي ينتمي للحزب الديمقراطي ، الى الكونغرس من اجل التصويت عليه. لم يكن تقاطعه احيانا مع نهج حزبه مفاجئا لانه بدأ حياته السياسية ديمقراطيا وانتهى كذلك. كان دوما حاضرا في قلب الحدث كما هو الحال مع عدة قضايا امريكية سياسية كبيرة. قال عنه الرئيس اوباما:” كان سبكتر دوما رجلا مقاتلا من اجل مبادئه، منذ كان مدعيا عاما حيث حارب الفساد في ولاية بنسلفانيا حتى وصوله الى الكونغرس طوال السنوات الثلاثين التي قضاها عضوا فيه”. كان سبكتر مستقلا الى حد كبير حيث لم يقدم مصلحة حزبه او ايديولوجيته على مصلحة الناس الذين انتخبوه من اجل خدمتهم. لقد كرس ارادته ، وتصميمه الصلب في صراعاته السياسية داخل الكونغرس ، من اجل مبادئه ومصلحة الناس الذين اوصلوه للكونغرس.
ترى اين هذا من هؤلاء القابعون في بغداد، الذين وصلوا الى البرلمان بشكل او باخر سواء باصوات الناس او بالواسطة من خلال نظام انتخابي بائس. معظمهم لايفقه في السياسة ولا الاقتصاد لا بل بعضهم يجد صعوبة حتى في القراءة والكتابة ، ضحلين حد البلاهه ، لاتسمع صوتهم الا عندما تتعرض مصالحهم الخاصة- ليس مصالح العامة من الناس- او مصالح الكتل التي ينتمون اليها الى موقف يضر بها. تَرى كل واحد منهم يشمر عن ساعديه ويبدأ بالنعيب كالغراب ، كأن لسان حاله يقول اذكروني عند رئيس الكتلة فأنا من دافع عنه بضراوة والتزم موقفه حتى وان لم يكن على صواب. واحمد العلواني أحد هؤلاء الذي ما ان سمع رافع العيساوي يخص الاعلام بتصريح تحريضي سمج منددا باجراءات القاء القبض على افراد حمايته ، حتى امتشط سيفه داعيا الناس للتجمهر والتأييد للعيساوي والمطالبه باطلاق سراح افراد الحماية ، على الرغم من جهله باسباب اعتقالهم وفيما اذا كانوا متورطين حقا بدم الابرياء ام لا. عرض بضاعته الكاسدة على الناس ألا وهي تأجيج نار الطائفية الذي نَسي ، او تناسى هذا الابله ان لظائها ، أحرق اليابس والاخضر حيث راح ضحيتها الاف العراقيين الابرياء ، من السنة والشيعة على حد السواء.
ترى الم يكن من الاجدر بهذا او غيره من النواب ان يرفعوا اصواتهم للمطالبه بحقوق الملايين الذين اوصلوهم الى البرلمان الذي در عليهم منافع ما لم يحلموا بها طوال حياتهم ، ويكفوا عن الدفاع عن سندباد العراق أياد علاوي الذي لايقوى على المكوث اكثر من شهر في بغداد ، او استبداد حمار بني برزان بطروحاته الغبية ، اولئم النجيفي ، او عنجهية وغباء المالكي الذين سيلفظهم الشعب عاجلا ام اجلا.
لم اسمع ان نائبا وقف في البرلمان ونادى باعلى صوته منددا بالتجاهل المستمر من قبل الحكومة لحقوق الشعب و نقص الخدمات الاساسية كالماء والمجاري والكهرباء !
، أو ان نائبا دعى الناس الى التجمهر ، احتجاجا على الفساد المستشري في كل ركن من اركان الدولة ، وضياع مليارات الدولارات على مشاريع وهمية شاءت ارادة الله ، بعد ان التزمت الحكومة الصمت ازائها، ان تكشفها الامطار التي انهمرت على بغداد وباقي المحافظات في الاسبوع الماضي وتغرق مناطق كثيرة فيها لتكشف المستور ، وتفند ادعاءات امين بغداد السابق صابر العيساوي وباقي افراد الحكومة المسؤولين عن ملف الاعمار.
مايقوم به عدد كبير من النواب اليوم ،هو الاستفادة من وضعهم المادي والرسمي بالحصول على تأشيرات اقامة لعائلاتهم في بعض الدول العربية والاوربية وحتى امريكا ليتنعموا بالخدمات ويتركوا العراقيين يكابدون في حياتهم اليومية بين شحة الماء الصالح للشرب ، ونقص الكهرباء ، وغياب الامان واحلام مشوشة ، للخلاص من شرذمة السياسيين الذين ابتلاهم الله بهم.
[email protected]