التاريخ يُسجل في سجلاتة حالات تقدم لنا عِبَر ودروس قد يستفيد منها البعض حينما يأخذها بنظر ألأعتبار , بينما تمر مرار السحاب بالنسبةِ للباحثين عن شيء آخر في هذا العالم المترامي ألأطراف. حينما يطلع فردٌ ما على العنوان أعلاه ربما تأتي الى ذهنهِ صورة من الصور التي تقول بأن الكاتب يتحامل على السياسيين أو المسؤولين الكبار في الدولة العراقية في محاولة لأظهار العجز في ركنٍ من أركان الدولة. الموضوع المطروح هنا له مداليل ومفاهيم أخرى تتعلق بخدمة ألأنسان لنفسهِ وللآخرين في نفس الوقت, وتقدم صور من الصور التي توضح أهمية المخلوق البشري – الذي فضلة الله على جميع المخلوقات – وخصوصاً حينما يستخدم ذلك المخلوق إمكانياته الجبارة في خدمة البشرية والتنصل عن كل النزاعات والنزعات الشخصية والقبلية. عندما يكون ألأنسان كامل الخلقة الجسدية وتتوفر لديه إمكانات عملاقة في أصعدة مختلفة دون أن يحقق لذاتة وللآخرين المحيطين به منجزاً من المنجزات ألأيجابية التي تخلدة على مدى التاريخ – في نظري الشخصي- يكون ذلك الفرد بعيداً عن الحياة لايختلف عن المخلوقات التي لاتنتمي الى صنف البشر. هو يتكلم ويعمل ويشتري ويبيع ويأكل وينام ويتزوج – وحقيقة ألأمر – ما هو إلا ماكنة بشرية ليس لها قيمة على صعيد العلاقات ألأنسانية والتاريخية وألأجتماعية والعالمية. في اللحظةِ التي يرقد فيها رقدتة ألأخيرة تحت التراب يتلاشى عن صفحات التاريخ مهما كان مركزهُ ألأجتماعي. حينما قادتني الصدفة الى التوغل الى العمق التاريخي للناشطة وألأديبة والمفكرة وذات الرمز ألأنساني المطلق في عالم ألأحياء آنذاك – هيلين كيلر- المولودة عام 1880- 1968م – شعرت باسى كم نحن بعيدين عن التألق الأجتماعي والسياسي وألأنساني. على الرغم من إنها صماء بكماء إلا إنها حققت مالم يستطع تحقيقة أكبر السياسيين في الدولة العراقية على الرغم من إمتلاكهم قدرات هائلة من المال والجاه وبأمكانهم النطق والسمع بحرية مطلقة. لانريد الخوض في التاريخ الشخصي وألأجتماعي لتلك الفتاة التي عانت الكثير بسبب العوق الذي أصابها جراء مرض حل بها وصفه ألأطباء – التهاب السحايا – .
هي رمز من رموز التحدي وعدم ألأستسلام لعوق الحياة الذي سبب لها الكثير من المعاناة. أتمنى أن يقرأ تاريخ حياتها كل مسؤول عراقي أو إنسان بسيط ينتمي الى الطبقةِ التي أنتمي إليها كي تمنحهُ فرصة عظيمة للتأمل في ألأشياء العظيمىة التي منحها لنا الخالق الجبار للعيش بيسر وسهولة في مجالات لاتعد وليس لها حساب وفي نفس الوقت نجاهد من أجل خدمة ألأنسان مهما كان عرقة وجنسة وأصولهِ التي ينتمي إليها.حينما أقارن بين أعمالها الكتابية ونشاطاتها السياسية وألأنسانية على مستوى الحياة وبين مايمتلكة المسؤول العراقي من أموال وجاه ومنصب كبير يستطيع من خلالة أن يجعلني ويجعل ألأنسان العراقي بكل طوائفة ومعتقداتة من أرقى أصناف البشر على الكرة ألأرضية , أشعر بالضياع وألأنكسار وألأندحار وكل الصفات السلبية التي يمكن أن نُطلقها على أنفسنا مادمنا على قيد الحياة. أصبحت هيلين محامية للأشخاص ذوي ألأعاقة في حين أن المسؤول العراقي يستنكف حتى من النظر الى ذوي ألأمراض التي تمنعهم من الحركة ويعتبرهم ليس لهم وجود. أصبحت هلين تنادي بحق المرأة وداعية من دعاة السلام في حين أن وزير الحقوق ألأنسانية في العراق يعتدي على موظف أثناء الدوام الرسمي . أصبحت هيلين خصماً من خصوم – وودرو ويلسون- المؤيد لتحديد النسل وصاحب الفكر ألأشتراكي الراديكالي , وقامت بتاسيس منظمة لأبحاث تتعلق بحاسة البصر والصحة والتغذية – أين وزارتنا الصحية وماهي المنجزات التي قدمتها لخدمة ألأنسان؟ . في هذا البحث المتواضع ليس هدفنا هو إبراز أهمية تلك المخلوقة ألأنثوية بصفةٍ شخصية ولكن من خلاله نستطيع التطرق الى معطيات نستلهما من صمودها وعملها المثابر لتحقيق أشياء تضيف الى حياتنا مباهج كثيرة . عجلة التاريخ ستمضي مهما كانت الصعوبات والمآ سي التي يمر بها شعبنا ولكن من هو المسؤول الذي سيُخضع التاريخ وإجباره للكتابةِ عنه باحرف من نور. التاريخ يكتب كل شيء ولكن هناك فرق كبير بين تدوين وآخر.
التاريخ كتب عن هتلر وعن تشرشل وعن صدام وسيكتب عن المالكي والعبادي وعلاوي والنجيفي وبقية كبار الدولة في العصر الحديث. وهنا فرق كبير – كما ذكرنا- بين كتابةٍ وآخرى. أيها المسؤول العراقي الكبير إستغل الفرصة التي تتربع فيها على عرش المسؤولية من أكبر فرد الى أصغر فرد له علاقة في صنع القرار وإجعل التاريخ يفتخر بأنجازاتك التي تصب في خدمة المواطن بغض النظر عن إنتمائة العرقي أو الطائفي أو الديني. التاريخ سيكتب عن كل شيء. إجعل ألأجيال التي ستأتي بعد مئة عام لتفتخر بك وتقول ” أنا أنتمي الى نفس البلد الذي ينتمي اليه ذلك المسؤول الكبير لذي قام بتلك ألأنجازات العملاقة…وذكر عسى أن تنفع الذكرى” ….