كانت وليمة كبيرة تلك التي أقامها الحاج حسن الدنبوس, بمناسبة شفاء حفيده من مرض الم به, وبعد التهام الصحون وتوزيع الحلوى, تقافزت مواضيع السياسة هنا وهناك, لتكون هي محور حديث الحضور, حيث اختلف المتحاورين حول إصلاحات ألعبادي, وما سبب التلكؤ في الأطروحات الإصلاحية, وهل سينجح ألعبادي في تحقيق شيء ما, ففضلت الاستماع لما يتم طرحه من الأحبة, فالتفت ألي أبو زهير ( وهو موظف مسن في وزارة التربية) وقال:
– يا أبو نجم لماذا ساكت, اخبرنا برأيك في إصلاحات ألعبادي, والتي هي محور كلام العراقيين منذ أشهر طويلة؟
– يا أبو زهير لا اعتقد أن ألعبادي رجل المرحلة, فان أردنا الحديث عن مثال راقي للإصلاح, كان يجب أن نتكلم عن السيد راضي شنيشل, الذي اعتبره المثال الحقيقي للإصلاح وليس ألعبادي, فمن يريد أن يكون مصلح يجب أن يكون مثل راضي شنيشل, وألا كان كاذبا كحال ساسة الإصلاح.
ضحك الحضور من كلام أبو نجم, فما هو الربط بين مدرب المنتخب العراقي, وبين رئيس الوزراء! ومهمة أصلاح الخلل الحكومي والفساد, وكان حسن الدنبوس أكثر من ضحك من تشبيهات أبو نجم, فبادر بالكلام مستفسرا من أبو نجم عن ماهية المقصد فقال:
– يا أبو نجم حيرتنا وأضحكتنا, فما هو الربط بين شنيشل والعبادي؟ أرجو أن تفصح عن مقصدك؟
– يا أحبتي , بعد أن ضاعت هوية المنتخب العراقي على يد المدرب السابق, وتم الطلب من السيد راضي شنيشل أن يكون مدربا للمنتخب, وضع شروط كي يستلم المهمة, ولم يفرح بها بل يراها مسؤولية وليست مغنم, أما ألعبادي فعندما رشح للحكم, فرح بها كمكسب, ووضع الآخرين عليه شروط فقبل بها جميعا, وهو يراها فرصة متناسيا حجم المسؤولية, ثانيا راضي شنيشل وضع برنامج عمل, وشرع بتنفيذه مباشرة, من دون أي تراخي أو تكاسل, أما ألعبادي فانه فقط كان نشط بمسالة الشعارات, وما أكثر وعوده التي لم تنفذ, ولم يتحرك وفق برنامج واضح, بل كان التخبط سمة ملازمة له, ثالثا راضي شنيشل رفض أن تدخل أي جهة في عمله, حيث يمتاز شنيشل بشخصية قوية ترفض المساومة, أما ألعبادي فالكل يتدخل في عمله, ولا يملك شخصية شنيشل القوية.صخب المجلس بكلام الموافقة وبان على وجوههم الإعجاب للتشبيه, فصاح أبو عباس يطلب المزيد:
– أبو نجم, بالله عليك أكمل تحليلاتك الراقية.
– نعم راضي شنيشل يجب أن تكون طريقته في الإصلاح منهج للساسة, وطريق للحل, مع أهمية أن نبحث ونجد سياسي بنفس شخصية شنيشل, أن الساسة الموجودين حاليا في الأغلب تهزهم الضغوط وتجذبهم الشهوات, والى الآن يفتقدون أيجاد الطريق, فالعبادي لم يكن قويا مثلا السيد شنيشل, ولم يعمل ببرنامج حقيقي, كطريقة عمل شنيشل, ولم يمنع تدخلات الآخرين كما فعل واشترط شنيشل,
بان الرضا على الحضور, ألا أن الحيرة بقيت تلف أبو مشتاق ( اسكافي الحي) والمعروف بعشقه لكرة القدم, كانت الكلمات تريد أن تقفز من فمه, فالتساؤل واضح, فاستجمع مفرداته وقال:- يا أبو نجم وهل تعتقد أن شنيشل سيصعد بنا لكاس العالم؟فضج المجلس بالضحك, حيث كان أبو مشتاق مستغرقا بالتفكير بالمنتخب, ورحلة التصفيات المقبلة لكاس العالم, والتي سيقودها شنيشل.