23 ديسمبر، 2024 12:29 ص

الفرق بين بابا الفتاتيكان الحبرالأعظم وبين (بابا) مرجعية النجف الاشرف

الفرق بين بابا الفتاتيكان الحبرالأعظم وبين (بابا) مرجعية النجف الاشرف

وأنا أتابع اليوم إعلان المرجعية عن إتمام شهر رمضان وحلول ليلة العيد سألت نفسي أين كانت هي المرجعية من صرخة والد المغدور ايهاب الوزني التي أطلقها قبل يومين وهو يناشد إلوف العناصر الامنية والقضائية التي تحمي العتبة (المقدسة) بكشف قتلة ولده ومحاسبتهم وتوفير الامن والعدالة لملايين الابرياء والبسطاء ومنهم الناشطين الذي يحملون مظالم واماني الضحايا والابرياء مثلما يقوم تقوم هذه العناصرالامنية والحكومية والقضائية الفاسدة بحماية طرق ومصالح العتبات التي صمتت مراجعها (العظمى) عن قتل المرحوم الوزني وقبلها بأيام ضحايا مستشفيات حكومة شوي وحرق المرضى؟،فتذكرت الفرق بابا الفتاتيكان وبابوات كربلاء المقدسة والنجف (الأشرف)٫ على الرغم من ان ثورة القرون الاوسطى في أوربا قد أقصت الدين عن الدولة واصبحت مؤسساتها وأفرادها يعاملون مثل باقي المؤسسات الخاصة والأفراد في الدولة ٫يخضعون للدستور وكل التشريعات المدنية ٫ويستحيل عليهم المس بحرمة ومنافع المال العام واستغلال الوظيفة العمومية ،ينصاعون للقضاء المدني ويدفعون الضرائب والرسوم حتى لمقابرهم الخصوصية، بل ان انضباطهم المدني داخل مجتمعاتهم ودولهم هو الأشد والأقسى لأنهم يخشون من متابعات رسمية وأمنية وإدارية وقضائية غاية في الصرامة والتشدد لن تسامح حتى الحبر الاعظم اذا ارتكب مخالفة مرورية او بلدية ،كما انهم ينضبطون اخلاقيا واجتماعيا مثل جندرمة الجيوش الفولاذية ليتجنبوا أشكال من الويل والثبور الذي يلاقونه من المؤسسات المدنية والاعلامية التي تتلذذ بجلدهم بالنشر والتعقيب لأي انتهاكات او شبهة انتهاكات للمنظومات الرسمية والاجتماعية في الدولة ، ومع ذلك فإن المؤسسات الدينية التابعة للفاتيكان بقت تحافظ على محبتها وهيبتها الرسمية والمجتمعية محليا ووطنيا وعالميا ليس لانها فقط التزمت واحترمت المنظومات المدنية والاجتماعية في المجتمعات التي تنشط فيها وإنما بأبويتها وفضائلها في مساعدة المظلومين والمحتاجين في كل زمان ومكان على وجه البسيطة ،اما مرجعياتنا الدينية (العليا) التي تعتبر نفسها ممثلة الدين والدولة٫ فتدخلت بالدستور لتحشربين ثناياه (الإسلام) بلا مناسبة ٫حصنت نفسها من القوانين الوضعية ، افتت وصممت لها اشكال من التشريعات المنافعية من حرمة المال العام الوظيفة العمومية ، تدخلت عبر رمزيتها الكارتونية الفارغة، لتدخل بمباركة او حرمان تعيينات من رئيس الجمهورية الى فراريش الدوائر الحكومية ، اما ارزاق الناس ومصالحهم اليومية اصبحت رهينة بيد دكاكين عتباتها (المقدسة) لم يبقى من يستطيع العمل بدون مباركتها حتى اصحاب بيوت الدعارة وصالات القمار الليلية لم تعد تضمن بقائها تقدم خدماتها وملذاتها السرية والعلنية ،اسست لها مبراطوريات مدنية ودينية واجتماعية واقتصادية فوق الدستور والدولة وقوانينها الوضعية تستظل بها سلطات الجهل والقتل والحرمنة الاتحادية والمحلية ، ارادة التغطية على اكبر جريمة ارتكبتها نفياتها السلطوية منذ تاسيس العراق بفتوى الجهاد لتحول عبر الحشود الإجرامية ما تبقى من الدولة العراقية ضيعة للعصابات والمليشيات الاجرامية تتحكم بكل مقدرات العراقيين الشعبية والرسمية والروحية٫
لا نريد ان نطيل بتعداد الفروقات بين فضائل مراجع الفاتيكان وبين جرائم وعارات مراجع المليشات فهي مكشوفة للكبار والصغار مجانين وعقال ، ولكن ذاكرتنا الطرية بالزيارة التاريخية لبابا الفاتيكان وإعلان المرجعية بنهاية شهر رمضان وسكوتها عن مناشدة والد الضحية الوزني ذكرتنا بهذه المقارنة الحقيقية، فهذا الحبر الاعظم لم يمنعه الحجر الوبائي الايطالي والعالمي والعراقي واشكال من التهديدات الامنية في دولة الاجرام والفوضى العراقية من القيام بزيارته التاريخية ليلامس جروح كل المفجوعين والمظلومين في العراق يتنقل من مدينة الى اخرى٫ يوزع قداساته وارشاداتهم ونصائحة الانسانية والابوية في على اتباعه وغيرهم في الكنائس وفي صالونات القيادية المدنية والدينية الى حظور تجمعات في الملاعب الشعبية ،بما فيها زيارته ولقاءاته بمراجعهم الدينية الذين تحولوا من جهاديين ومقاومين من اجل المظلومين على الطريقة ـالكربلائية الحسينية- الى جرذان يتختلون في صوامعهم صامتون يتحصنون باشكال من الحمايات الامنية والشخصية في سراديب الظلام يخشون على حيواتهم التي بنوها بخرافات شعبية مستغلين عقول البسطاء في صناعة اكاذيب الطهارة و القداسة والشرف التي لا تساوي في كل مقاييس العراقيين من اصحاب الذمة والضمير قطرة من (شخيخ) طفل عراقي منتفض على رموز مزابلها السياسية والدينية ، لم يستحي صغيرهم وكبيرهم من زيارة البابا وهو يزور مرجعهم الاعلى السيد السيستاني ،ليذكره (ان كان حياً) بضحاياهم الشيعه الذين مضى على ثورتهم ١٨ شهر في الشوارع العامه وهم يصرخون ضد رموز الجهل والقتل والقهر والفساد الذي تتحصن بمستنقعهم العفن مهازل سلطاتهم التشريعية والتنفيذية والقضائية شغلها الشاغل ارضاء مراجع البداوة والاجرام الدينية ما دامت صامته مرة تداريهم بانشائياتها الفارغة ومرة تصمت تتختل وراء حجج وبائية تمنعهم من الكلام إلا إذا تعلقت بفتاويها التافهة تنبش في فروج ومخارج الأعضاء التناسلية للحديث عن الطهارة الإسلامية أو النظر الى السماء للإعلان عن أهلة الأشهر القمرية التي أصبحت جميعها متاحة لكل الناس على الأرض حية بالصوت والصورة حتى بأجهزتهم التلفزيونية والهاتفية٫
ولهذا نقول لوالد الشهيد الوزني ولكل الضحايا والمحتجين إن صراخكم لن يعني الدكاكين الأمنية والقضائية بمسائلة ومحاسبة المجرمين الكبار والصغار ماداموا يتباركون ويدارون أكاذيب المراجع (العظام)٫ الأمر الذي يتطلب منا كمحتجين الثورة على مراجع التجهيل والإجرام بكل الوسائل الممكنة و٫ التي هي بالتأكيد اليوم أكبر وأمضى من وسائل ثورة القرون الوسطى٫ لنفضح فيها أسماء وأفعال أذناب هذه المراجع وعوائلهم المتورطة بإجرامهم وخرابهم ٫نعرضهم للشمس والهواء الطلق كطريق وحيد لإخراج ديدانها وطفيلياتها الحكومية والأمنية والقضائية وعصاباتها ومليشاتها الإجرامية المتعفنة بمستنقعها القذر٫ إستخدموا كل ما يقع تحت أياديكم وأنظاركم لفضحهم رجالاً كانوا أم نساءاً٫ بالكلمة والصوت والصورة على صفحاتكم الشخصية في شوارعكم وعلى أمكنتكم العامة والخاصة وعلى قراطيسكم وعجلاتكم وعلى قمصانكم ودشاديشكم ٫ إكتبوا نكاتكم ٫إرسموا عوراتهم٫إكتبوا أشعاركم الفاضحة٫ إنشدوا آغانيكم المعبرة جبنها وظلمها ٫مثلوا مسرحياتكم الساخرة بهم ٫إكشفوا للضحايا والبسطاء أكاذيب القداسة والشرف التي يغلفون بها جيفهم البشرية ٫ إشفواغليلكم وغليل كل الضحايا بإسقاط أصنامهم الكريه المشوهه ٫٫وعندها فقط لنقطع الحجة على قوى الفشل والإجرام المحلية والدولية والأممية التي تغطي وتداري جُبنها وفشلها وكسلها بمجاملة مراجع فاسدة بإتهامنا ((بأننا طائفة من الرعاع والعبيد لا تؤمن بالله وإنما تعبد وتتعبد بأصنام الموتى والأحياء))٫اللهم نسألك في هذا العيد أن ترحم العراقيين والعراق.