18 ديسمبر، 2024 10:21 م

الفرق بين المدينتين أربيل وألموصل

الفرق بين المدينتين أربيل وألموصل

تعلمنا منذ صغرنا على لعبة ورقية تعتمد على الدقة في تحديد حل الحزورة وهي اكتشاف الفرق بين الصورتين .
وعندما كبرنا وكبرت همومنا ودخلنا عصر الحضارة العمرانية اصبحنا نميز بين الدول والمدن التي نراها من خلال التطور والتقدم العمراني في تلك المدن مع احتفاظ كل مدينة اودولة بعاداتها وتقاليدها .إضافة إلى التنوع الثقافي لها وتطور الفرد في المجتمع وتقبله الأنظمة والقوانين الجديدة التي ربما تمس احيانا عاداته وتقاليده وربما حياته أو ممتلكاته الخاصة ..
اليوم سأسرد في هذه المقالة التطور العمراني الذي حصل في إحدى محافظات العراق وبالتحديد محافظة أربيل العاصمة الإدارية لإقليم كوردستان .
لقد تفاجأت وانا ازورها بعد أربعة سنوات بالتحديد بالنهضة العمرانية وتحويل هذه المدينة الجميلة إلى صورة اجمل وكأنها إحدى العواصم الأوروبية .
نعم وهنا لا اقصد الاعمار والبناء الاوربي الحديث وانما القوانين والأنظمة المعمول بها والتي قللت من الروتين بنسب كبيرة جداً ..اضافةً الى الوعي الثقافي والحس الانساني والالتزام لدى المواطن بهكذا قوانين ابتداءً من قانون المرور والالتزام بالسرعة المقررة إلى قانون الإقامة والقوانين التي تخص على نظافة المدينة .وهذا شيء حضاري جداً يفتخر به كل انسان مثقف وواعي وحريص على مدينته ..
واردت المقارنة البسيطة بين مدينتي الكريمة الموصل وبين جارتها اربيل فمنذ أن وصلت الإقامة الواقعة بين قضاء مخمور ومدينة اربيل وجدت موظفين يقومون بعملهم باحسن وجه ووفق التطور العلمي للحاسوب .حيث لم تستغرق منحي الإقامة عشرة دقائق واستلمت الإقامة على شكل هوية مغلونة فيها معلومات الاسم والصورة ومطبوعة في طابعة ليزرية حديثة وتذكرت الطوابير التي تقف في محافظة نينوى وللاسف للحصول على هوية الأحوال الشخصية والتي تكون عادة ورقية ومكتوبة بخط اليد وعليها صورة خارجية وكيف يقف المواطن لمدة أيام للحصول عليها..والسبب في قلة الكادر اوربما الأجهزة الإلكترونية وهناك أسباب أخرى يعرفها المواطن والموظف المسؤول في هذه الدوائر ..وانا هنا لا أبرأ اي شخص من روتين دوائر محافظة نينوى ولكن ارى المحافظ يعمل ليل نهار وارى اغلب مدراء الدوائر ملتزمون بدوائرهم فلابد لنا اذاً أن نشخص موطأ الخلل هل في المواطن ام الموظف ومن منهم يجهل القانون اكثر …
عندما دخلت مدينة أربيل رأيت الاعمار الذي يشرح القلب ورأيت الشوارع التي تسير بها السيارات بيسر وعفوية ونظام مروري ملتزم رغم اعدادها المتزايدة .ولم ارى رجال المرور اكثر من رؤيتي للكاميرات المروريه .والتزام المواطن نفسه بقوانين وأنظمة المرور..في حين ارى العكس في مدينة الموصل .لقد رأيت الاسبوع الماضي شخص في الساحل الايسر يعتدي على رجل المرور وكأنه عدو له وليس انسان ينظم له السير ويقدم له هذه الخدمة مجاناً ..
لقد شاهدت في اربيل ثقافة المجتمع ووعي المواطن والإعمار المتواصل واكرام الضيف بدون فوارق مجتمعية اوطبقية ووجدت اغلب مسؤولين الموصل يعيشون في هذه المدينة هم وعوائلهم ..
وجدت في اربيل الأمن والأمان والحياة المستمرة ليلا ونهارا ..
وتمنيتها من اعماق قلبي لك يامدينتي الجريحة .تمنيت ان يعود الامن والامان ويعود المواطن الموصلي المثقف ويعود القانون ونبتعد عن المحسوبيات والمرتشين ..
تمنيت ان ارى الكامرة المرورية وهي تراقب سياقة أبناءنا الطائشين وتحاسبهم وفق القانون المروري .
لم اسمع في محافظة أربيل صوت الدراجة النارية ((الماطور )) المزعج وسائقه الطائش المتخلف ثقافياً وهو يصدر اصواتاً عالية ومزعجة في منتصف الليل وفي وسط الأحياء السكنية…
وحتى لا اطيل عليكم هناك الكثير من الأمور التي تبدأ من العائلة من ثقافة مجتمعية وتهذيب للنفس الى بناء اعمار الأنفس وثم اعمار البناء..
ولنعيد مدينتنا الى مصاف مدننا الجميلة في باقي البلاد من شماله إلى جنوبه …
تحياتي لك عزيزي القارئ وانت تجد الفروقات بين مدينتين عراقيتين واحدة اسمها الموصل والثانيه اختها اسمها اربيل …
وعسى أن نجد اين موطىءالخلل وماهو الحل هل نحن المواطنين لدينا عدم وعي ثقافة مجتمعية ام الموظفين في الدوائر ومن باب لايوجد اي عقاب لذلك الاهمال .ام المسؤول الذي لايريد أن يعيش حقيقة الواقع …
وختاماً دعائي أن تعودي يا أم الربيعين ياسلة خبز العراق الى ماضيك المجيد …
والله المستعان على ما تصفون…