بعد جدال مع النفس السابحة في خضم الاحداث المتلاحقة وافعال السياسيين الذين يحكمونا قررت ان اضع كل فعل لهم في دائرة المقارنة مع السياسة الكردية في الداخل والخارج ومن هذه المقارنات الحالية هو قانون العفو العام الذي اتخذه رئيس الوزراء الحالي ودفع به الى البرلمان ليخلي ذمته وهو يعلم او يتجاهل ان الاغلبية في برلمانه لكتلته واي قرار يتخذه هم لديه علم به وقد تم توجيهه مسبقا لاقراره والعمل به ولاينطلي على احد ان هذا القرار سياسي وليس انساني ومراوغة للوصول الى هدف اعلامي لكسب ود الطرف الثاني وبعد انتهاء الازمة يعود كل شيء الى مكانه ونفس التهميش والاقصاء ولكن بطريقة الشارع وليس المثقف المتحضرفكل معتقل سيخضع لمساومة من قبل ادارة السجن لاخراجه ومنهم من يتم تزوير اوراقة وتغييرها للخروج مع الجمع المعفو عنهم ومنهم من يتم تصفيته بعد خروده اما بالطريق الى البيت او بعد ايام بحجة تورطه باعمال ارهابية ومنهم من يختار طريق الهروب من العراق نهائيا من بوابة السجن الى خارج البلد وهم ينقسمون اللى قسمين منهم من يكون سارقا كبيرا او برايئا ويعلم انه لن يتركوه بسبب القصص التي حصلت لمعتقلين سابقين وفي عدة محافظات .
نعود الى المقارنة ففي اول ايام الاحتلال كنا كعادتنا نفترش الارصقة في بغداد بلا عمل ننتظر الايام القادمة ماذا سيحصل لنا ومشغولين بقصص الماضي وكيف تحولت بنا الايام واذا ببعض الاشخاص يدورون في الشوارع يوزعون الجرائد وكانت تلك الجريدة هي جريدة التأخي الكوردية وفي مانشيت عريض قد ملاء الصفحة الاولى لها مكتوب عليه — عفو عام — واتذكر مختصر العفو يقول قد اجتمعت الاحزاب الكورية بكافة قياداتها واعلنت عفوا عاما عن كل كوردي وان كان يعمل في اجهزة صدام القمعية وان ارض اقليم كوردستان هي ارضع يعيش فيها بين اهلة بدون اي محاسبة او ملاحقة قانونيةوهناك قرارات اخرى سنتركها لانها ليست في حوار مقارناتنا هنا دارت الافكار لدي وانا ارى كل يوم يأتون الشرطة ويسحبون جثث الابرياء من الشوارع الذين تم اغتيالهم على ايدي الاحزاب القادمة من ايران وعلى ظهر الدبابة الامريكية منذ ذلك الحين وانا اتابع انجازات الاقليم وانجازات حكومة بغداد.
لو قارنا عفو الحكومة الكوردية بعفو الحكومة العراقية لظهرت النتائج جلية ولاتحجبها الغربان .
فلو عدنا لزمن الرسول الذي كان اول قراره العفو ثم التأخي ثم بناء الدولة وهذا مافعله الاكراد وهذه البنود هي من صلب الاسلام ولبنة البناء الحقيقية لكل دولة تنشد السلام والحرية وهذا هو القرار الانساني الذي يُتخذ في وقته الصحيح ولم تشهد بعده اي حادثة لاعتقال او تصفية لمن شملوا بهذا القرار .
اما بعد اثنا عشر عاما من التصفيات يخرج عفو عقيم ليرى النور فهذا ليس انسانيا وبنوده بُنيت على الالاف الجثث والضحايا وان له طعم مر لايمكن ان يتجمله انسان واعي ومثقف
فتحية لكل انسان يرتفع بانسانيته في وقتها وعند مقدرته مثل القيادة الكوردية وليس الانسان الذي يسيس انسانيته لتحقيق مصا لح على جثث مواطنيه تعلموا ياساسة العراق فن الاخلاق لتكونوا على الاقل رفعة راس لابنائكم وليس امام العالم هذا مانتمناه.