الجيش الشعبي هي مفردة استخدمت اثناء الحرب العراقية الإيرانية، وكان منشؤها في بداية الثمانينات من القرن المنصرم، وكان النظام العفلقي يستعمل ذلك الجيش لمساندة جيشه النظامي المنشغل في حربه ضد ايران الاسلامية، وبسبب الحرب القائمة آنذاك من جهة، وبسبب الخسائر الفادحة التي كان يمنى بها جيش صدام ولأسباب كثيرة اخرى كانت سبباً في انشاء الجيش الشعبي ليكون حصناً وسنداً ومساعداً للجيش النظامي، وللحفاظ على الأمن الداخلي والجبهة الداخلية من جهة اخرى.
والجيش الشعبي هو خليط من طبقات المجتمع العراقي ممن لم ينخرط ضمن صفوف الجيش العراقي السابق، والذي كان يقوده صدام وجلاوزته الى الهاوية بسبب الحروب الظالمة التي فرضها نظامه على دول الجوار.
( ممن يتكون الجيش الشعبي)
د بقيادات الجيش الشعبي غالباً ما كانت من قبل الرفاق البعثيين( لعنهم الله) ، الذين كانوا يفرضون على الطلبة والعمال وكبار السن، ومن ليس له ارتباط بالجيش العراقي، فقد كان الرفاق يطاردون طبقات المجتمع لإلحاقهم في صفوف الجيش الشعبي، وقد تشكلت قواطع كبيرة جرّاء ذلك الجيش الذي تشكلت فصائله ومجاميعه بأشكال قسرية، وهنالك قصص وروايات كثيرة حول كيفية تشكيل ذلك الجيش ولم تذهب تلك الطرق والأساليب من ذاكرة العراقيين آنذاك .
وكثيرة هي الأساليب التي كان الرفاق يستخدمونها لتجميع أكبر عدد ممكن من الرجال، حيث كان الرفاق يحصلون على جرد كامل لكل منطقة من مناطق العراق، ويكون ذلك الجرد يحتوي على عدد العوائل وعدد الذكور واعمارهم، وعملهم وما شاكل، فقد كان الرفاق يطرقون أبواب الناس لكي يأخذوا تفاصيل كل عائلة بعد ان توّزع تلك المناطق بين الرفاق.
ثم تُقسّم تلك المناطق بين الرفاق، وكان في كل منطقة هناك موقع للرفاق يسمّى بالمنظمة الحزبية، وهناك موقع اخر يُسمٌى بمقاطع الجيش الشعبي، وهو عبارة عن مكان كبير يجمعون فيه المتطوعين الى الجيش الشعبي، ومن جائوا به قسراً، يجمعون هم على حد سواء لأجل ان يبعثونهم الى المعسكرات المِعَدّة لتدريب المتطوعين والمقسورين، ثم بعد ذلك يزجّونهم في جبهات القتال في المعارك ضد ايران.
وكانت واحدة من اساليب الرفاق( المجرمين) لجمع اكبر عدد من الرجال، فقد كان الرفاق يأتون الى البيوت ليطرقوا الأبواب، طالبين لبعض أبناءهم ، فإذا لم يجدوا المطلوب، فإنهم كانوا يأخذوا الأب والرجل الكبير كرهينة لغاية إلتحاق الإبن او الشاب لقيادة الفرقة الحزبية، فإذا حضر المطلوب، فإنهم يطلقون سراح الأب وهذا اذا لم يحضر الابن والولد فإن الأب والشيخ العجوز عليه ان يتحمل الإجراءات الصعبة التي كانت تفرض على صفوف الجيش الشعبي، وغالباً ما كان يتجمع ذلك الجيش بالقسر والتهديد، والوعيد، وكان الناس يخافون على أبناءهم وعوائلهم، فكانوا يتوجهون الى ذلك الجيش ليس ايماناً منهم بعدالة القضية وإنما كانوا يتوجهون لإتقاء شرّ الرفاق المجرمين وللحفاظ على شرفهم وعوائلهم، لان البعثيين ورجال أمنهم لم يتورعوا بفعل أي قبيح لأجل حماية نظام البعث( الإجرامي).
(الحشد الشعبي)
الحشد الشعبي هو مصطلح جديد في مفهوم العراقيين، وقد تزامنت تلك الكلمة منذ انطلاقة فتوى المرجعية الدينية في النجف الاشرف، عندما تعرض البلد الى خطر الإرهاب من قبل دواعش الكفر، وذلك بعدما سيطروا على عدد من المدن بدئاً من سقوط مدينة الموصل، وقد تعرّضت بغداد لخطر السقوط بأيدي دواعش الآفاق، لولا صدور تلك الفتوى، وذلك لإستنهاض همم المجاهدين والمتطوعين لحماية البلد من خطر السقوط، وقد لبّى الآلاف من ابناء العراق الغيارى من اتباع مدرسة اهل البيت( عليهم السلام) لذلك النداء، وتسارعوا للتطوّع في تلك المجاميع من الحشد، وقد شاركوا في اشرس المعارك وحققوا الانتصارات المتلاحقة، وهم يعيشون يشعرون بلَذة الجهاد وسعادة رضى الرب عنهم، وقد تدفقت الآلاف منهم إلا ان الكثيرين منهم لم يستطيعوا اللحوم بإخوانهم وذلك بسبب كثرة أعدادهم ، ولا يوجد مكان لهم، ولذلك فهم ينتظرون دورهم، واما الآخرون من إخوانهم الذين تم التحاقهم بجبهات العز والكرامة، فهم يتنازعون بينه، بعدم ترك المعركة، بل رفضوا الإجازات ورفضوا الأموال، وقد تركوا عوائلهم خلفهم دون ان يكترثوا بشيء، فهمّهم هو الله واسنجابتهم لفتوى المرجعية، والتي تُعَد هي استجابةً لأمر الامام لانها شرف مقدسٌ على اعتبارهم يدافعون عن : الدين، العرض، الشرف، الوطن، العقيدة، الولاية، المال، والولد).
وللمقارنة بين الجيش الشعبي والحشد الشعبي فسنجد التالي :
١- الجيش الشعبي تم تأسيسه على باطل.
١- الحشد الشعبي تم تأسيسه على فتوى ودعوات كافة المرجعيات الاسلامية والوطنية الشريفة.
٢- الجيش الشعبي، أُنشأ على أساس مساندة الجيش المعتدي على دول الجوار ظلماً وعدواناً.
٢- الحشد الشعبي، أُنشأ على أساس دعم ومساندة الجيش العراقي المُعتدى عليه من قبل الغزاة الأجانب ( الدواعش).
٣- الجيش الشعبي، تأسس على أساس القسر والتهديد والوعيد، وأن الرفاق كانوا يجبرون الناس للإلتحاق به وإلا فآل عواقب وخيمة.
٣- الحشد الشعبي، تأسس على أساس التطوّع الاختياري، بل يتسابق أفراده للوصول لأخطر أماكن المواجهة لتلبية نداء المرجعية.
٤- الجيش الشعبي، كان دعمه من قبل الدولة البعثية من حيث الطعام والشراب والسلاح وما شاكل.
٤- الحشد الشعبي، كان الدعم يأتيه من عوائلهم ومن المواكب الحسينية، وان سلاحهم يشترونه بأنفسهم، بل بلغ الامر الى شرائهم الاطلاقات من قبل الجيش لكي يقاتلوا لأجل الأهداف المذكورة انفاً.
٥- الجيش الشعبي، كان غالباً ما ينهزم في معارك المواجهة، فإما ان ينزم واما ان يسلّم نفسه لخصمه، وحوادث التاريخ المعصر لزمن الطاغية مليئة بتلك القصص.
٥- الحشد الشعبي، كان وما يزال يصمد عند المواجهة مع العدو، ولم ينسحب مو موقعه إلا بالتقدم الى الأمام أو الاستشهاد في سبيل الله، ولذلك فإننا وجدنا انباء النصر يلوِ النصر، ومن مكان لآخر، فأينما يتجه الحشد الشعبي فإننا نسمع ببشائر الانتصار ضد المعتدين الأوغاد.
٦- الجيش الشعبي، عقيدته فاسدة لأنها مبنية على أساس الظلم، وسوء الخلق، والانحطاط الأخلاقي، فقد كانت التقارير تكتب على بعضهم البعض، وكل يريد ان يُوقع بصاحبه…..
٦- الحشد الشعبي، يتميز بعقيدة صالحة، ويحمل مباديء الاسلام الحقيقي، فضلاً عن تمتع أفراد الحشد الشعبي بحسن الخلق ، وسلامة الدين، وحسن المعاملة، وطاعتهم لأوامر المرجعية، وان ابناء الحشد الشعبي يتسابقون الى الشهادة ، وكل يقدّم نفسه للحفاظ على صاحبه.
٧- الجيش الشعبي، كانوا يخافون من بعضهم البعض الاخ، كي لا يكتب احدهم على الاخر تقريراً يكون فيه هلاك المكتوب عليه، وعلاقة أفراد الجيش الشعبي بالمسؤول هي علاق الرئيس والمرؤوس ، وهي علاقة السيد بالعبد….
٧- الحشد الشعبي، يعيشون حالة الثقة المتبادلة فيما بينهم، والعلاقة قائمة على أساس الود والاحترام، وان علاقة أفراد الحشد الشعبي بمرؤوسيهم هي علاق الاخ بأخيه، وهي قائمة على أساس النصيحة والتواصي بالصبر والتواصي بالحق….
٨- الجيش الشعبي، شعاراته هي : ( الوحدة، والحرية، والاشتراكية)، ويحمل شعار القومية العربية، وكلها أسس باطلة.
٨- الحشد الشعبي، يحمل شعار : ( يا حسين) ، وهم يحملون ذلك الشعار صدقاً وقولاً وفعلاْ.وقد حققوا المعاجز تحت ذلك الشعار، وفي ظلّه.
٩- الجيش الشعبي: مخذولون أينما توجهوا .
٩- الحشد الشعبي: منصورون أينما وُجِدوا.
١٠- الجيش الشعبي : قياداتهم ظالمة ومجرمة.
١٠- الحشد الشعبي: قياداتهم حكيمة ومؤمنة.
والقائمة طويلة وأكتفي بهذا القدر، واترك المزيد لمن يريد ان يزيد.