22 ديسمبر، 2024 2:42 م

الفرق بينَ آلفلاسفة والأنبياء

الفرق بينَ آلفلاسفة والأنبياء

في طريقهِ لِلحَجّ أَحَسَّ آلفيلسوف (إبن سينا) بعطشٍ شديدٍ, إلتفت لتلميذه الذي كان يُرافقهُ, طالباً منه جلب الماء من قرية مجاورة, لكنهُ تثاقل و إعتذر لبرودة الجّو وعتمة الليل, و رغم إلحاح (إبن سينا) عليه .. لكنهُ لمْ يفعل, و بينما هُم على هذا الحال و إذا بأذان الفجر يدوي في سَماء آلقرية, نهض تلميذه على الفور إستعداداً للصلاة .. عندها قالَ لهُ إبن سينا؛ مهلاً .. حانَ الوقتُ للأجابة على سؤآلك الذي سألتنيه في بداية سفرنا من (همدان)؛ عن ( ما هو الفرق بين الفيلسوف و النبيّ)؟
ألفرق بينهما هو هذا الذي شهدّتهُ, فحينَ سألتكَ مراراً لجلب الماء لم تنهض من مكانك, بينما مجرّد سماعكَ لكلمة (الله أكبر) لَبّيتَ النداء على الفور رغم وفاة النبي(ص) الذي أمرنا بها قبل 500عام, بينما أنا آلحيٌّ ألعطشانٌ ألآن بجانبك و مُعَلمكَ .. دعوتك مراراً لجلب الماء و لم تفعلْ مثلما فعلت لمجرد سماعك لنداء النبيّ(ص) للصلاة! و هذا هو الفرق بيننا و بين الأنبياء, لأنّنا نتعامل بآلعقل مع الناس, بينما الأنبياء يتعاملون بآلقلب! و هيهات أنْ ترتقي لغة العقول لمرتبة لغة القلوب, و لكن المشكلة تكمن في أبعاد و ماهيّة الفرق بينهما, فكلّ فلاسفة العالم لا يعرفونها بآلضبط بعد إطلاعي الدقيق على نظريّاتهم المعرفية, و هو الفرق الكبير نفسهُ بين الفقهاء المراجع الذين يحصرون الدِّين بأحكامٍ عباديةٍّ فرديّةٍ و بين آلعرفاء ألرّبانيين ألّذين ينظرون للدِّين بكونهِ يُمثّل جميع مجالات الحياة و سأقدم بإذن الله تعالى عرضا مفصلاً عن نظرية المعرفة الأسلامية لبيان الحقيقة المجهولة للعالم.