22 نوفمبر، 2024 5:51 م
Search
Close this search box.

الفرق الباطنية في التاريخ الاسلامي

الفرق الباطنية في التاريخ الاسلامي

10- القاديانية – القسم الثاني
موقف المؤسسات الاسلامية من الطائفة القاديانية

كان للأزهر الشريف موقف حاسم من الطائفة الأحمدية و القاديانية حيث أكد فضيلة شيخ الأزهر جاد الحق علي جاد الحق في إطار إجابته على كتاب الشيخ أبو بكر نجار رئيس المجلس الإسلامي بجنوب أفريقيا بتاريخ 5 من شهر صفر سنة 1402هـ بأن فرقة الأحمدية فرع من القاديانية التي قال عنها المرحوم الدكتور محمد إقبال أحد كبار المفكرين المسلمين في بنجاب أن القاديانية ثورة على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ومؤامرة ضد الإسلام وديانة مستقلة، وان القاديانية وحدها ليست جزءاً من الأمة الإسلامية العظيمة ذلك لأن الجماعة خالفت إجماع المسلمين واتفاقهم على أمور صارت معلومة من الإسلام بالضرورة.
وتابع في فتواه المنشورة في مجلة الأزهر المجلد57 لسنة 1985م صفحة 1921 “من هذا ابتداعهم تفسيرا لقول الله سبحانه (خَاتَمَ النَّبِيِّينَ) مخالفا لما وقع عليه الإجماع من أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو خاتم النبيين فلا نبي ولا رسول بعده إلى يوم القيامة إذ قال القاديانيون مفسرين قول الله تعالى: (خَاتَمَ النَّبِيِّينَ) لأول مرة في تاريخ المسلمين بأن محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم النبيين أي طابعهم فكل نبي يظهر الآن بعده تكون نبوءته مطبوعة بخاتم تصديقه صلى الله عليه وسلم وهذا تفسير باطل يخرج به صاحبه عن إسلامه.
وتابعت الفتوى “وقد سارت فرقة الأحمدية في عقيدتها وسلوكها الديني على نهج أصلها (القاديانية) وانتسبت الأحمدية إلى مرزا غلام أحمد الذي تواترت كتابته: بادعائه النبوة، يصرح بها ويكفر من لا يتبعه، وإن حاول بعض أتباعه تفسير كتابته بادعاء أنها مجاز وليست حقيقة، وأطلقوا عليه اسم المسيح الموعود، أو أن روح المسيح قد تقمصته وأن له معجزة هي تنبؤه بالخسوف والكسوف قبل وقوعهما.
واختمت الفتوى بالتأكيد على انه “إذا كانت عقيدة هذه الطائفة على هذا النحو كانوا على غير الإسلام، ولشعبة لاهور فوق هذا ضلالة قاصمة يبثونها في كتبهم بلسان زعيمهم، وهي إنكار أن يكون المسيح عليه السلام ولد من غير أب وقد صرح زعيمهم محمد علي بأن عيسى عليه السلام ابن يوسف النجار وأن مريم كانت متزوجة به، وأن المسيح ولد بطريق عادي وقد حاول تحريف بعض الآيات لتوافق هذه العقيدة، ويذكر أن عقيدة ولادة المسيح من غير أب ليست من عقائد الإسلام التي يجب الإيمان بها وأنها من مبادئ المسيحية وهذا القول من مفتريات اليهود على رسول الله عيسى بن مريم عليه السلام، كما أخبر به القرآن في قول الله سبحانه” وبكفرهم وقولهم على مريم بهتاناً عظيماً” وطائفة الأحمدية هذه بهذا المتقدم وغيره وكذلك أصلها القاديانية كلتاهما في مسلكهما وطرقهما المتشعبة بدءًا واستمرارًا بعيدتان عن الإسلام، إذ لا شك أن عقيدتهما في كل أجزائها تخالف ما أجمع عليه المسلمون من عهد النبي صلى الله عليه وسلم من أنه نبي ورسول من الله وخاتم النبيين وما صرح به رسول الله صلى الله عليه وسلم من أنه آخر الأنبياء وأن الله قد ختم به الرسل، وأنه لا نبي بعده، وما نسبته هذه الطائفة لزعيمها من نبوءات، كالتنبؤ بالكسوف للشمس والخسوف للقمر قبل وقوعهما، لا يعد معجزة لأنه يقع من علماء الأرصاد والفلك ويتكرر وقوعه بناء على حسابات يجرونها ولم يدّع واحد من هؤلاء العلماء أنه نبي أو رسول، بل أنه العلم والمعرفة التي نمت وتكاملت في بني الإنسان على مدى حياته على الأرض وعلى هذا النحو تكون قد خرجت بهم عن الإسلام، حيث خالفوا عقيدته وشريعته في كثير من الأمور المعلومة من الإسلام بالضرورة.
وأنه إذا كان هؤلاء القاديانية والأحمدية قد فارقوا الإسلام بتلك المعتقدات وبرئت منهم عقيدته وشريعته صاروا مرتدين عن الإسلام وجرت عليهم أحكام غير المسلمين في شأن دخولهم المساجد، ذلك قول الله سبحانه{ مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَاجِدَ الله شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْر،ِ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ وإِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ}.
وقد حرم الله في الآية الأولى على غير المسلمين دخول المساجد، وذلك بأسلوب تقريري ملزم للمؤمنين وهذا هو المفهوم من قول الله { مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَاجِدَ الله}.
فالعبادة كما تطلق على بناء المساجد وإصلاحها تطلق كذلك على لزومها والإقامة فيها لعبادة الله والمعنى على هذا أنه ينبغي للمشركين وليس من شأنهم أن يعمروا بيوت الله “المساجد” وهم على حالة الكفر.
لقد عاش الغلام القادياني وخلفاؤه وأتباعه من بعده يتاجرون بالأباطيل، والتأويلات الفاسدة، وكل امرئ لا يعصمه دين قويم، ولا خلق شريف، ولا عقل صحيح، يستطيع أن يدعي ما يشاء، وما في القاديانية إلا أمشاج كفر… أو خليط منه… ولكنه الخليط الذي لا ينتج إلا ما تعافه النفس السوية، لذا فزع علماء المسلمين لفتنة القاديانية في أوطانهم، وتصدوا لترهاتها بأقلامهم وألسنتهم، فأصدرت محكمة بهولبورعام 1935م – بعد مناقشة دامت عامين اشترك فيها بعض علماء أهل السنة وبعض زعماء القاديانية – حكمها بكفر القاديانية وعدم حل زواج المسلمة بقادياني.
وفي عامي 1939م، و 1940م بعث القاديانيون طالبين للأزهر الشريف، والتحقا بكلية أصول الدين، فلما علم بهما شيخ الأزهر آنذاك، شكل لجنة للتحقيق معهما، والتحقق من مذهبهما، وكانت هذه اللجنة برئاسة الشيخ: عبد الله اللبان عميد كلية أصول الدين، وكتبت اللجنة في قراراتها:” أن القاديانيين كفار “وفصل الطالبان من الكلية، واعتبرا ملحدين، ومن هنا استن مبدأ استبعاد القاديانيين من الدراسة بالأزهر.
وقد اعتبر مجلس المجمع الفقهي برابطة العالم الإسلامي بالإجماع الطائفة القاديانية، العقيدة القاديانية المسماة أيضاً بالأحمدية، عقيدة خارجة عن الإسلام خروجا كاملاً، وأن معتنقيها كفار مرتدون عن الإسلام، وأن تظاهر أهلها بالإسلام إنما هو للتضليل والخداع، و يجب على المسلمين حكومات وعلماء، وكتاباً ومفكرين، ودعاة وغيرهم مكافحة هذه النحلة الضالة وأهلها في كل مكان من العالم.
واستعرض مجلس المجمع الفقهي ظهور الطائفة في الهند في القرن التاسع عشر الميلادي، وادعاء مؤسس هذه النحلة، ميرزا غلام أحمد القادياني 1876م أنه نبي يوحى إليه، وأنه المسيح الموعود، وأن النبوة لم تختم بسيدنا محمد بن عبدالله رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم كما هي عليه عقيدة المسلمين بصريح القرآن والسنة وزعم أنه قد نزل عليه، وأوحى إليه أكثر من عشرة آلاف آية، وأن من يكذبه كافر، وأن المسلمين يجب عليهم الحج إلى قاديان، لأنها البلدة المقدسة كمكة والمدينة، وأنها هي المسماة في القرآن بالمسجد الأقصى، وما صرح به في كتابه الذى نشره بعنوان (براهين أحمدية) وفي رسالته التي نشرها بعنوان (التبليغ)، ومنها ما جاء في كتابه المسمى(آينة صداقت) ص 35 من قوله “إن كل مسلم لم يدخل في بيعة المسيح الموعود(أي والده ميرزا غلام أحمد) سواء سمع باسمه أو لم يسمع، وهو كافر وخارج عن الإسلام”
وقوله أيضاً في صحيفتهم القاديانية (الفضل) بتاريخ 30 من يوليو/تموز عام 1931م، فيما يحيكه هو عن والده غلام أحمد نفسه أنه قال: “إننا نخالف المسلمين في كل شيء: في الله، الرسول، القرآن، الصلاة، الصوم، الحج، الزكاة، وبيننا وبينهم خلاف جوهري في كل ذلك” و”إن ميرزا هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأنه هو مصداق قول القرآن حكاية عن سيدنا عيسى عليه السلام، { ومبشراً برسول يأتي من بعدى أسمه أحمد}.
وبعد أن تداول مجلس المجمع الفقهي في هذه المستندات وسواها من الوثائق الكثيرة، المفصحة عن عقيدة القاديانية ومنشئها، وأسسها وأهدافها الخطيرة في تهديم العقيدة الإسلامية الصحيحة، وتحويل المسلمين عنها تحويلاً وتضليلاً، اعتبرها طائفة غير مسلمة.
ويرى جميع فقهاء السنة والشيعة أن الأحمدية “هراطقة وخارجون على الإسلام”، ومنهم الشيخ أبو الوفاء ثناء الله أمرتسري أمير جمعية أهل الحديث في عموم الهند، حيث ناظر (ميرزا غلام القادياني) وتفوق عليه وعندما لم يرجع غلام أحمد عن أفكاره دعا الشيخ أبو الوفا أن يموت الكاذب منهما في حياة الصادق، ولم تمر سوى أيام قلائل حتى توفي “الميرزا غلام أحمد القادياني في عام 1908م، بينما توفي ثناء الله الامرتسري عام1948م بعد أن عمر طويل”.
في الوقت الذى صدرت فتاوى متعددة من عدد من المجامع والهيئات الشرعية في العالم الإسلامي، تقضي بكفر القاديانية، فبالإضافة الى الازهر الشريف والمجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي، وأيضًا مجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وهيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، أصدر مفتي محافظة نابلس الشيخ أحمد شوباش فتوى تحكم بكفر كل من يتبنى عقائد الجماعة الأحمدية وذلك بناء على استفتاء من رواد احد المساجد بتاريخ18 جمادى الآخرة الموافق 14-7-2005م وقد وصف الشيخ شوباش فرقة القاديانية أو الأحمدية بأنها فرقة ضالة غير إسلامية وتتبنى عقائد فاسدة.
ويعيش الأحمديون في كل البلدان التي يوجد بها مهاجرون من شبه القارة الهندية، وتعتبر من أولى الجماعات المسلمة التي وصلت إلى بريطانيا والبلدان الغربية الأخرى أماكن انتشار القاديانية.
يتركز القاديانيون في الهند وباكستان، وقليل منهم في إسرائيل والعالم العربي وللأحمديين نشاط كبير في إفريقيا، وفي بعض الدول الغربية، ولهم في أفريقيا وحدها ما يزيد على خمسة آلاف مرشد وداعية، متفرغين لدعوة الناس إلى الأحمدية، و ترعى الحكومة الإنجليزية أتباع هذا المذهب، وتسهِّل لأتباعه التوظف بالدوائر الحكومية العالمية في إدارة الشركات والمفوضيات.
ونشط القاديانيون في الدعوة إلى مذهبهم بكافة الوسائل، وخصوصًا الثقافية، ونجحوا في اجتذاب العديد من العلماء والمهندسين والأطباء، ويوجد في بريطانيا قناة فضائية باسم التلفزيون الإسلامي يديرها أتباع القاديانية.
وقد تلقف اليهود القاديانية مثل البهائية وجاء الخليفة الأحمدي الثاني بشير الدين محمود احمد ابن مؤسس الجماعة عام 1924م إلى فلسطين عن طريق حيفا، وحضر معه الأحمدي جلال الدين شمس، وفي مدينة حيفا بشّر بدعوة المهدي زمناً، حتى تسنى له الاتصال بأهل قرية الكبابيرعلى قمة جبل الكرمل، فأسس مركزا للجماعة، وأقام مركزًا تبشيريًا عام 1929م، وعاد جلال الدين شمس الى قاديان عام 1931م، وقد تبع ذلك بناء أول مسجد للجماعة هناك سنة 1934م، ثم أضيف إليه دار التبليغ، ثم وصل الى فلسطين أبو العطاء الجلندهري حيث مكث حتى العام 1936م في الكبابير، وهو الذي أكمل بناء مسجد محمود فيها وأسس مجلة “البشارة ” التي تحولت إلى (البشرى) الحالية، وهي المجلة الأحمدية القاديانية الوحيدة في الديار العربية، والتي لا تزال تصدر في فلسطين المحتلة إلى وقتنا الحاضر.
وجاء جلال الدين قمر اليها عام 1954م وعمل رئيسًا لتحرير مجلة البشرى ومديرًا للمدرسة الأحمدية في حيفا، وفضل إلهي بشير الذي حضر أواخر السبعينيات للمنطقة وألف كتبا بالعربية تطرق فيها إلى المسائل الخلافية وغلام أحمد الذي وصل إلى عدن وأسس بها الجماعة الأحمدية عام 1949م وغيرهم.
ثم أعادوا بناء مسجد “محمود” عام 1979م، وتضم قرية الكبابير قرابة الـ3000 نسمة معظم سكانها من أتباع الأحمدية.
مما يوضح بجلاء اهتمام الجماعة الأحمدية بالانتشار في العالم العربي والانطلاق نحو هذا العالم عبر فلسطين، ورغم تمحورها في الكبابير بحيفا في فلسطين إلا أن هناك انتشارا محدودا لها في الضفة وغزة.
وللقاديانية والاحمديةعدة كتب من أبرزها:
1- التبليغ
2- تجلِّيات إلهية
3- إزالة الأوهام
4- إعجاز أحمدي
5- براهين أحمدية
6- أنوار الإسلام
7- إعجاز المسيح
أما بخصوص الكتب التي ألفها علماء المسلمين للرد عليهم فهي كثيرة تربو على الخمسين كتاباً من أهمها:
1- هدية المهديين في آية خاتم النبيين.
2- القاديانية ثورة على النبوة المحمدية والإسلام: أبو الحسن الندوي.
3- القادياني والقاديانية: أبو الحسن الندوي.
4- المسألة القاديانية: أبو الأعلى المودودي.
5- البيانات في الرد على القاديانية: المودودي.
6- طائفة القاديانية: محمد الخضر حسين.
7- فصل قضية القادياني: أبو الوفاء ثناء الله الأمر تسري .
8- رسالة في الرد على القاديانية: محمد نذير حسين الدهلوي.
9- الحق المبين في الرد على القاديانيين الدجالين: محمد حمدي الجويجاتي.
10- القاديانية: احسان الهي ظهير.
11- القاديانية والاستعمار البريطاني: عبدالله سلوم السامرائي.

أحدث المقالات