الفرقة وباء مستوطن في دول الأمة منذ تأسيسها , دول العالم تقسمت وتطورت وتنافست في تقدمها وإمتطائها ناصية العصر , ودولنا تقسمت وتفرقت وتناحرت وتحاربت وتآمرت على بعضها , وكأن الفرقة دينها ومذهبها.
والعرب يعلمون ويقرأون بلسان عربي الآية التي نصها” واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا….”!
لكنهم وبتواصل الأجيال لديهم إستعدادات كامنة للفرقة والخصام , ولا يحتاجون إلا لقدحة عدو يخبر آليات سلوكهم , وما تضمره نفوسهم.
الدول العربية تتفرق وتتناطح , ومجتمعاتها تتشظى وكأنها تسعى للإبادة , وتميل للتبعية للآخرين لحمايتها ومساعدتها على العيش وتأمين أنظمة الحكم وفقا لآرابها العلنية والخفية , حتى تحولت إلى عالات على غيرها من الدول القابضة على مصيرها.
وصارت أنظمة الحكم كالوكالات , التي فيها نصوص ومدة زمنية معينة , بعدها يلقى الوكيل مصيره المرسوم , والذي يسير إليه بغفلة وتضليل , وتعبير عن السذاجة والجهل التفاعلي مع الطامعين بوجوده.
وعندما تتساءل عن الشعوب , فهي مقهورة محرومة مكبلة بطروحات المتاجرين بدين , والمبرمجين لتخنيع الناس ودفنهم في أوحال السمع والطاعة , ومَن يرى بعقله ويتجرأ على طرح سؤال يُحسب من الزنادقة المارقين , فلكل نظام حكم عقيدة وهمية بموجبها يحكم.
وحينما نتساءل لماذا تقدموا وتأخرنا , نخشى أن نضع إصبعنا على بيت الداء , ونخوض في تبريرات فارغة ونكرر ذات الإسطوانة المشروخة , التي ما إستطاعت أن تتحرر من هيمنتها الأجيال.
فشعوب الأمة من أذكى الشعوب , وتكنز جينات حضارية متميزة , والعيب في سُراتها المغفلين والمبرمجين لغايات يجهلونها ويتوهمون بأنهم يسيرون على صراط مستقيم.
بتقسيمٍ بها دولٌ تنامتْ
وفاقتْ في تألقها وجادتْ
على خيرٍ وإبداعٍ وفعلٍ
إلى أفقٍ من الأنوار طارتْ
بفرقتها أفاضتْ محتواها
وأطعمتِ الزمانَ بما أرادتْ
د-صادق السامرائي