ما من قضية صراعية في التأريخ السياسي ،تعرضت الى الاستنزاف وعمليات الضغط الاستراتيجي مثل القضية الفلسطينية .
في جميع المراحل استخدم داعموا الكيان الاسرائيلي اسلوب التصادم لاستدراج الفلسطينيين والعرب للتوقيع على اوراق الفوز الاسرائيلية .
ومن خلال عملية احصاء موجزة يظهر ان داعمي اسرائيل واصدقائهم من بعض العرب استخدموا اسلوب ( الفرصة الاخيرة ) كعنوان لطروحاتهم التهادنية منذ اعلان الكيان عن نفسه والى اليوم .
والفكرة هي ترجمة لنظرية سياسية في فن التفاوض الديبلوماسي راجت في ستينيات القرن الماضي وتدعى ( اطفال كاليفورنيا ) تقوم على اساس المصلحة بتفادي التصادم المميت وان تفادي الصدام في اللحظة الاخيرة هو الخيار الوحيد المتاح في لحظة ممارسة الضغوط .
بمعنى اوضح هو : اسلوب التلويح بعصا التوقيت ووضع الخصم تحت الضغط وايهامه بانه لا مخرج ولافرصة ثانية امامه وبالتالي عليه القبول بالمتوفر حاليا .
•فلما حصل التقسيم (1948)، المندوب البريطاني في مجلس الامن تحدث عن الفرصة الاخيرة امام العرب .
•ابان مفاوضات وقف اطلاق النار عقب حرب عام 1956 تحدث الجانب الفرنسي عن الفرصة الاخيرة .
•بعد حرب 67 تحدث الاميركيون والاسرائيليون عن الفرصة الاخيرة.
•عقب حرب 73 تحدث الجميع عن الفرصة الاخيرة .
• السادات ظل يتحدث عن الفرصة الاخيرة التي ادت به الى التطبيع .
•جورج بوش الاب ووزير خارجيته جورج شولتز تحدثا كذلك عن الفرصة الاخيرة حينما طرحا مشروع ( غزة – اريحا – أولا ).
•الملك فهد بن عبد العزيز قال عن مبادرة ( السلام العربية ) انها الفرصة الاخيرة .
•الرئيس الاميركي بيل كلنتون وفي كلمته في مؤتمر مدريد وصف المؤتمر على انه الفرصة الاخيرة .
•ايهود باراك المتخصص في الاعلام والحرب النفسية لم يتوقف عن الحديث حول ( الفرصة الاخيرة ) سواء في مفاوضات أوسلو مع عرفات ام خلال مفاوضاته مع وليد المعلم في واي ريڤر والتي فشلت بعد ان اصطدمت بامواج بحيرة طبريا .
• الملك الاردني عبدالله الثاني ألف كتابا تحت عنوان الفرصة الاخيرة ،معتبرا فكرته لانهاء الصراع بانها الفرصة الاخيرة وإذا لم يأخذ بها اطراف الصراع المباشرين فإن الطوفان والخراب آت . !
كل هؤلاء لم يكونوا صادقين بقدر ماكانوا مراوغين او اداة لممارسة الضغط على الفلسطيني، هذا الكائن الذين يلعب لعبة الصبر الاستراتيجي وقد نجح فيها .
الصبر الاستراتيجي غير مكلف في الصراع مع الكيان الاسرائيلي ، فكل ما هو مطلوب منك وانت على ارضك ان تتحمل الضربات بشرط ألا تتزحزح من مكانك .
ومع الاعتقاد بالصبر الاستراتيجي يتلاشى عند الانسان الفلسطيني معنى ( الفرصة الاخيرة ) لانه هو الاكثر فهما للاسرائيلي ،وهذا الفهم قائم على اساس ان الكيان الاسرائيلي هو ( كائن بيولوجي ) مشوه لانه انتج في مختبرات غير رصينه .فهو صنع على فرضية وهم ( العرق اليهودي ) .
وهمية ، لانه وببساطه لايوجد DNA تحت هذا التصنيف ، فاليهود هم بشر يعتقدون بعقيدة ( محرفة )ويتحدرون من أعراق : العربي .والفارسي .الاصفر . الافريقي ،هندوك . المستيزو ، السلاڤ (الساكسوني ، الجرماني .الفايكينغ ) ….
إذن الفلسطيني يفهم بان هذا الكائن شأنه شأنه ڤايروس كورونا وحمى الوادي المتصدع ..يمر بمراحل متعددة ويتحول الى نسخ ، تضعف مع كل مرحلة انتقالية .
أما عامل الزمن،فهو مجرد ارقام ،والاجيال مجرد اطوار ،فنحن نعتقد بمحمد نبيا ونعيش في فكره على مدار اليوم منذ اكثر من 1444 عاما.