23 ديسمبر، 2024 3:13 م

الفرد العراقي وعلاقته بالحكام

الفرد العراقي وعلاقته بالحكام

عندما يطالع الشخص تاريخ العراق من حمورابي الى قائدي الضرورة  تتجلى امامه صورة غريبة لايجد تفسيرا لها وحتى دكتورنا الوردي عجز عن تفسيرها فردها الى البدوية ، فتجده يكاد يعبد الحاكم ويبرر كل افعاله دون ان ينظر اليها او  يفهمهما بل بمجرد ان الحاكم قال فانه(قال العراق) وما ان يذهب حاكمه المخلد يصب كل لعنات العالم عليه وتصبح فترته فترة مظلمة ملئية بالفساد والانحطاط وكأن لم يكن يوما بوقا لتبرير افعاله ، وما ان تقف امام هذه الصورة حتى  يتوقف فكرك في تفسيرها وعقلك في فهمها ، ولعلك تستعين بالسحر والشعوذة  لتبرر ما تراه، لا اذهب بعيدا فبالأمس كانت الشوراع تضيق والإعلام يهتف (اذا قال صدام قال العراق) وما سقط صنمه اصبح عصره عصر الظلم والطغيان ، وليس هنا بمقام التقييم لعصرة بل لنقل صورة في ظله وصورة بعده ، ولعل السؤال فكيف تغير قائد الضرورة بعد لحظات وكيف اكتشف الفرد العراقي هذا الظلم بعد ان كان يهتف ليل نهار بحياته ، وانت تتمعن بهذه الصورة ستأتي صورة اخرى غدا ستجد ان الشعب العراقي سيلعن (ابو اسراء) لانه (اسس الطائفية  وسرق اموال العراق) وانت ترى اليوم كيف هو بطلا من ابطال العصور الوسطى وانه لايجب تغييره لانه لايوجد غيره وان العرق قد خلا من الرجال ، السؤال هنا  متى لنا ان نقييم الحاكم على حقيقته ؟ متى لنا ان نؤمن بأن الحاكم انسان يخطا ويصيب؟  متى نعرف ان طول مدة الحكم تعنى تفاقم الاخطاء ، متى نعرف ان الحياة تتغير ولذلك يجب ان يتغير الحاكم  ؟ متى نتحول من ناعقين الى صادحين ؟