الأمم المتأخرة في القرن الحادي والعشرين , عليها أن تضع الأسس التفاعلية الكفيلة بنشاطات جماعية متضامنة , لكي تتواصل مع عصرها , وأمتنا بحاجة لتأهيل قدراتها الجماعية لتكون.
ومنذ نهاية الحرب العالمية الأولى والخوف من التفاعل العربي الجماعي يخيّم على الدول المنتصرة فيها , والتي توزعت ممتلكات الدولة العثمانية , ولهذا عملت جاهدة على ترسيخ الفرقة والإحتراب بين الدول العربية , التي لو إستوعبت دورها وإستثمرت بوجودها لكانت من القوى المهيمنة.
فالتقسيم تحول إلى نقمة , والنفط أصبح نقمة , والدين صار نقمة , فكل نعمة في ديارنا يجب أن تكون نقمة!!
وما يجري بإرادتنا , فالذي يتنازل عن إرادته عبّر عن خياره , وإرتضى أن يكون عبدا مطيعا للآخر الذي يسخّره لتحقيق مصالحه.
والتفاعلات الفردية المقرفة المتشظية الدائرة في واقعنا هي خيارات الكراسي المرهونة المصير , والمحمية من قبل سيدها المفترس الأمير , وستتواصل لأنها تحقق مصالح الغير وتناهض مصالح المواطنين , وتمنع أي نشاط جماعي يصنع قوة ويولّد قدرة على التحدي والرقاء.
فالأمة لن تكون إذا أغفلت الإرادة الجماعية , ولم توفر للأجيال البنى التحية الأساسية للإنطلاق الخلاق في نهر العصر الدفاق , بعيدا عن أي معوق أو مصد مهما كان نوعه ودرجته.
ولا بد للدين أن يبتعد عن الكرسي , لأنه صار مطية لتحقيق مصالح الآخرين , والإجهازعلى تطلعات الأجيال ودفنها في خنادق الوعيد والشديد.
فهل من قدرة على تفعيل إرادة نحن؟!!
*النِقمة: العقوبة , وهي عكس النعمة.