23 ديسمبر، 2024 1:32 ص

اسامه الصبي الذي لم يتجاوز عمره (٨) سنوات،له اهتمامات وهوايات مفيدة، تختلف عن أقرانه، فهو يمتاز بالذكاء والهدوء، متميز على الصف في الدراسة والتفكير،في يوم من الأيام سأل المعلم التلاميذ(ماذا ترغب أن تصبح في المستقبل)؟ساد الصمت في الصف، وفجأة رفع أسامة يده، وقال أريد أن أكون مهندسأ، قال المعلم ولماذا لا تصبح طبيبا ؟أجاب اسامه انا احب الهندسة ، لأن عمي هيثم يعمل مهندسا ، ويشرف على بناء المدارس والعمارات،وأنا عندما أدخل عرفته ، أرى الصور والخرائط، وهو يعلمني ما يقوم به ألمهندس أصبحت احب هذا العمل، مضت سنوات ، واسامة من المتفوقين الأوائل في الصف، وتم قبوله في كلية الهندسة،وكان في السنوات الماضية يطلع على كتب عمه المهندس المتميز هيثم الذي يهتم بالكتب والمجلات الهندسية، اسامه أثار انتباه المدرسين في الكلية فهم يتوقعون له مستقبلا زاهرا، فهو ذكي ومحبوب من قبل المدرسين والطلبة،هذه السنة سوف يتخرج اسامه وهو الأول بلا منافس، الكلية تقوم بالاستعداد لقيام حفلة التخرج ، لكن اسامه يدرك أن الفرحة لن تكتمل، هذا التفكير يراوده، الحفلة ستكون في العاشر من الشهر الحالي، الدعوة وجهت إلى الأقرباء والاصدقاء، عمه المهندس أعتذر لعدم الحضور،بسبب زيارة مسؤول كبير للاطلاع على المشاريع التي أنجزها ،في الحفلة قدمت الشهادة والهدايا إلى اسامه الذي أصبح مهندسا،كان بشوق إلى اللقاء بعمه المهندس هيثم، لكنه يدرك انه لن يلتقي به، تعرض المهندس إلى جلطة دماغية اثناء زيارة المسؤول الى الدائرة نتيجة الإرهاق ، وتوفي في المستشفى، وعندما سأل اسامه عن عمه أخبروه أنه سافر إلى الخارج، قال اسامه نعم انه سافر ،ولن ألقاه بعد اليوم ابدا ،وكنت أعلم أن الفرحة لن تكتمل .