18 ديسمبر، 2024 10:55 م

الفرانكفونبة تخسر مواقعها تباعا في افريقيا

الفرانكفونبة تخسر مواقعها تباعا في افريقيا

لم يعد الزمن مناسبا لحكم الشعوب من وراء الستار الاستعماري ، سييما وان فرنسا على سبيل المثال لم تترك أثرا يشجع الأفارقة على قبول دورها الاستعماري الخجول ، فلا زالت دول افريقيا متخلفةجدا رغم كونها منجما للثروات ومنابع للخامات ، ولا زالت دول هذه القارة مسرحا لصولات القوات الفرنسية عارضة الفرانكفونبة بدلا من خطط التنمية ، ولا زالت البعثات تبشر بالديمقراطية الفرنسية بدلا من البنى التحتية ، وهكذا ردت الشعوب على لسان عسكرها بالانقلاب على هذه الدولة  في مالي وبوركينا فاسو وبالامس النيجر واليوم الغابون على نجل عمر بونگو جراء اتهامه بتزوير الانتخابات  . وربما غدا في الكثير من الدول الأفريقية التي صارت في اسفل قائمة الدول الأكثر فقرا والاكثر معاناتا من الإرهاب .

لم تلتفت فرنسا وهي صاحبة الاستعمار الثقافي ومنذ اعلان الجمعية العامة في الستينات عن تأييدها لحركة التحرر وتصفية الاستعمار ، لم تلتفت إلى بؤس الشعوب الخاضعة لنفوذها وظلت تسرق الخامات وتنصب الزعامات ، ولم تستطع بجيوشها أن تحمي تلك الدول من نفوذ القاعدة أو حركات الدولة الإسلامية .
أن مطالبة مالي فرنسا بسحب قواتها بالامس ومطالبة النيجر لها اليوم بسحب أفراد لوائها البالغ عددهم 1500 جندي ، يعد بمثابة طرد لها من القارة ، ولم يعد لسفيرها مكانا في نيامي ،
أن العلاقات الدولية اليوم ،  هي سلسلة تبادل ،  يقع في مقدمتها تبادل السلع والأفكار والعيارات النارية ، وهذا ما امنت به الصين الشعبية ودخلت دخولا سلميا إلى دول القارة لتقدم التنمية المستدامة والقروض الميسرة والخبرة في إقامة المشاريع الزراعية وتنمية الغابات ، والمشاريع الصناعية وتنمية الطاقة النظيفة ، كما ودخلت روسيا القارة بطريقة مختلفة ردا على تصرفات فرنسا ، وساعدت على حمل السلاح ضد الإرهاب ، وشكلت أفواج الحماية الذاتية دفاعا عن المدن في بعض دول الساحل أو جنوب الصحراء مما ساعد الأفارقة على التخلي تدريجا أو بالتمرد عن الدور الفرنسي الذي صار شيخا لايستطيع حتى الدفاع عن نفسه ، هذا هو رد فعل الشعوب التي أحست أنها لا تمتلك قوت يومها في حين أن مناجمها وغاباتها تدر الغذاء والذهب واليورانيوم ….