18 ديسمبر، 2024 8:40 م

الفراغ… وتعويق التنمية!

الفراغ… وتعويق التنمية!

لا تنهض الأمم الا بالعمل، ولا يعمر البلدان إلا فعل ابنائها الذين يبقون يواجهون التحديات بإصرار تتحطم عليه كل المعوقات، ودليل ذلك تاريخ المجتمعات والحضارات.

ولا تتطور المؤسسات إلا بفعل مستمر، يصل بين أوله وآخره، ويمنح النبض لمفاصلها، ويعيد الحياة لما توقف منها، وينتج نجاحاً متواصلاَ أو استدراكاً بعد إخفاق.

ولذلك كله نقول، ان احد الاسباب الرئيسية لوقوع المشاكل، وتعثر التنمية، وبقاء عجلة الحياة متوقفة يأكلها الصدأ يكمن في الفراغ الذي قد يمتد فيملأ يوميات الفرد والمجموع على حدٍ سواء، فليس الفراغ قاتلاً لحياة الأشخاص فحسب، بل هو عامل مهم ومؤثر في تحطيم حياة المجتمعات والكيانات على اختلاف توجهاتها وميادين عملها، وعن سابق اصرار وترصد، وليس في ذلك مبالغة.

ان فراغ الوقت والفكر والاهتمام والهمة والمنجز، يوجد حالة من الخواء الذاتي، والركود اليومي المتستر بشتى أشكال الأعذار والتبريرات، فيحيل من يصيب به إلى صحراء قاحلة تأكلها الرمال المنسية الفاقدة الذاكرة والمعطلة عن التحرك والانتاج.

فاذا اردنا اصلاح مجتمعاتنا فعلينا ملء يومهم بالأفكار الايجابية المثمرة، واذا اردنا رؤية وطننا وقد انعم الله عليه بالتعافي والشفاء فعلينا تحريك كل مفاصل يومياته ليتحرك الشعب سوية نحو هدف الاعمار والبناء، واذا تطلعنا لعمل مؤسسي فاعل، فليكن اساسه خطة فاعلة وتنفيذ متقن ويوم مفعم ببهجة الإنجاز والنجاح.

ودون ذلك سنبقى نقضم بعضنا بعضاً، ونقتات على عقولنا وأفكارنا وطاقاتنا حتى التآكل التام.