ألا يحق لنا التساؤل عن سلطة الفتاوى ودورها في تأكيد سلوك الناس؟
ما هي الفتوى: جواب عما يُشْكِل من المسائل الشرعية والقانونية , وكأي رأي تكون غير ملزمة , وفقهيا: الحكم الشرعي الذي يبينه الفقيه لمن سأله عنه.
فلماذا تتحول إلى قوة أكبر من القانون والدستور؟
ما مصير مجتمع يخنع لفتاوى المتاجرين بدين؟
الفتاوى بأنواعها , صارت تنطلق من أفواه مسيسة ومسوّقة على أنها تمثل الدين , فأصبح مَن هب ودب , ووضع على رأسه عمامة وأطلق لحيته وطرر جبينه , وإستحوذ على المال العام , وراح يرفل بالنعيم والجاه والهيبة السلطوية , يطلق العنان لنوازع النفس الأمارة بالسوء الكامنة فيه , فدينه هواه , والبشر من حوله قطيع وملك يمينه , ومن غنائمه , وأنفال مناه.
ملايين الفقراء المحرومة من أبسط حقوق الإنسان , تتكدس في ميادين التخنيع والتقليد والترويع , لتتلقى دينا لا يمت بصلة للدين الجوهر , فالمعمم هو الممثل المطلق للدين , وعلى الجموع السمع والطاعة , وتعطيل العقل , وعدم السؤال , بل إنها سياسات نفذ ولا تناقش المؤدينة المبجلة العلياء.
كأن الناس روبوتات تحركهم فتاوى المستثمرين فيهم , والساعين للإستحواذ على مصيرهم وجهودهم , فهم خدام الأسياد المعممة , ولابد لهم أن يركعوا أمامهم , ويسجدوا في محراب دجلهم وبهتانهم المقدم على أنه دين.
ما دامت الفتاوى سائبة , وغير خاضعة للدراسة والبحث والمناقشة العارفة , فأنها تسري في المجتمعات كالنار في هشيم , فلا قانون ولا دستور , ولا نظام حكم , فالكرسي يتبع مَن يفتي له ومَن يقلده من المعممين الأشاوس الفاعلين في الحياة , وقد باعوا دينهم بدنياهم.
وربما كل فتوى بدعة (فرية تخالف الشرع) , و”كل بدعة ضلالة , وكل ضلالة في النار”!!