هي …..
عندما يتردد اسمها في اروقة الصحافة والاعلام يجن جنوني واقف عاجزا امام تأريخها المرصع بالمجد انها نموذج للمرأة الثائرة للأنثى المتميزة التي اتخذت من ثقافة الابداع دستورا لمسيرتها فأبي العظيم كان يعشقها وانا على طريقه سائر بداية باليسار وصولا اليها وما بينهما قمم شاهقة من القيم والمبادىء والمفاهيم الفكرية والفلسفية ملامحها الثورية تفيض بالخفايا والاسرار تحمل في جانب سحر وبهاء صوفيا لورين ونعومة واناقة كلوديا كاردينالي في الجانب الاخر ولطالما امتزجت هاتين الشخصيتان فيها فصورتها لم تتغير هي ذاتها منذ مرحلة صباها الى يومنا هذا فرغم الفارق الزمني الكبير بين الحالتين لكنها ما زالت صامدة وشامخة كزهرة جبلية جذورها عميقة ……
منى واصف التي اشتهرت في بداياتها عبر فيلم الرسالة الشهير والذي تقمصت فيه دور هند بنت عتبة فالملايين شاهدوها وهي تؤدي هذه الشخصية التأريخية فأتقانها للدور الموكل لها شكلا ومضمونا ونطقها السليم للكلمات كان مثاليا والتزامها بتأدية الشخصية بأسلوب تجريدي مقنع كان سببا رئيسيا في شهرتها واكتساح نجوميتها بوابة عالم الفن السابع وتوالت نجاحاتها في ادوارها اللاحقة وهذا ما جعل ترتيبها الفني في حركة تصاعدية مستمرة فالشيء الذي يميز بينها وبين العديد من الممثلات من بني جلدتها في تلك الحقبة وما تلتها من حقب اخرى انها انفردت بأسلوب فني رفيع المستوى حيث ان معظم ادوارها الدارمية في التلفزيون والسينما اسست مفهوما فكريا جديدا لشخصية الفنانة المخضرمة التي عاشت اجيالا متعاقبة ومتلاحقة فعنصري التوازن والدقة كانا حاضرين في شخصياتها فالمشاهد لم يرى تصنعا او زيفا في ارتدائها ثوب الشخصية حيث صنعت حالة من التوازن بين واقعها الملموس وبين الحدث الذي سيبني مشاهده امام العدسة اضافة الى سيولة ومرونة تأديتها للحركات والايماءات والانحناءات التي ترسم على ملامحها والتي تسببها الحالة الفنية التي تعيشها حيث انها تزول وتذوب تلقائيا في الشخصية الحية والحقيقة التي تقوم بها فالفنان المثابر والنشيط والجدي هو الذي يروض كافة اجزاء جسده ليحتوي المشهد كليا وليس جزئيا فالممثلة القديرة ( الفاشينيستا ) منى واصف جمعت العديد من الشخصيات تحت عباءتها لذا من السهولة ان تجسد ما هو اصعب واشد تعقيدا من ناحية السرد الدرامي في التلفزيون والمسرح والسينما وهذا يظهر بواقعية في شخصيتها الحالية في مسلسل الهيبة والتي تقوم فيه بتأدية دور الام التي تمتد جذورها لاحدى اعرق عوائل الشام والتي تزوجت من احد الكبار الذين يملكون نفوذا واسعا في احدى مناطق الريف اللبناني وتدير شؤون عائلة لها صيتها من ناحية السلطة والمال هنا يمكن القول ان شخصيتها الحالية في هذا العمل الدرامي الضخم ما هي الا امتداد لمسيرة طويلة من العطاء الفني فهي تجسد مرحلة متطورة في تقمصها وهذا لم يصل اليه اي فنان او فنانة اخرى على مستوى الوطن العربي سوى القلائل منهم وصلوا لهذه المرحلة كالزعيم عادل امام فالملحمية اولى صفات دورها وتليها مفاهيم الرقي والكبرياء ومن ثم تتخذ الصورة منحى اخر لتصل الى السرد الاسطوري لحكاية وقصة حاكت خيوطها من وهج النص الحر ……
فأم جبل ام كما يطلق عليها البعض أم الاصول او ام الدراما السورية وغيرها من الالقاب ما هي الا علامات لنجاحها وتألقها فرغم انفراد الشيخوخة بالرسم فوق ملامحها لكنها ما زالت فتية تغازل عنفوان الذاكرة التلفزيونية والسينمائية .
الفاشينيستا …. لقب المرأة الأنيقة التي تهتم بالموضة واخر صيحاتها