يعتقد البعض وخاصة الفاشل في أدائه ان الفدرالية هي الوصفة السحرية التي توصله إلى الهدف ، وتناسى هذا الفاشل ان انتكاسة تجربة مجالس المحافظات كانت نتيجة اداء هذا الفاشل نفسه ، ان الفشل العام الذي اوصل البلد الى هذه النهاية المؤسفة هو فشل الكتل والاحزاب التي تصدت للمشهد السياسي وأخذت تعمل بترف الشبعان بعيدا عن عوز ووجع الناس ، وقد اشترك في هذا الفشل الاحزاب والشخصيات الشيعية التي ظلت تقدم ماضيها ونضالها على انه بديلا حقيقيا لما هو مطلوب من منجزات ، وظلت تتمسك بالأغلبية بديلا عن هموم الناس وخاصة الأغلبية الشيعية التي ما فتئت وانقلبت عليها ، ويأتي من بعدها الاحزاب والشخصيات الكردية التي فسرت الفدرالية على انها كومفدرالية يرفع فيها الإقليم علمه الخاص ويتصرف رئيسه على انه رئيسا لدولة كردية تتعامل دبلوماسيا مع العالم ويستقبل الرؤساء ويحادث الوزراء حتى وصل بهم الغرور إلى الاستفتاء على الانفصال غير شاكرين العراق على هذا الاسلوب الجديد للفدرالية وهم يرون بأم أعينهم عذاب أخواتهم الكرد في إيران او قذائف المدفعية والطائرات في تركيا ، اما القادة السنة فقد قلدوا الشيعة في الترف السياسي وتركوا جماهير شعبهم في متاهات مشاريع الكذب وتركوا محافظاتهم وهي تئن من وجع داعش وتركوها ركاما دون اعادة بناء وراحوا لاهثين وراء المال والجاه والسلطة ،
ان دعوة قادة الشيعة للأقاليم في الجنوب وهم كانوا من الفاشلين في تجربة المجالس ، ودعوة قادة السنة للإقليم السني وهم سارفوا اموال النازحين ، ودعوة القادة الكرد للانفصال وهم محملين بغباء استحالة الدولة الكردية أمام نهم الدولة الفارسية او أحلام الدولة العثمانية . ان دعوات كل هذه الاطراف كانت مخييبة لامال الشعب ، الذي انتفض عليهم وعلى سياساتهم ، وصار الكرد اعداء قادتهم فعزلوا البرزاني الذي كان يأمل ان يكون رئسا مدى الحياة ، وقام الشيعة بتمزيق صور رموزهم وحرقوا مقرات احزابهم ، اما جماهير السنة فهم اليوم يلعنون قادتهم ولا يثقون بأي منهم ، وصار الكل الحاكم امام شعب واحد مفرق وفق نوايا قادته موحدا وفق وحدة المصير ، والمستقبل كما نراه للشعب ليس للقادة الفاشلين…