23 ديسمبر، 2024 11:30 ص

يبدو ان لدى رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي عقدة مستديمة من اي تظاهرة تطالب بالعدل والمساواة ومحاسبة الفاسدين فاعتاد ان يكيل لكل صاحب موقف او ممارسة او رأي اودعوة تناقض توجهاته المكرسة للهيمنة والتسلط انواع التهم التي ما انزل الله بها من سلطان .. لذا لم نستغرب ماقاله في حفل تأبين الشهيد المفكر محمد باقر الصدر وكرره في تجمع عشائري في بابل عندما وصف الداعين الى الاصلاح بالفاسدين السياسيين وبان ما يجري مؤامرة يراد منها القضاء على المشروع الاسلامي !!
ولاندري ما هو بنظر المالكي التعريف الحقيقي للفاسد السياسي .. هل هم الملايين من المواطنيين الذين صبروا وتحملوا الجوع واالارهاب والحرمان وانتهاك الحقوق فذهبوا لصناديق الاقتراع لانجاح الانتخابات برغم شكوكهم بزيف نتائجها وحرصاً منهم على انجاح عملية سياسية ولدت مشوهة اصلاً بفعل المحاصصات واللهاث على مغانم السلطة ؟!.. هل هؤلاء هم الفاسد ون السياسيون ام من استلم مقاليد الحكم طيلة الثلاثة عشر سنة الماضية وحول مؤسسات الدعوة الى اقطاعيات وضيعات يتصرف بها كيف يشاء وبما يحلو له ؟! وبماذا يمكن ان نصف ذاك السياسي الذي بسنوات قليلة صار يمتلك الشركات والفلل والعمارات ويستحوذ على عقارات الدولة ويشتريها بابخس الاثمان ويقبض المقسوم من العمولات وبملايين الدولارات ؟ومن يتحمل مسؤولية الا ستهانة بارواح الشهداء والمتاجرة بتضحياتهم ذاك المواطن المفجوع بمصائب السياسيين ام اولئك سراق اموالنا وثرواتنا النفطية ؟! واين هي ملامح المشروع الاسلامي اهي في الرواتب والمخصصات الخرافية التي لم يعرفها اي نظام سياسي مهما كان تصنيفه دكتاتوري او ديمقراطي تقدمي ام رجعي ؟
اسئلة كثيرة ومؤلمة اثارتها كلمة المالكي بما حملته من تجن على شعب قدم وما زال الكثير واجبر نفسه اكثر من مرة منذ الاحتلال الذي نصب هذه الطبقة السياسية ،على تصديق ادعاءاتهم ووعودهم وارتضى ان يتهمه الكثير بالخنوع للاجنبي فصبر وصبر حتى باتت الاخطار تهدد وجوده ومستقبله فتظاهر ورفع صوته منذ شباط 2011 منبهاً من خطورة الممارسات التي تتلفع بالدين لتغطية جرائمها بحق الدين والوطن والمواطن ولم يجد بعد كل هذا الخراب السياسي والاقتصادي والاجتماعي والامني الا ان يصرخ عالياً بوجه مظلات الفساد وحماته ” باسم الدين باكونا الحرامية “.
نشعر كمواطمين بالاسى والحسرة ونحن نسمع مثل هذا الخطاب المنافي لابسط قيم الاسلام وروحه وتتناقض كلياً مع سيرة النبي الاكرم محمد وال بيته الاطهار واصحابه الكرام صلى الله وسلم عليهم . نحن واثقون ان سياسيي الصدفة قد قرأوا واجتهدوا وحفظوا عن ظهر قلب كل مباديء الاسلام لكنهم وبصراحة ناقضوها فهم ( يأ مرون الناس بالمعروف وينسون انفسهم ).ان رائحة تجار الدين وادعيائه الكريهة منذ ما بعد 2003 باتت تزكم الانوف وتملاً فضائحهم وسائل الاعلام الاجنبية قبل المحلية وبلغت حداً اقلق حتى الاادارة الامريكية التي تشير اخر الاخبار بان وزارة خزانتها سلمت حكومتنا قائمة تضم (156) اسماً من الشخصيات العراقية التي تبوأت مناصب عليا ووسطية وتورطت بنهب المال العام ويقال هنالك قائمة وربما قوائم اخرى .. فتحت اي تصنيف يمكن ان ندرج هؤلاء وغالبيتهم ينتمون للتيارات الاسلاموية فالسلام منهم براء .. اخيرا من هو الحريص على المشروع الاسلامي الداعي الى الحق وانصاف المظلوم وترسيخ هيبة القانون ام من تسلم مقاليد الحكم فضاعت في عهده الاموال ودنست اراضينا الدواعش وكادت تضيع الاوطان .. في الجعبة الكثير ولكن اذا لم تستح فقل ما شئت !ورحمك الله سيدي ابو ذر الغفاري .