8 أبريل، 2024 7:54 م
Search
Close this search box.

الفاسدون لا يقودون ولا يخلدون

Facebook
Twitter
LinkedIn

يتناوب على مجتمعنا المنهك بالتجارب المريرة والحروب الكثيرة منذ قدوم تجربة أمريكا الديموقراطية التي اريد انطلاقها من العراق -كما كل شيء ينطلق من عنده – كما يظنون ! يتناوب علينا سياسيون صدفيون رفعتهم الجماهير الجاهلة والعشائر المتعصبة والمذاهب المؤدلجة دون وعي ، ثم بعد ان اغتنوا بمليارات السرقة السياسية من أموال المسحوقين الذي يهللون لهم ويطلبون دون ادراك ، صاروا يدورون أنفسهم كل أربعة أعوام بشراء الناس بما سرقوه من الناس !

ولكنهم انكشفوا وينكشفون ويعلمون أنهم ينكشفون ولا تنطلي حيلهم على عوام الناس فضلا عن خواصهم ومثقفيهم ، ويعلمون انهم لا شرف لهم يخلده التاريخ كقادة او بناة وأنهم يسخرون من الناس بتقديم فتات مايسرقون على هيئة مكارم وانجازات ، حتى وان بنوا ناطحات السحاب، ، فإن ما يبنونه في أفضل احواله لا يساوي عشر ما يسرقون ، ولكن الناس من اغترابها وياسها وتسليمها لقدرها صارت تعد ذلك نصرا ومغنما وحسن ادارة من أولئك المنتفعين،
فمن من الشعب لا يعرف كم سرق فلان وهو الآن يتزعم الطائفة الفلانية سياسيا ويامر وينهى ويعيش مترفا ، وكم نهب فلتان وهو الآن ينمي ثروته ويستثمر فيها ويتكرم على الناس الذين سرقهم بان يجد لهم وظيفة عنده “باموالهم” التي لم يصلوا إليها، وغيره وغيره ،
ولكن هل سيخلد التاريخ أحدا من هؤلاء ؟ و إن سمى نفسه زعيما وقائدا ورئيسا، هل يستطيعون ان يتخلوا عن هذه الخصلة الدنيئة من سرقة المال او يشبعوا منها ويكتفوا ويفكر احدهم ان يصبح قائدا رمزا مستقلا عن الولاءات رافضا للاملاءات ، يؤثر من موقعه في كتلته او طائفته او فرقته او مدينته او وزارته او حكومته ، فيصنع لنفسه مجدا ولأحفاده تاريخا ولوطنه اسما كما فعل مهاتير او مانديلا او أردوغان،!
لا أظن، فالطمع والدونية و حب المال صفة غبية تلهي الإنسان وتشغله عما هو أعظم منها واكثر خلودا وأنفع للناس وأفضل في مواجهة الله الرب الكريم العظيم ، و هاتان خصلتان لا تلتقيان ، فإما التمرغ في التراب لأجل المال وتضييع المنصب والجاه والقيادة ، أو التضحية بكل مال ومادة والنظر نحو العلا لصناعة المجد الذي صنعه الافذاذ من القادة في التاريخ ، فقد ماتوا فقراء لكن متبوعين محترمين موقرين وصارت حقب حكمهم أعيادا وطنية واسماؤهم صروحا علمية وأدبية وعسكرية وشوارع ومدارس وقصصا وامثال ، فهل تقدرون على ذلك؟ اشك وقد مضى على حكمكم عشرون سنة بالتمام والكمال ،
واذكركم انه لا يمكن الخروج من الباب الأمامي الواسع و انت تحمل أكياس الدولارات فحتى عمال البنك يخرجون من الباب الخلفي عند حمل النقود الثقيلة ، فما بالك باللصوص ؟! فإما أن تكون قائدا و شيخا و شاعرا و معلما و سياسيا نقيا مؤثرا قدوة مضحيا بالمال او تكون ثريا منزويا في الأبواب الخلفية دون ذلك الشرف ، فيذكرك الناس -لغفلتهم- حينا ثم بعد ذلك تندثر في نفايات التاريخ المتعفنة،  فاختر لنفسك

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب